مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى عشية "عيد الغفران" والاحتلال يفرض إجراءات مشددة

24 سبتمبر 2023
أقام المستوطنون حلقات رقص وغناء على أبواب المسجد الأقصى (الأناضول/ فرانس برس)
+ الخط -

اقتحمت مجموعات من المستوطنين بحماية قوات الاحتلال، اليوم الأحد، باحات المسجد الأقصى المبارك عشية احتفالاتهم بما يسمى عيد الغفران، وسط تشديد إجراءات دخول المصلين الشباب إلى المسجد ومنع عدد كبير منهم من الوصول إليه.

وأفادت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس "العربي الجديد" بأن 537 مستوطناً شاركوا في الجولة الأولى من الاقتحامات للمسجد الأقصى قبل ظهر اليوم الأحد، فيما شارك 151 مستوطناً في الجولة الثانية من الاقتحامات، حيث عمد المستوطنون إلى تنفيذ أعمال استفزازية ومسيرات صاخبة في البلدة القديمة من القدس، وكذلك على أبواب المسجد الأقصى.

وكان مصدر في دائرة الأوقاف قد قال في وقت سابق، لـ"العربي الجديد"، مفضّلاً عدم ذكر اسمه، إن المستوطنين المقتحمين أدّوا طقوساً وصلوات تلمودية قرب مصلى باب الرحمة، وأقاموا حلقات رقص وغناء على أبواب الأقصى.

مستوطنون يقتحمون باحات المسجد الأقصى بحماية شرطة الاحتلال، عشية "عيد الغفران"، بينهم المتطرّف يهودا غليك. pic.twitter.com/mQNZYZi90e

— وكالة شهاب للأنباء (@ShehabAgency) September 24, 2023

وتأتي اقتحامات الأقصى في وقت يواصل المستوطنون مسيراتهم الاستفزازية داخل البلدة القديمة من مدينة القدس، فيما عرقل الاحتلال دخول طلبة مدارس الأقصى الشرعية ومنع العديد منهم من الالتحاق بمقاعد الدراسة، وأبعد بالقوة المرابطات المبعدات عن المسجد الأقصى ومنعهن من الدخول، كما حدث مع المرابطتين خديجة خويص وعايدة الصيداوي.


بدوره، استنكر الشيخ عكرمة صبري، رئيس الهيئة الإسلامية العليا في القدس المحتلة، اقتحام المستوطنين بحماية قوات الاحتلال المسجد الأقصى، وتنفيذ إجراءات بحق المصلين.

وأكد صبري، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن "كل إجراءات وممارسات الاحتلال ومستوطنيه ضد المسجد الأقصى لن تنشئ له أي حق، وأن الشعب الفلسطيني، ومن خلفه الأمتان الإسلامية والعربية، متمسكون بمسجدهم ومستعدون على الدوام للدفاع عنه".

ووجه صبري نداء للفلسطينيين في عموم الوطن، خاصة الفلسطينيين في المناطق المحتلة عام 1948، إلى تكثيف رباطهم ووجودهم في المسجد الأقصى، منددا بالاعتداء على المرابطات وإبعادهن بالقوة عن أبواب الأقصى.

وكانت قوات الاحتلال قد فرضت، فجر اليوم، حصاراً مشدداً على مدينة القدس والأحياء المحيطة بها، ونشرت الآلاف من عناصرها في البلدة القديمة من القدس ومحيطها، وعند مفارق الطرق المؤدية إلى المسجد الأقصى وحائط البراق وبلدة سلوان.

واستجلبت قوات الاحتلال عشرات المكعبات الأسمنتية إلى مداخل جميع الأحياء الفلسطينية المتاخمة للبلدة القديمة من القدس، تمهيداً لإغلاقها ومنع حركة تنقل المقدسيين القاطنين في تلك الأحياء، بما في ذلك إغلاق عشرات المدارس وتعطل الدراسة في القدس اعتباراً من اليوم الأحد وحتى مساء بعد غد الثلاثاء، حيث تبلغ احتفالات اليهود بيوم الغفران ذروتها.

وكان عشرات آلاف المستوطنين، الذين توافدوا في مئات الحافلات إلى البلدة القديمة من القدس، قد أقاموا صلوات تلمودية في ساحة البراق، بينما نظم المئات منهم مسيرات استفزازية داخل البلدة القديمة وفي حاراتها المختلفة، وأدوا طقوسهم التلمودية أيضاً عند أبواب الأقصى، خصوصاً في منطقة باب القطانين وباب السلسلة وباب الأسباط، وأقاموا حلقات رقص وغناء تخللها إطلاق هتافات عنصرية ضد العرب.

كذلك اقتحمت عشرات الحافلات التي تقلّ مستوطنين بلدة الطور إلى الشرق من المسجد الأقصى بحماية قوات الاحتلال الخاصة، التي انتشرت بأعداد كبيرة لتأمين الحماية للمقتحمين.

وكان ما يسمى "اتحاد منظمات الهيكل" قد أعلن في وقت سابق عن اقتحام مركزي للمسجد الأقصى المبارك عشية يوم الغفران، وكذلك في يوم الغفران ذاته غداً الاثنين، على أن تقام الصلوات الجماعية خلال هذين اليومين بما يشمل محاكاة قربان الغفران وصلوات التوبة.

وتتزامن احتفالات عيد الغفران هذا العام مع إعلان نشطاء في ما يسمى جماعات الهيكل المتطرفة تأسيس حركة جديدة تسمي نفسها "أبناء جبل موريا"، هدفها الاحتجاج والتظاهر ضد شرطة الاحتلال لتمكين اليهود من أداء كامل الطقوس في المسجد الأقصى بحرية.

واعتبرت أن إجراءات شرطة الاحتلال مع المقتحمين تشكل "معاداة للسامية" "وتمييزاً" ضد اليهود في "أقدس مقدساتهم"، وأنه "قد حان الوقت لإنهاء 2000 عام من التمييز"، بحسب زعمهم.

عشرات الإنذارات حول احتمالية تنفيذ عمليات بالأعياد

إلى ذلك، حذرت أواسط عسكرية إسرائيلية من مخاطر تنفيذ عمليات أثناء احتفال إسرائيل بعيد عيد يوم الغفران الذي سيحل غدا الاثنين.

ونقلت "كان" عن المحافل قولها إن هناك عشرات الإنذارات حول مخططات لتنفيذ عمليات خلال العيد.

من ناحيته، قال رئيس قسم العمليات في شرطة الاحتلال أوفير شمول إن هناك ارتفاعا كبيرا في الإنذارات حول تنفيذ عمليات في أرجاء إسرائيل.

وفي مقابلة أجرتها معه صباح اليوم الأحد الإذاعة التابعة لسلطة البث الإسرائيلية، أشار شمول إلى أن شرطة الاحتلال نشرت عشرة آلاف من عناصرها وقوات حرس الحدود ومتطوعين لتأمين الإسرائيليين خلال العيد.

وحسب الإذاعة، فإن سلطات الاحتلال فرضت إغلاقا على الضفة الغربية وقطاع غزة منذ منتصف الليلة الماضية، في إطار الإجراءات الأمنية الهادفة إلى تقليص فرص تنفيذ عمليات خلال العيد.

وكان وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير قد دعا الإسرائيليين ممن يحملون رخص اقتناء سلاح إلى أن يواظبوا على حمله، وحثهم على تأمين الكنس أثناء الأعياد اليهودية.

الأردن يدين الاقتحامات الإسرائيلية للأقصى

عربياً، دانت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين الأردنيين الانتهاكات التي قام بها المتطرفون باقتحام المسجد الأقصى المبارك والسماح لهم بممارسات استفزازية.

وقال الناطق الرسمي باسم الوزارة السفير سنان المجالي، في بيان اليوم الأحد، إن "الممارسات الاستفزازية المستمرة والمرفوضة بحق المسجد الأقصى المبارك وتصاعد وتيرتها وما يرافقها من ممارسات استفزازية داخل الحرم وفي محيطه وفي المقابر الإسلامية المجاورة له، والتي تعتبر وقفاً إسلامياً، هي خرقٌ فاضح ومرفوض للقانون الدولي، وللوضع التاريخي والقانوني القائم في القدس ومقدساتها".

وأكد المجالي أن "الانتهاكات والاعتداءات المتواصلة على المقدسات، بالتزامن مع الاقتحامات الإسرائيلية المتواصلة للأراضي الفلسطينية المحتلة، تُنذر بالمزيد من التصعيد وتُمثل اتجاهاً خطيراً يجب وقفه فوراً".

وطالب الناطق الرسمي باسم الوزارة إسرائيل، بصفتها القوة القائمة بالاحتلال، بالكف عن جميع الممارسات والانتهاكات بحق المسجد الأقصى المبارك واحترام حرمته.

المساهمون