- رئيس الهيئة العليا للمفاوضات ورئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة أبديا استعدادهما للانفتاح على كل الآراء والطروحات، مع التأكيد على ضرورة التنسيق والشفافية لخدمة القضية السورية.
- تثير المثالية الظاهرة في مآدب الإفطار تساؤلات حول جدية المعارضة في تنفيذ الوعود، وإمكانية فتح صفحة جديدة تقوم على الشفافية وتمثيل جمهور الثورة السورية بفعالية، وسط تحديات تنظيمية وسياسية مستمرة.
وجدت المعارضة السورية، بهيئاتها المختلفة، في شهر رمضان مناسبة جيّدة لجمع عدد من الصحافيين والكتاب والباحثين على موائد إفطار في إسطنبول أعدتها لهم، تتبادل مع المدعوين فيها التبريكات بالشهر والأمنيات المستقبلية "السياسية حصراً" معهم وسماع بعض آرائهم.
ولوحظ تأكيد الجهة المعارضة صاحبة الدعوة (خلال ما تسمح به العجالة من وقت الإفطار) انفتاحها على شرائح المجتمع كافة، وعلى وجهات النظر المختلفة، والأهم تبيان وجهة نظرها أن الحفاظ على ما تبقى من معارضة والتنسيق معها هو السبيل الوحيد للوصول إلى حلّ سياسي للقضية السورية، وإبداء الاستعداد لفتح صفحة جديدة قائمة على المصلحة الوطنية السورية، بغضّ النظر عن مصالح الدول المتدخلة في الشأن السوري.
أبدى رئيس الهيئة العليا للمفاوضات لقوى الثورة والمعارضة السورية بدر جاموس، في مأدبة إفطار أقامتها الهيئة، انفتاحاً على كل الطروحات التي يقدمها مبعوث الأمم المتحدة غير بيدرسون في ما يخص استئناف اجتماعات اللجنة الدستورية، وإظهار النظام معطّلاً لعمل هذه اللجنة وللعملية السياسية برمتها.
كما أبدى استعداده لعقد لقاءات جماهيرية مع شرائح مختلفة من السوريين، وضم أية جهة فاعلة منهم وتمثيلها في هيئة التفاوض، كما عرض على ممثل اتحاد الطلبة السوريين الذي كان مدعوّاً للإفطار استعداد الهيئة لإدخال ممثل من الاتحاد ممثلاً للطلاب في الهيئة.
وفي مأدبة الإفطار التي أقامها رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية هادي البحرة، أكد انفتاحه على كل الآراء، وضرورة التنسيق مع كل الفعاليات السورية، مشدّداً على الحديث بشفافية عن كل ما من شأنه أن يؤدّي إلى خدمة القضية السورية بعيداً عن مصالح الدول.
تطرح المثالية التي طغت على مآدب إفطار ممثلي المعارضة تساؤلاتٍ عديدة بشأن جدّية المعارضة في تنفيذ ما جرى الحديث عنه، وفتح صفحة جديدة فعلية تقوم على الشفافية، خصوصاً أن ممثلي المعارضة الذين يطرحون هذا الأمر هم أنفسهم من كانوا ولا يزالون ضمن هيئات المعارضة طوال السنوات الماضية، مع تبديل المواقع فقط، وبالتالي، ما الذي كان يمنع هذه التحوّلات طوال السنوات الماضية؟ هل الموانع التي كانت تحول دون تطبيق هذه الطروحات قد زالت، أم أن حديث مآدب الإفطار للاستهلاك، وللتنبيه إلى أن مصير الثورة السورية مرتبطٌ فقط بوجود المعارضة الحالية؟
وحتى لو سلمنا أنّ المعارضة عازمة على فتح صفحة جديدة، سواء لمكاشفة جمهور الثورة والمعارضة بالواقع الذي تعيشه أو لناحية جدّيتها بإعادة هيكلة أجسامها، واستعدادها لتكون جهة تمثيلية للسواد الأعظم من جمهور الثورة السورية، فهل تستطيع المعارضة، بشكلها الحالي، الإجابة عن بعض التساؤلات البسيطة بشفافية، من قبيل مدى قدرتها على ضبط أداء الحكومة المؤقتة في الشمال السوري، ومدى قدرة الأخيرة ووزارة دفاعها على ضبط الجيش الوطني، ومدى قدرتها على اتّخاذ مواقف تصبّ في مصلحة السوريين في حال تعارضت تلك المواقف مع مصلحة الدولة التي تحتضنها (تركيا)، ومدى قدرتها على تنفيذ مخرجات ما يمكن أن تتفق عليه في المناطق التي تمثلها، وغيرها من الأسئلة التي لا تستطيع المعارضة الإجابة عنها.