مؤتمر أكاديمي في الدوحة يناقش المشهد الحالي في اليمن ويستعرض السيناريوهات المستقبلية

14 فبراير 2022
العملية السياسية "غائبة" في اليمن منذ 2018 (Getty)
+ الخط -

وصف المبعوث الأميركي الخاص إلى اليمن تيموثي ليندركينغ، اليوم الإثنين، الوضع في اليمن بأنه "كارثي وصعب"، مؤكدا التزام الولايات المتحدة الأميركية بحل الصراع وإنهاء النزاع هناك، ومساعدة اليمن على التعافي.  

وأضاف المبعوث الأممي: "لقد قدمت الولايات المتحدة للشعب اليمني مساعدات تقدر بـ 4 مليارات دولار منذ بداية الأزمة، إلا أننا نتفق مع تقديرات الأمم المتحدة بأن هذا غير كاف، وأن هناك نقصا في الدعم المقدم للشعب اليمني، حيث نعمل مع مختلف الأطراف اليمنية، لتقديم الدعم الاقتصادي، وحل مشكلة الرواتب وتقديم المساعدات الإنسانية للشعب اليمني".

 وجاءت تصريحات المبعوث الأممي خلال مؤتمر أكاديمي نظمه افتراضياً، مركز دراسات النزاع والعمل الإنساني بالدوحة، بالتعاون مع المركز العربي -واشنطن دي سي، ومؤسسة ديب روت للاستشارات، بعنوان "النزاع في اليمن: المشهد الحالي وسَبْر المستقبل"، ويستمر على مدى يومين.

 وقال المبعوث الأميركي الخاص خلال المؤتمر: "نشهد في هذه الأثناء، تصعيدا عسكريا، في اليمن، ونحن لا ندعم حلا عسكريا، فلا يوجد حل عسكري في اليمن، ونحن نتحدث عن الالتزام ومسؤولية الأطراف في حماية المدنيين".

وتابع أن الحوثيين "يحاولون عرقلة الحل السياسي من خلال هجماتهم على دول الجوار، ونحن مهتمون بأية هجمات تؤدي إلى ضحايا من المدنيين، ومن الضروري أن ينتهي العنف والصراع".

وأضاف أن "هناك فرصة أن يجرى الحوار في اليمن هذا العام، فالصراع يمني-يمني، والحل يجب أن يكون يمنيا يمنيا، والولايات المتحدة ملتزمة بحل الأزمة اليمنية هذا العام".

العملية السياسية "غائبة"

من جهته، شن عضو الوفد الحكومي اليمني للمفاوضات محمد العمراني هجوماً لاذعاً على الحوثيين، متهما إياهم بتعطيل الحل السياسي في اليمن، ومطالبا في نفس الوقت بعدم الاعتراف بنتائج الحرب، وقال "إن ذلك سيكون مكافأة لمن اختار طريق الحل العسكري، وهو ما يطيل من عمر الأزمة".

واعتبر العمراني خلال المؤتمر أن "العملية السياسية في اليمن غائبة منذ عام 2018، حيث تحولت المفاوضات بعد مفاوضات استوكهولم في السويد إلى مفاوضات غير مباشرة، بسبب غياب الحوثيين المتعمد، حيث صار مطلوبا منا أن نقدم تنازلات مقابل حضورهم للمفاوضات غير المباشرة".

ولفت إلى أن "كل ما يحدث الآن غياب كامل للمفاوضات والغرق في التفاصيل، لعدة أسباب منها طبيعة الحوثيين، الذين يعتمدون على فكرة الحق الإلهي وأن رسالتهم في الحياة الموت، ويعانون من مشكلة الهوية اليمنية بعد السطو على الدولة اليمنية، فالايدلوجية الحوثية، وعدم الاعتراف بالآخر هي إحدى تعقيدات هذا الصراع".

وتابع أن عملية السلام "تحتاج إلى طرفين يمتلكان نفس الإرادة لإنهاء الصراع وتحقيق السلام، والحوثي خرق عدة اتفاقات للهدنة، والحرب طريقته لتنفيذ الأجندة الإيرانية، وتحقيق النفوذ الإيراني في المنطقة".

كما اعتبر العمراني أن أداء المبعوثين الدوليين كان إشكاليا، وقال إن كل الإحاطات التي قدمت لمجلس الأمن الدولي، كانت تحمل المسؤولية عن استمرار الصراع بشكل متساو.

أجندة المؤتمر

ويشمل جدول أعمال المؤتمر كلمتين رئيسيتين يلقيهما كل من هانز غروندبرغ، المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن، وتيموثي ليندر كينغ، المبعوث الأميركي الخاص إلى اليمن. بالإضافة إلى كلمتين افتتاحيتين يلقيهما ممثلان رسميان عن الأطراف اليمنية المتنازعة، الحكومة اليمنية وأنصار الله.

بعدها، تستعرض نخبة من الأكاديميين والباحثين المختصين في الشأن اليمني أوراقها البحثية، وذلك ضمن أربع جلسات، تسلط كل منها الضوء على أحد المحاور المهمة المتعلقة بالنزاع في اليمن.

وسيتيح المؤتمر أيضًا الفرصة للباحثين والأكاديميين والسياسيين والفاعلين المعنيين بالشأن اليمني الحضور والمشاركة في النقاش.

ويأتي هذا المؤتمر في وقتٍ يُساورُ فيه القلق الجميع بشأن مستقبل اليمن والمنطقة، سيما بالنظر إلى قلة وجود تقدم ملحوظ في عملية السلام منذ اندلاع الحرب الأخيرة عام 2014.  

ويسلط المشاركون، عبر أحدث أبحاثهم، الضوء على مروحة واسعة من القضايا المتعلقة بالنزاع ومرحلة ما بعد النزاع، لتعزيز الجهود المبذولة، أو التي ستبذل في صنع السلام والتعافي وإعادة الإعمار والتنمية.

 ومن المقرر أن يشارك في المؤتمر في يومه الثاني، المبعوث الأممي إلى اليمن، هانز غروندبرغ وممثل عن الحوثيين، حيث سيقدم رؤية الحوثيين للصراع في اليمن ورؤيتهم لتحقيق السلام هناك.

المساهمون