مئات المستوطنين يقتحمون الأقصى ومواجهات واعتقالات في الضفة

15 سبتمبر 2021
قوات الاحتلال تواصل التصعيد (مناحيم كهانا/فرانس برس)
+ الخط -

اقتحم مئات المستوطنين المتطرفين، اليوم الأربعاء، باحات المسجد الأقصى بحماية قوات الاحتلال الإسرائيلي الخاصة، فيما جرت اقتحامات لعدة مناطق من الضفة الغربية تخللها اندلاع مواجهات بين الشبان وقوات الاحتلال ما أوقع عددا من الإصابات، واعتقال عدة فلسطينيين.
وأفاد مكتب الأحوال التابع لدائرة الأوقاف الإسلامية في القدس المحتلة بأن 307 مستوطنين شاركوا في اقتحامات الجولة الأولى، بمشاركة كبار الحاخامات ورؤساء جمعيات استيطانية، في حين يتوقع مشاركة أعداد أكبر منهم في الجولة الثانية والتي تبدأ بعد صلاة الظهر وتستمر حتى الثانية ظهرا بالتوقيت المحلي.
وخلال اقتحاماتهم تلك، والتي امتدت لاحقاً إلى مداخل مقبرة باب الرحمة المتاخمة للسور الشرقي للمسجد الأقصى، قام المستوطنون بأداء بعض الطقوس والصلوات التلمودية.
وتأتي الاقتحامات عشية الأعياد اليهودية والتي ترافقت بشروع سلطات الاحتلال بإجراءات عزل خاصة لجميع الأحياء الفلسطينية المتاخمة للبلدة القديمة من القدس ومحاور الطرق المؤدية إلى المستوطنات في محيط المدينة المقدسة.
وبموجب هذه الإجراءات والتدابير ستوضع اعتباراً من الساعة الرابعة من عصر اليوم، مكعبات إسمنتية تغلق مداخل الأحياء الفلسطينية المجاورة للمستوطنات، إضافة إلى تحديد حركة التنقل عبر الحواجز المنتشرة حول القدس المحتلة، مع نشر أعداد كبيرة من الجنود، ومنع حركة انتقال المقدسيين إلى القطاع الغربي من المدينة المقدسة.
من جانبها، دانت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية، الدعوات التي أطلقها ما يسمى "اتحاد منظمات الهيكل"، لتنظيم اقتحامات واسعة للمسجد الأقصى وباحاته عشية عيد "يوم الغفران" اليهودي، الذي يصادف غداً الخميس.
وقالت في بيان صحافي: "إنها تنظر بخطورة بالغة للتصعيد الحاصل في اقتحامات المسجد الأقصى وأداء الطقوس التلمودية والصلوات داخل باحاته"، وحذرت من نتائج وتداعيات "العدوان المتواصل على المسجد والإصرار على تغيير الواقع التاريخي والقانوني القائم ليس فقط في المسجد، إنما في عموم القدس الشرقية المحتلة وبلدتها القديمة واحيائها".
وأكدت أن "القدس ومقدساتها ومسجدها الأقصى هي مفتاح الحرب والسلام في المنطقة برمتها، وإن الإجراءات والتدابير الاحتلالية تشكل خطراً كبيراً على فرص تحقيق السلام".
وأعربت الخارجية عن إدانتها الشديدة لصمت المجتمع الدولي على تلك الاقتحامات و"التعامل معها كأمر واقع ومألوف يتكرر كل يوم، في تجاهل مريب لمخاطرها على الأمن والاستقرار في ساحة الصراع".
في سياق متصل، هاجم مستوطنو مستوطنة "كريات أربع" المقامة على أراضي الخليل جنوب الضفة فجراً منازل المواطنين في حارة جابر شرقي الخليل، فيما اعتدت قوات الاحتلال على أهالي شارع الشهداء وعرقلت وصولهم إلى منازلهم، واقتحمت عدة منازل بالمدينة ونهبت أموالاً من داخلها.
كما اقتحمت قوات الاحتلال بلدة العيسوية وسط القدس المحتلة ونفذت حملة من الاعتقالات طاولت عددا من النشطاء من أبناء البلدة من بينهم أسرى محررون.
وكانت قوات الاحتلال، اعتقلت عصر أمس، الأسير المحرر عمر محمد عبيد، بعد ساعات من الإفراج عنه ووصوله إلى منزله في بلدة العيسوية، واقتحمت تلك القوات البلدة تزامناً مع استقبال الأسير ثم اعتقلته مع والده، وحولتهما إلى التحقيق.
إلى ذلك، اعتقلت قوات إسرائيلية خاصة (مستعربون) الفتى يوسف فؤاد عودة (16 عاماً) من بلدة حوارة جنوبي نابلس، واعتدت عليه بالضرب، وفق تصريحات للناطق باسم حركة "فتح" في حوارة عواد نجم.

كما اعتقلت قوات الاحتلال الأسير المحرر جمال زيد (65 عاماً) من مدينة البيرة الملاصقة لمدينة رام الله وسط الضفة الغربية، فيما دهمت مكتب النقابة العامة للعاملين في قطاع الخدمات والأعمال الحرة وسط رام الله، واستولت على محتوياته. وتزامن اقتحام رام الله مع اندلاع مواجهات بين الشبان وتلك القوات، ما أوقع عدة إصابات جرى علاجها ميدانياً.
واعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، الليلة الماضية، الطالب في جامعة بيرزيت جعفر عزيز كايد، بعد أن فجّرت باب منزل عائلته، علمًا بأن كايد لا يزال يتعافى من عملية أجراها لإزالة المرارة قبل 4 أيام.
في الأثناء، اضطر الأسير المحرر حسن شوكة من بيت لحم جنوبي الضفة الغربية لتسليم نفسه لقوات الاحتلال بعد عدة محاولات فاشلة لاعتقاله، إثر اعتقال زوجته أمس الثلاثاء، واعتقال والده قبل أيام للضغط عليه لتسليم نفسه.
واندلعت مواجهات بين الشبان وقوات الاحتلال الإسرائيلي، عند حاجز الجلمة العسكري المقام شمالي جنين شمال الضفة، وسط مواجهات أخرى على الشارع المحاذي لمستوطنة "دوتان" المقامة جنوبي غرب جنين عقب فعاليتين مساندتين للأسرى.
كما اقتحمت قوات الاحتلال بلدة يعبد وقرية العرقة القريبتين، وشنت حملة تمشيط وتفتيش واسعة.

المساهمون