ليبيا: لا خطوات تصعيدية ضد اليونان بعد رفض وزير خارجيتها النزول بمطار طرابلس

18 نوفمبر 2022
أكد المنفي الحرص على إزالة كل أسباب سوء الفهم (الأناضول)
+ الخط -

أكد رئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي، الخميس، حرص المجلس على "استمرار العلاقات الودية مع كلّ الدول التي تربطها بدولة ليبيا علاقات دبلوماسية، والسعي لتعزيزها على قاعدة الاحترام المتبادل، والقواعد الدولية المنظمة للعمل الدبلوماسي، لتجنب كلّ ما يعرقل ويعكر صفو تلك العلاقات"، معتبراً اليونان في طليعة تلك الدول.

ويأتي هذا بعدما رفض وزير الخارجية اليوناني نيكوس ديندياس، صباح أمس الخميس، النزول من الطائرة التي أقلته إلى مطار العاصمة الليبية طرابلس، حيث كانت وزيرة خارجية حكومة الوحدة الوطنية نجلاء المنقوش تستعد لاستقباله.

وفي بيان نشره مكتب المنفي الإعلامي ليل أمس الخميس أكد حرصه على "إزالة كل أسباب سوء الفهم، وتجنب أي حوادث دبلوماسية، ورفض أي خطوات تصعيدية". وأشار إلى تواصله مع وزارة الخارجية اليونانية للاستيضاح عن أسباب إلغاء وزير خارجيتها زيارته هذا الخميس إلى العاصمة طرابلس.

وعقب مغادرة طرابلس، توجه الوزير اليوناني إلى بنغازي، حيث التقى اللواء المتقاعد خليفة حفتر، وعدداً من مسؤولي المجالس البلدية بالمدينة، حيث بحث مع حفتر "سبل تحقيق الاستقرار في ليبيا والمنطقة"، وفقاً للمكتب الإعلامي لقيادة حفتر.

وعلّق الوزير اليوناني، عقب وصوله إلى بنغازي، على سبب رفضه النزول من طائرته في طرابلس، قائلاً "كان من المقرر أن ألتقي رئيس المجلس الرئاسي، إلا أن وزارة الخارجية حكومة الوحدة خرقت الاتفاق"، بحسب تغريدة على حسابه على "تويتر"، وهو ما أكدته مصادر ليبية مقرّبة من المجلس الرئاسي لـ"العربي الجديد"، في وقت سابق من يوم أمس الخميس، موضحة أن رفض الوزير اليوناني النزول من طائرته سببه رفضه أن يتم استقباله من وزيرة الخارجية بحكومة الوحدة الوطنية.

ولفتت إلى أن الوزير اليوناني غادر على متن طائرته طرابلس، متجهاً إلى بنغازي، بعد أن ألغى زيارته إلى طرابلس التي كان مقرراً أن يلتقي فيها محمد المنفي.

وبحسب المصادر نفسها، فقد أبلغ الوزير اليوناني وزيرة خارجية حكومة الوحدة الوطنية أن لقاءه بمسؤولي الحكومة في طرابلس "غير مدرج في جدول زيارته، وأنه طلب من وزارة خارجية طرابلس إجراءات روتينية تتعلق بوصوله إلى طرابلس للقاء المنفي فقط"، مشيرة إلى أن موقف الوزير اليوناني الرافض لاستقباله من قبل المنقوش سببه عدم اعتراف الحكومة اليونانية بحكومة الوحدة الوطنية.

وإثر ذلك، قالت منصة "حكومتنا" التابعة لحكومة عبد الحميد الدبيبة إن الأخير التقى المنقوش للتباحث حول حادثة رفض الوزير اليوناني النزول من طائرته، ونقلت عنه تأكيده أن "الاحترام المتبادل أساس العلاقة الدبلوماسية مع اليونان، ولن نسمح بمثل تصرفات خارجية اليونان تجاه ليبيا وسيادتها"".

ومن جانبها، أعلنت المنقوش أنها استدعت السفير الليبي لدى اليونان لـ"التشاور، على خلفية وصول وزير الخارجية اليوناني نيكوس ديندياس إلى طرابلس ومغادرته دون النزول من طائرته"، مضيفة أنها أبلغت السفير اليوناني أن "ما قام به الوزير إجراء غير دبلوماسي برفضه النزول لأسباب غير معلومة ومرفوضة".

وأصدرت خارجية طرابلس بياناً، قالت فيه: "على الرغم من السياسات والمواقف الفجة التي انتهجها وزير خارجية اليونان خلال الأيام الماضية تجاه مصالح الدولة الليبية، والتي عكستها تصريحاته غير المتزنة في ما يتعلق بسيادة ليبيا وحقها في العلاقات التي تحقق تطلعات شعبها. وبناءً على طلب منهم، منحت وزارة الخارجية والتعاون الدولي لوزير الخارجية اليوناني موافقتها لزيارة طرابلس اليوم الخميس، وكانت معالي وزيرة الخارجية والتعاون الدولي في انتظار استقباله وفق الأعراف الدبلوماسية".

وأضاف البيان: "إلا أنه وفي موقف مفاجئ يدعو للاستياء، رفض الوزير اليوناني النزول من طائرته وعاد من حيث أتى دون أي إيضاحات".

واستهجنت الوزارة الليبية هذا التصرف، وقالت إنها "ستتخذ الإجراءات الدبلوماسية المناسبة التي تحفظ لدولة ليبيا هيبتها وسيادتها"، من دون أن تكشف عن فحوى هذه الإجراءات.

وتشهد العلاقات الثنائية بين طرابلس وأثينا توتراً منذ سنة 2020، حين وقّعت طرابلس مع أنقرة اتفاقية لترسيم الحدود البحرية بينهما، لم تلقَ قبولاً من اليونان، التي رفضت أيضاً مذكرة التفاهم التي تم توقيعها قبل نحو شهرين بين حكومة الوحدة الوطنية في ليبيا والحكومة التركية. وتمنح المذكرة الإذن ببدء تركيا عمليات الاستكشاف والتنقيب في المياه الليبية، وضمن الحدود البحرية المرسومة بين الطرفين.

وجاء رفض اليونان لمذكرة التفاهم على لسان وزير خارجيتها في مؤتمر صحافي جمعه حينها مع نظيره المصري سامح شكري، الرافض للمذكرة أيضاً.

واحتجت مصر واليونان على المذكرة بزعم أن حكومة الوحدة التي يرأسها الدبيبة في طرابلس "منتهية الولاية".

المساهمون