استمع إلى الملخص
- أكدت مصادر أن روسيا بدأت بسحب قواتها من شمال سورية، مع نقل معدات وضباط، دون مغادرة قاعدتي حميميم وطرطوس، واستعدادات لنقل العتاد العسكري.
- لم يتم مناقشة الوجود العسكري الروسي رسمياً بين نظام الأسد وموسكو، وسيخضع للمحادثات المستقبلية، مع تأكيد الشعب السوري على القرار النهائي.
رصد "العربي الجديد" اليوم السبت إقلاع طائرتين روسيتين للشحن العسكري من طراز "إليوشن" من مطار القامشلي الدولي بمحافظة الحسكة، في شمال شرق سورية، مع ترجيح اتجاههما نحو قاعدة حميميم الجوية العسكرية الروسية في اللاذقية. ويأتي ذلك وسط تقارير حول احتمالية الانسحاب الروسي الكامل من الأراضي السورية، في أعقاب إسقاط نظام بشار الأسد وفراره إلى موسكو الأسبوع الماضي، ورصد الأقمار الصناعية لتجهيزات انسحاب روسية في القامشلي واللاذقية.
من جانبها، أوردت وكالة "رويترز" عن أربعة مسؤولين سوريين قولهم إن موسكو تسحب قواتها من خطوط المواجهة في شمال سورية ومن مواقع في جبال العلويين على الساحل السوري، لكنها لم تغادر قاعدتيها الرئيسيتين في سورية، وهما قاعدة حميميم الجوية في اللاذقية ومنشأة طرطوس البحرية.
وشهد مطار اللاذقية أمس الجمعة حركة غير اعتيادية، بحسب ما رصد "العربي الجديد"، مع إقلاع طائرتين من طراز "إليوشن" الخاصة بالنقل العسكري أيضا، ليكون مجموع الطائرات التي أقلعت من القامشلي بين أمس واليوم، أربع طائرات. وكانت الدوريات العسكرية الروسية المنفردة أو المشتركة مع القوات التركية، قد توقفت في منطقة الشريط الحدودي السوري التركي في شمال شرق سورية، بعد أيام قليلة من بدء العملية العسكرية "ردع العدوان"، كما انكمش الكثير من النقاط العسكرية إلى قاعدة حميميم ومطار القامشلي.
ونشرت شركة "ماكسار" التي تقدم خدمة تزويد الصور الفضائية عبر الأقمار الاصطناعية الاستخباراتية، صوراً التقطت مطلع الأسبوع الجاري تظهر أن روسيا بدأت عملية جمع عتاد عسكري روسي في قاعدة جوية بسورية. وأظهرت الصور طائرتين للنقل الثقيل من طراز "أنتونوف أيه.إن -124" في وضع استعداد لتحميل كميات من العتاد بقاعدة حميميم. وقال مسؤول أمني سوري متمركز خارج المنشأة لـ"رويترز" إن طائرة شحن واحدة على الأقل غادرت اليوم السبت إلى ليبيا.
وقالت مصادر عسكرية وأمنية سورية على اتصال بالروس لـ"رويترز" إن موسكو تسحب قواتها من الخطوط الأمامية وتنقل بعض المعدات الثقيلة وضباطاً سوريين كباراً. المصادر ذاتها أكدت شريطة عدم كشف هويتها أن روسيا لم تسحب قواتها من قاعدتيها الرئيسيتين وليس لديها حالياً أي نية للقيام بذلك.
وكانت وكالة الأنباء الألمانية قد أكدت استناداً إلى مذكرة داخلية من وزارة الدفاع الألمانية، أن وحدة البحرية الروسية في البحر المتوسط غادرت ميناء طرطوس السوري. وبلغ عدد المواقع العسكرية للقوات العسكرية الروسية في سورية حتى منتصف عام 2023 حسب دراسة أجراها "مركز جسور للدراسات"، 105 تتوزع بين 20 قاعدة عسكرية و85 نقطة عسكرية.
وكانت تنتشر القوات الروسية في 14 موقعاً في الحسكة لوحدها، أهمها قاعدة مطار القامشلي التي تقع في مدينة القامشلي في شمال شرق سورية، وكان يوجد فيها أكثر من 100 عسكري روسي بين خبراء وضباط مخابرات ومستشارين مع وجود محطات تنصت ونقاط عسكرية في مدينة عامودا ومنطقة المباقر في ناحية تل تمر وفي الرقة 8 مواقع و6 مواقع في دير الزور.
وقال مسؤول كبير مقرب من الإدارة الجديدة في سورية لـ"رويترز" إن قضية الوجود العسكري الروسي في سورية والاتفاقيات السابقة بين نظام الأسد وموسكو ليست قيد المناقشة. وأوضح المسؤول أن الوجود العسكري الروسي "مسألة ستخضع للمحادثات في المستقبل وسيكون للشعب السوري القول الفصل فيها"، مشيراً إلى أن موسكو أقامت قنوات اتصال.