إخلاء كاذب لبؤرة "أفيتار" الاستيطانية المقامة على جبل صبيح جنوب نابلس

رام الله

محمود السعدي

محمود السعدي
02 يوليو 2021
إخلاء كاذب لبؤرة استيطانية
+ الخط -

رغم ما ادعاه الإعلام الإسرائيلي بأن مستوطنين غادروا، اليوم الجمعة، البؤرة الاستيطانية "أفيتار"، المقامة على أراضي جبل صبيح في بلدة بيتا جنوب نابلس، شمالي الضفة الغربية، التزاماً بالاتفاق المبرم مع حكومة الاحتلال الإسرائيلي، مع الإبقاء على البيوت المتنقلة هناك، فإن أهالي بيتا يعتبرونه "إخلاء كاذبًا".

ويصرّ الأهالي على مواصلة فعالياتهم حتى يتم إخلاء البؤرة والبيوت المتنقلة منها بشكل تام ويعود أصحابها إليها.

وبحسب ما نشره الإعلام الإسرائيلي، فقد غادر المستوطنون "أفيتار" حوالي الساعة الرابعة مساء بالتوقيت المحلي، بعد نحو شهرين من إقامتهم بؤرة هناك، والتي أدى وجودها إلى احتجاجات ومواجهات بين الأهالي وقوات الاحتلال.

وينصّ الاتفاق المبرم مع حكومة نفتالي بينت على أن تقوم وزارة جيش الاحتلال بالنظر في وضع الأرض المقامة عليها بؤرة "أفيتار" الاستيطانية بـ"أسرع ما يمكن"، وفق الإعلام الإسرائيلي، فإذا تبين أنها ليست أملاكاً فلسطينية خاصة، واعتبرت أملاك دولة "فسيسمح ببناء مؤسسة دينية وأماكن سكنية مرافقة لها ولعائلات موظفي المدرسة الدينية".

من جانبه، قال نائب رئيس بلدية بيتا موسى حمايل، لـ"العربي الجديد"، إن "أهالي بيتا تابعوا عملية إخلاء البؤرة من المستوطنين من خلال الإعلام الإسرائيلي"، مؤكدًا أن الأهالي مستمرون بفعالياتهم ضد وجود المستوطنين وجيش الاحتلال في الجبل.

يصرّ الأهالي على مواصلة فعالياتهم حتى يتم إخلاء البؤرة والبيوت المتنقلة منها بشكل تام، وأن يعود أصحابها إليها

وأوضح أن الأمر لا يرتبط بموضوع استخدام الأراضي "لأن الأراضي لها أصحابها ويمتلكون أوراقًا ثبوتية بها، والأهالي يرفضون إجلاء المستوطنين والإبقاء على استخدام الأراضي، والفعاليات ستتواصل".

وأشار حمايل إلى أن أراضي جبل صبيح تبلغ نحو840 دونمًا، يتهددها خطر الاستيطان، رغم أن البؤرة الاستيطانية أقيمت على 20 دونمًا فقط، لكن وجود تلك البؤرة بأي طريقة كانت سيؤثر على جميع أراضي الجبل.

بدوره، قال مدير مكتب هيئة مقاومة الجدار والاستيطان الفلسطينية في شمال الضفة الغربية مراد اشتيوي لـ"العربي الجديد": "لقد تابعنا إخلاء البؤرة من خلال الإعلام الإسرائيلي، لكن بالتزامن مع إعلان الإخلاء كانت هناك تعزيزات مكثفة لقوات الاحتلال في محيط جبل صبيح".

واعتبر اشتيوي أن الاتفاق بإخلاء البؤرة من المستوطنين من والإبقاء على البيوت المتنقلة، وفحص إمكانية استخدامها كمدرسة دينية، هي محاولة شرعنة للبؤرة، والأهالي سيستمرون بفعالياتهم ضد تلك البؤرة أو أي استخدام آخر لها من قبل الاحتلال، حتى تتم إعادة الأرض إلى أصحابها.

ومنذ إطلاق الفعاليات الشعبية لإزالة بؤرة "أفيتار" الاستيطانية بعد إقامتها قبل حوالي شهرين، وأهالي بلدة بيتا والقرى والبلدات المجاورة والنشطاء يواصلون فعالياتهم اليومية من أجل إزالتها.

وبحسب حمايل، فقد استشهد خلال فعاليات الدفاع عن جبل صبيح خمسة فلسطينيين، بينهم أربعة من بلدة بيتا وشهيد آخر من بلدة يتما المجاورة، علاوة على إصابة نحو 1200 فلسطيني بجروح بالرصاص وبالاختناق بالغاز المسيل للدموع وبالسقوط خلال الفعاليات، بينهم 80 ما زالوا يعانون من إصابتهم بالرصاص الحي. كما تم اعتقال أربعة شبان، بينهم جريح، علاوة على حرق مئات الأشجار خلال مواجهات مع الاحتلال.

ذات صلة

الصورة
المشهد حول سجن "عوفر" قبيل ساعات من الإفراج عن أسرى بموجب صفق التبادل (العربي الجديد)

سياسة

دان نادي الأسير الفلسطيني، جريمة الإعدام الميداني التي نفّذها جيش الاحتلال بحق أربعة أسرى من غزة، مشيراً إلى أنها تشكّل جريمة حرب جديدة
الصورة
الحصص المائية للفلسطينيين منتهكة منذ النكبة (دافيد سيلفرمان/ Getty)

مجتمع

في موازاة الحرب الإسرائيلية على غزّة يفرض الاحتلال عقوبات جماعية على الضفة الغربية تشمل تقليص كميات المياه للمدن والبلدات والقرى الفلسطينية.
الصورة
دبابة إسرائيلية قرب حدود قطاع غزة، 19 يناير 2024 (Getty)

سياسة

ظهرت منذ بداية حرب الإبادة الإسرائيلية، قبل نحو تسعة أشهر، تصريحات ومقاطع فيديو، لمسؤولين إسرائيليين وجنود أشارت إلى نيات الاستيطان في غزة.
الصورة
مكب نفايات النصيرات، في 21 مايو 2024 (فرانس برس)

مجتمع

يشكّل مكبّ نفايات النصيرات في قطاع غزة قنبلة بيئية وصحية تُهدّد بإزهاق الأرواح وانتشار العديد من الأمراض والأوبئة، وسط أوضاع إنسانية مأساوية..
المساهمون