كييف وحلفاؤها يحشدون لدعم مشروع قرارٍ في الأمم المتحدة بشأن السلام في أوكرانيا

22 فبراير 2023
ستون دولة قدمت مشروع قرارٍ يؤكد ضرورة التوصل إلى سلام شامل في أوكرانيا (Getty)
+ الخط -

تبدأ الجمعية العامة للأمم المتحدة، اليوم الأربعاء، اجتماعاً في ذكرى الغزو الروسي لأوكرانيا، للتصويت على مشروع قرار "يؤكد ضرورة التوصل في أقرب المهل إلى سلام شامل وعادل ودائم في أوكرانيا وفق مبادئ ميثاق الأمم المتحدة"، فيما تأمل كييف وحلفاؤها في حشد أكبر دعم للقرار. 

وقالت مصادر دبلوماسية إنّ أوكرانيا، التي طرحت المشروع في مرحلة أولى، تخلت عنه لمحاولة الحصول على أكبر عدد ممكن من الأصوات، تعادل على الأقل تلك التي جمعت في أكتوبر/ تشرين الأول عندما صوتت 143 دولة لصالح قرار يدين ضم روسيا لعدد من الأراضي الأوكرانية.

وقال دبلوماسي أوروبي "توصلنا إلى نص يحاول فعلاً توحيد المجتمع الدولي، ويكون متجانساً وإيجابيًا قدر الإمكان". وأضاف أنه بعد مرور عام على غزو أوكرانيا، سيكون أيضا رسالة تبلغ روسيا بأنها "لا تستطيع تحقيق أهدافها بالقوة"، معتبراً أنه إذا شعرت موسكو "بالعزلة فعلا فسيكون الضغط في مرحلة ما أقوى من أن تقاومه".

وقدمت حوالى ستين دولة مشروع القرار الذي "يؤكد ضرورة التوصل في أقرب المهل إلى سلام شامل وعادل ودائم في أوكرانيا وفق مبادئ ميثاق الأمم المتحدة".

وسُيطرح النص للتصويت في نهاية المناقشات التي ستبدأ عند الساعة 15:00 (20:00 بتوقيت غرينتش) وتستمر حتى يوم الخميس على الأقل. وعلى غرار قرارات سابقة، يؤكد النص من جديد "التمسك" بـ"وحدة أوكرانيا وسلامة أراضيها"، و"يطالب" بالانسحاب الفوري للقوات الروسية، كما يدعو إلى "وقف القتال".

ولا يشير مشروع القرار إلى خطة السلام المكونة من عشر نقاط والتي قدمها الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في نوفمبر/ تشرين الثاني.

قرار "رمزي"

وعشية بدء الجلسة الأممية التي سيحضرها عدد من الوزراء بينهم وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، تعهد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في خطاب طغى عليه عداء للغرب ويذكر بالحرب الباردة، الثلاثاء بمواصلة هجومه "بشكل منهجي" في أوكرانيا.

وردت السفيرة الأميركية في الأمم المتحدة ليندا توماس غريفيلد، بأنّ دعم السلام في أوكرانيا "لا يعني الاختيار بين الولايات المتحدة وروسيا" بل "الدفاع عن ميثاق" الأمم المتحدة، بينما يبدي عدد من دول الجنوب تململاً من مواصلة تركيز الغرب على هذه الحرب.

وفي هذا السياق، أشارت الصين "القلقة جداً" من الصراع الذي "يخرج عن السيطرة"، إلى أنها تريد تقديم اقتراح قريبًا لإيجاد "حل سياسي" للحرب. وامتنعت الصين مثل الهند خصوصاً، عن التصويت في الأمم المتحدة بشأن النصوص المتعلقة بأوكرانيا.

وقال المحلل في "مجموعة الأزمات الدولية"، ريتشارد غوان، إن لم تبد كييف "استعداداً للنقاش حالياً"، فإنّ دولاً مثل الصين والبرازيل وجنوب أفريقيا "يمكن أن تبدأ بالقول إن أوكرانيا تشكل عقبة أمام السلام". وأضاف غوان لوكالة فرانس برس "لهذا السبب أراد الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة إشارة إلى وقف القتال في النص هذا الأسبوع".

وأشار دبلوماسيون إلى أن النص يتحدث عن "وقف للأنشطة" مرفق بانسحاب للقوات الروسية لأن "وقفا لإطلاق النار" سيكون مجرد تهدئة تسمح لروسيا بإعادة تنظيم صفوفها.

وقال غوان إنّ هذا القرار "رمزي" بشكل أساسي، لكن قيمته تكمن في إبراز زلة روسيا "ما يقوض مزاعم بوتين بقيادة تحالف كبير مناهض للغرب".

وحصلت القرارات الثلاثة المرتبطة بالغزو الروسي وصوتت عليها الجمعية العامة خلال عام على 140 إلى 143 صوتاً فيما صوتت خمس دول بشكل منهجي ضد النصوص (روسيا وبيلاروسيا وسورية وكوريا الشمالية وإريتريا) وامتنع أقل من أربعين بلدا عن التصويت.

لكن قراراً رابعاً مختلفًا قليلاً ينص على تعليق عضوية روسيا في مجلس حقوق الإنسان، لم يحقق توافقاً بالدرجة نفسها في إبريل/ نيسان وحصل على تأييد 93 بلداً، في مقابل معارضة 24 وامتناع 58 أخرى عن التصويت.

(فرانس برس)