لبنان: ترقب لكلمة نصر الله وسط مخاوف من اتساع رقعة الحرب

03 نوفمبر 2023
هذه الكلمة هي الأولى لنصر الله منذ عملية "طوفان الأقصى" (محمود زيات/فرانس برس)
+ الخط -

يلقي الأمين العام لـ"حزب الله" اللبناني حسن نصر الله، اليوم الجمعة، كلمة هي الأولى منذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وعملية "طوفان الأقصى"، يترقّبها اللبنانيون والمعنيون بالنزاع، لتبيّن ما إذا كانت ستحسم مسألة انخراط حزبه في القتال.

ومنذ اليوم الأول لاندلاع الحرب التي تلت عملية غير مسبوقة لـ"كتائب القسام"، الجناح العسكري لحركة "حماس"، في العمق الإسرائيلي، أعلن "حزب الله" أنه يقف إلى جانب "حماس"، وتبنى سلسلة عمليات انطلاقاً من جنوب لبنان ضد إسرائيل، التي تردّ بقصف بلدات وقرى حدودية لبنانية.

وعشية هذه الكلمة، شهدت الحدود بين إسرائيل لبنان تصعيداً ملحوظاً، مع إعلان "حزب الله" قصف 19 موقعاً إسرائيلياً "في وقت واحد"، وردّ إسرائيلي بـ"قصف واسع النطاق".

ويلقي نصر الله خطابه الذي سينقل عبر شاشات التلفزة، في احتفال مركزي يقيمه "حزب الله" في الضاحية الجنوبية لبيروت عند الثالثة بعد الظهر (13.00 بتوقيت غرينيتش)، تكريماً لعناصره الذين استشهدوا جراء القصف الإسرائيلي.

ومنذ بدء التصعيد، استشهد 70 شخصاً في لبنان، بينهم 52 مقاتلاً من الحزب، وفق حصيلة جمعتها وكالة "فرانس برس". وأعلنت إسرائيل من جهتها مقتل ثمانية عسكريين ومدني واحد.

وبينما يرى محللون أنه لا مصلحة للحزب بالانخراط في حرب ستدمّر لبنان لا محالة، وفق التهديدات الإسرائيلية، يعتبر آخرون أن القرار بيَد إيران التي تقود "محور المقاومة" في المنطقة ضد إسرائيل، والذي يضم إلى جانب "حزب الله"، مجموعات مسلحة في سورية، والعراق، واليمن.

وفي هذا السياق، ترى الأستاذة في جامعة كارديف البريطانية والخبيرة في شؤون "حزب الله" أمل سعد أن هناك عوامل عدة قد تدفع "حزب الله" وحلفاءه إلى حسم قرارهم بدخول الحرب، قد يفصح نصر الله عنها في كلمته. لكن ثمة عاملين رئيسيين يحدّدان مسار الأمور، أحدهما أن "حزب الله" لن يسمح "بمحاولة إسرائيل.. اجتثاث قادة حماس، أو القضاء على حماس في قطاع غزة".

كما أنه لن يسمح أيضاً، بحسب رأيها، بأي محاولة "تطهير عرقي للفلسطينيين في غزة، لنقلهم إلى سيناء أو مناطق أخرى، فهذا خط أحمر لحزب الله، الذي لن يسمح بنكبة جديدة" مشابهة لنكبة 1948.

وجاء في رسالة نشرها إعلام "حزب الله"، الأربعاء، وموقعة من "مجاهدي المقاومة الإسلامية" موجهة إلى الفصائل الفلسطينية المقاتلة في قطاع غزة: "يدنا معكم على الزناد.. نصرة لأقصانا ولأهلنا المستضعفين في فلسطين الحبيبة".

لكن رغم التصعيد في اللهجة، يرى الباحث في مركز مالكوم كير-كارنيغي للشرق الأوسط مايكل يونغ أن كل طرف يقيس "أفعاله وردود فعله على نحو حذر، لتفادي الانزلاق إلى وضع قد يخرج في أي لحظة عن السيطرة، ويمتدّ ليشمل المنطقة".

ويرى يونغ، وفق مقال نشره الأسبوع الماضي، أنه إذا قرر "حزب الله" الدخول في الحرب، فمن شأن "الدمار الذي سيلحق بلبنان أن يؤلّب معظم الطوائف" ضد الحزب، بما في ذلك الطائفة الشيعية التي ينتمي إليها.

في الشارع، وفي الوسط السياسي، وعبر منصات التواصل الاجتماعي والإعلام، بين داعم للحزب ودعوته لدخول الحرب، وبين منتقد لأدائه، وسط مخاوف من جرّ لبنان إلى حرب قرارها محصور في يد الحزب.

ويقول عاهد ماضي (43 عاماً)، من بلدة شبعا الحدودية، لوكالة "فرانس برس": "ننتظر خطاب سماحة السيد على أحرّ من الجمر، وكل التمني أن يعلن الحرب على العدو الإسرائيلي ومن معه من دول غربية بانت على حقيقتها".

في المقابل، يقول ربيع عواد (41 عاماً)، من بلدة راشيا الفخار الحدودية، إنّ أي حرب مع إسرائيل "ستشكل ضربة قاضية للبنان". ويضيف "أرفض كل ما يتعرض له الفلسطينيون من حرب إبادة وتجويع في غزة، لكن قرار الحرب يجب أن يكون بيد الدولة اللبنانية فقط، لا بيد حزب من هنا أو مليشيا من هناك"، ويتابع "من حق لبنان أن يعيش بسلام".

ووفق ما أكدته أوساط سياسية لـ"العربي الجديد"، يُتوقع أن يتطرّق نصر الله في كلمته اليوم إلى عملية طوفان الأقصى، والمجازر الإسرائيلية التي ترتكب بحق الشعب الفلسطيني، كما يحدّد مسار المرحلة المقبلة، ويوجّه رسائل إلى الأميركيين والإسرائيليين ودول الغرب كما الدول العربية.

كما سيوجه نصر الله رسائل دعم إلى المقاومين، ويعرض مسار العمليات التي قام بها الحزب بوجه الاحتلال الإسرائيلي على الحدود اللبنانية الجنوبية مع فلسطين المحتلة، والخسائر التي ألحقها به، وهذه الأجواء التي بدأت تشاع في أوساط حزب الله.

وتستبعد هذه الأوساط في لبنان أن يعلن نصر الله الحرب، وذلك بالاستناد إلى ما كان يتردد على لسان قياديين حزبيين بأن مسار العدوان في غزة سيحدد مصير المرحلة المقبلة في لبنان، وأن "حزب الله" على جهوزية واستعداد كاملين دفاعاً عن أهالي القطاع، وهو في موقع الردّ على الاعتداءات الإسرائيلية.

(فرانس برس، العربي الجديد)

المساهمون