لجنة الاتصال العربية بشأن سورية: دعوة إلى الانتقال السلمي الجامع ورفض لاحتلال الجولان
استمع إلى الملخص
- شددت اللجنة على دعم المبعوث الأممي غير بيدرسون، وأهمية الحوار الوطني الشامل، ووقف العمليات العسكرية، وضمان حقوق الشعب السوري، مع التركيز على العدالة والمساواة.
- دانت اللجنة التوغل الإسرائيلي في سورية، مطالبة بانسحاب القوات الإسرائيلية، وأكدت أهمية استقرار سورية كركيزة للأمن، ودعم الجهود الإنسانية وعودة اللاجئين، وتعزيز مكافحة الإرهاب.
دعت اللجنة لتشكيل هيئة حكم انتقالية جامعة بتوافق سوري
أكد المجتمعون ضرورة حماية سورية من الانزلاق نحو الفوضى
لجنة الاتصال: هضبة الجولان أرض سورية عربية محتلة
أكد أعضاء لجنة الاتصال العربية بشأن سورية بعد اجتماعهم في مدينة العقبة جنوبي الأردن، اليوم السبت، دعمهم لعملية انتقال سلمية جامعة، مشددين على مطلبين بانسحاب إسرائيل من الأراضي التي احتلتها، ورفضهم خرقها اتفاق فك الاشتباك لعام 1974. وتضم اللجنة الأردن، والسعودية، والعراق، ولبنان، ومصر، والأمين العام لجامعة الدول العربية، بالإضافة إلى حضور وزراء خارجية الإمارات، والبحرين، الرئيس الحالي للقمة العربية، وقطر، الاجتماع.
وشددت اللجنة في بيان ختامي أصدرته الخارجية الأردنية، على الوقوف إلى جانب الشعب السوري الشقيق، وتقديم كل العون والإسناد له في هذه المرحلة الدقيقة، واحترام إرادته وخياراته، ودعم عملية انتقالية سلمية سياسية سورية - سورية جامعة، تتمثل فيها كل القوى السياسية والاجتماعية السورية، بما فيها المرأة والشباب والمجتمع المدني بعدالة، وترعاها الأمم المتحدة والجامعة العربية، وفق مبادئ قرار مجلس الأمن رقم 2254 وأهدافه وآلياته، بما في ذلك تشكيل هيئة حكم انتقالية جامعة بتوافق سوري، والبدء بتنفيذ الخطوات التي حددها القرار للانتقال من المرحلة الانتقالية إلى نظام سياسي جديد، يلبي طموحات الشعب السوري بكل مكوناته، عبر انتخابات حرة ونزيهة، تشرف عليها الأمم المتحدة، استناداً إلى دستور جديد يقره السوريون، وضمن تواقيت محددة وفق الآليات التي اعتمدها القرار.
كما أكدت اللجنة دعم دور المبعوث الأممي إلى سورية (غير بيدرسون)، والطلب من الأمين العام للأمم المتحدة تزويده كل الإمكانات اللازمة، وبدء العمل على إنشاء بعثة أممية لمساعدة سورية لدعم العملية الانتقالية فيها، ورعايتها، ومساعدة الشعب السوري الشقيق في إنجاز عملية سياسية يقودها السوريون وفق القرار 2254.
وأضافت أن "هذه المرحلة الدقيقة تستوجب حواراً وطنياً شاملاً، وتكاتف الشعب السوري بكل مكوناته، وأطيافه، وقواه السياسية والاجتماعية، لبناء سورية الحرة، الآمنة، المستقرة، الموحدة التي يستحقها الشعب السوري بعد سنوات طويلة من المعاناة والتضحيات"، مشددة على ضرورة "الوقف الفوري لكل العمليات العسكرية، وكذلك ضرورة احترام حقوق الشعب السوري بكل مكوناته، ومن دون أي تمييز على أساس العرق، أو المذهب، أو الدين، وضمان العدالة والمساواة لجميع المواطنين".
وأكد المجتمعون "ضرورة الحفاظ على مؤسسات الدولة السورية، وتعزيز قدرتها على القيام بأدوارها في خدمة الشعب السوري، وحماية سورية من الانزلاق نحو الفوضى، والعمل الفوري على تمكين جهاز شرطي لحماية المواطنين وممتلكاتهم ومقدرات الدولة السورية". وطالبوا بـ"الالتزام بتعزيز جهود مكافحة الإرهاب، والتعاون في محاربته، في ضوء أنه ما يشكله من خطر على سورية وأمن المنطقة والعالم، ويشكل دحره أولوية جامعة".
وأكد المجتمعون في العقبة الأردنية، "التضامن المطلق مع الجمهورية العربية السورية الشقيقة في حماية وحدتها، وسلامتها الإقليمية، وسيادتها، وأمنها، واستقرارها، وسلامة مواطنيها، وكذلك توفير الدعم الإنساني الذي يحتاجه الشعب السوري، بما في ذلك من خلال التعاون مع منظمات الأمم المتحدة المعنية".
وطالبوا كذلك بتهيئة الظروف الأمنية والحياتية والسياسية للعودة الطوعية للاجئين السوريين إلى وطنهم، وتقديم كل العون اللازم لذلك، وبالتعاون مع منظمات الأمم المتحدة المعنية. ودعوا إلى تحقيق المصالحة الوطنية، ومبادئ العدالة الانتقالية وفق المعايير القانونية والإنسانية ومن دون انتقام، وحقن دماء الشعب السوري الشقيق الذي يستحق أن تنتهي معاناته.
على صعيد متصل، دانت لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سورية، توغل إسرائيل داخل المنطقة العازلة مع سورية، وسلسلة المواقع المجاورة لها في جبل الشيخ، ومحافظتي القنيطرة وريف دمشق، في احتلال غاشم وخرق للقانون الدولي ولـاتفاق فض الاشتباك المبرم بين سورية وإسرائيل في العام 1974، مطالبة بانسحاب القوات الإسرائيلية، وإدانة الغارات الإسرائيلية على المناطق والمنشآت الأخرى في سورية، مؤكدة أن هضبة الجولان "أرض سورية عربية محتلة يجب إنهاء احتلالها"، ومطالبة مجلس الأمن باتخاذ الإجراءات اللازمة لوقف هذه الاختراقات.
وقالت اللجنة إن أمن سورية واستقرارها ركيزة للأمن والاستقرار في المنطقة، مضيفة: "سنقف مع شعبها الشقيق في عملية إعادة بنائها دولة عربية موحدة، مستقلة، مستقرة، آمنة لكل مواطنيها، لا مكان فيها للإرهاب أو التطرف، ولا خرق لسيادتها، أو الاعتداء على وحدة أراضيها من أي جهة كانت".
ولفتت اللجنة إلى أن التعامل مع الواقع الجديد في سورية سيرتكز إلى مدى انسجامه مع المبادئ والمرتكزات أعلاه، وبما يضمن تحقيق الهدف المشترك في تلبية حقوق الشعب السوري وتطلعاته. وأشارت إلى التنسيق مع بقية الدول العربية لعقد اجتماع لمجلس الجامعة لتقديم تقريرها حول اجتماعها هذا إليه. وأكدت أخيراً أهمية التواصل مع الشركاء في المجتمع الدولي لبلورة موقف جامع يسند سورية في جهودها لبناء المستقبل الذي يستحقه الشعب السوري الشقيق، وبما ينسجم مع الأسس المتفق عليها أعلاه، ووفق قرارات مجلس الأمن ذات الصلة.
ملك الأردن: استقرار سورية مصلحة استراتيجية للمنطقة
إلى ذلك، أكد العاهل الأردني عبد الله الثاني، لدى لقائه وفداً يضم لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سورية، ووزراء خارجية دول صديقة، وممثلي منظمات دولية، اليوم السبت، أن استقرار سورية مصلحة استراتيجية للدول العربية وللمنطقة بأسرها. وبحسب الموقع الرسمي للديوان الملكي، شدد عبد الله الثاني خلال اجتماعات العقبة حول سورية، على ضرورة تنسيق موقف دولي موحد وفاعل للحفاظ على أمن سورية ومواطنيها، ومؤسساتها الوطنية، وسيادتها، وعدم الاعتداء على وحدة أراضيها من أية جهة كانت، مؤكداً احترام الأردن لخيارات الشعب السوري.
وأعرب عن دعم الأردن لعملية انتقالية سلمية سياسية جامعة، تتمثل فيها كل القوى السياسية والاجتماعية السورية، ترعاها الأمم المتحدة والجامعة العربية، وتلبي طموحات الشعب السوري بكل مكوناته. وأشار إلى ضرورة تكاتف الشعب السوري بكل مكوناته وأطيافه لبناء سورية الحرة الآمنة المستقرة الموحدة.
وجدد تأكيد ضرورة تعزيز جهود مكافحة الإرهاب، والتعاون في محاربته، والتصدي لتهديده لسورية ولأمن المنطقة والعالم. وأكد التزام الأردن المستمر بتوفير الدعم الإنساني الذي يحتاج إليه الشعب السوري، مشدداً على ضرورة تهيئة الظروف الأمنية والحياتية والسياسية للعودة الطوعية للاجئين السوريين إلى وطنهم، وتقديم كل العون اللازم لذلك، بالتعاون مع منظمات الأمم المتحدة المعنية. وتطرق اللقاء إلى الجهود المبذولة للتوصل إلى تهدئة شاملة في المنطقة، والتي تتطلب إنهاء الحرب على غزة، ووقف الإجراءات الإسرائيلية أحادية الجانب في الضفة الغربية، وضمان نجاح وقف إطلاق النار في لبنان.
الصفدي: نطالب إسرائيل بالانسحاب من الأراضي السورية المحتلة
ودان نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية وشؤون المغتربين الأردني أيمن الصفدي، التوغل الإسرائيلي في الأراضي السورية والقصف الجوي، مطالباً الاحتلال الإسرائيلي بالتراجع والانسحاب من أراضي الجولان، ومن جميع الأراضي السورية التي دخلتها أخيراً، ومشدداً على أن العدوان الإسرائيلي يضر باستقرار سورية والمنطقة. وأضاف الصفدي خلال مؤتمر صحافي مشترك اليوم مع وزراء تركيا هاكان فيدان، ومصر بدر عبد العاطي، والعراق فؤاد حسين، والممثلة العليا للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية كايا كالاس، في ختام أعمال اجتماعات العقبة حول سورية، أن "هذه لحظة تاريخية ونريد لها أن تتحول إلى منجز تاريخي للشعب السوري".
وأكد أهمية أن تكون المرحلة المقبلة مرحلة تضمن شمول الجميع في اتخاذ القرار، وأهمية دور الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية في دعم السوريين. وقال إننا ندعم استمرار مؤسسات الدولة السورية الرسمية ولا نريد لسورية أن تغرق في الفوضى. وشدد الصفدي على أن استقرار سورية ركيزة أساس لأمن المنطقة واستقرارها، مشيراً إلى أنه إذا تلتزم إسرائيل باحترام سيادة سورية فإنها تدفع باتجاه تفجر الأوضاع وخلق بؤرة توتر جديدة. وبين أن "الانتهازية الإسرائيلية تحاول استغلال الفراغ الذي يحدث في سورية، وهي إن استمرت في ذلك فإنها تدفع المنطقة إلى مزيد من التوتر". وحول العدوان على غزة، قال الصفدي: "ما زلنا نتعامل مع عدوان غاشم في غزة ومأساة وكارثة إنسانية غير مسبوقة ونريد أن نوقف العدوان وندخل المساعدات".
من جهته، قال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان إنه من حق الشعب السوري أن ينعم بالأمن والاستقرار وأن يكون هناك عملية انتقال سياسي سلسلة في سورية. وأضاف أن المجتمع الدولي مطالب بتوفير الدعم السياسي والاقتصادي اللازم لسورية في هذه المرحلة. بدوره قال وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، إن اجتماع لجنة الاتصال العربية الخاصة بسورية يعكس الالتزام العربي بدعم سورية في هذه المرحلة الدقيقة التي تمر بها، ومساعدتها في العملية الانتقالية لتصل لبر الأمان. وأضاف أن الاجتماع تطرق إلى "الدور الإسرائيلي السلبي في سورية، وأهمية توقف الاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي السورية والانسحاب من المنطقة العازلة التي احتلتها".
وقال وزير الخارجية العراقي فؤاد حسن، إن الوضع في سورية يهم العراقيين كافة، مشيراً إلى أن الوضع الأمني والسياسي والاستقرار من عدمه في سورية ينعكس على العراق. وأضاف أن جميع الدول أكدت أنها "لا تريد ليبيا ثانية في المنطقة"، لافتاً إلى أهمية خلق حالة أمان واستقرار في سورية وعودة اللاجئين إليها. بدورها قالت الممثلة العليا للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية كايا كالاس، إن وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي سيعقدون اجتماعاً الاثنين لمناقشة الانخراط والمشاركة مع سورية والنواحي المتعلقة بإعادة إعمار سورية.