كوربن يختتم مؤتمر "العمال" البريطاني: انتقادات للمحافظين وتوجهات لـ"بريكست"

28 سبتمبر 2017
وُصف خطاب كوربن بأنّه الأقوى حتى الآن (دان كيتوود/Getty)
+ الخط -

اختتم حزب "العمال" البريطاني، مؤتمره السنوي، يوم الأربعاء بخطابٍ لرئيس الحزب جيريمي كوربن، وضع فيه سياسات الحزب المستقبلية وأهدافه.

وضمّ الخطاب، الذي دام 75 دقيقة، ووُصف بأنّه أقوى خطابٍ لكوربن حتى الآن، توجهات حزب "العمال" على الصعيد السياسي في بريطانيا، لا سيما حول الخروج من الاتحاد الأوروبي "بريكست".

كما شمل رؤية الحزب بخصوص قضايا اجتماعية تهمّ الناخب البريطاني، وتشمل السكن والصحة والتعليم وغيرها، بما يتوافق مع التوجّه اليساري للقيادة الحالية.

وأكد كوربن، جاهزية حزب "العمال" لأية انتخابات تشريعية مقبلة، مذكّراً بأنّ الحزب نجح في الانتخابات العامة الماضية، في يونيو/ حزيران الماضي، بتحقيق أكبر قفزة في حصته من مقاعد البرلمان منذ العام 1945.

وعلى الرغم من أنّ حزب "العمال" يمتلك 262 مقعداً من أصل 650 مقعداً في البرلمان البريطاني، إلا أنّه حصد، أخيراً، مقاعد في مناطق جديدة لم يكن يتوقعها.

وكال كوربن، انتقاداتٍ لحكومة "المحافظين" الحالية بقيادة تيريزا ماي، واصفاً إياها بأنّها "تحالفٌ من الفوضى" في هجوم شخصي نادر.

وأكّد أنّ استمرار حكومة الأقلية هذه، لا يعتمد على قوة حزب "المحافظين"، بل على ما أسماها "شجرة التمويل السحرية"، في إشارة إلى صفقة المليار جنيه إسترليني مع الحزب "الوحدوي الديمقراطي"، الذي تحالفت معه ماي لتشكيل حكومتها.

وأعلن كوربن جاهزيته وحزبه ليقودا بريطانيا في المرحلة المقبلة، حيث أشار إلى نجاح القيادة الحالية في توحيد صفوف الحزب، بعد الانشقاقات التي نجمت عن الانتخابات التي جلبت الجناح اليساري بقيادته، في المؤتمر السنوي للحزب العام الماضي.

وقال إنّ حزب "العمال"، هو الطرف الوحيد حالياً الذي يستطيع جمع صفوف مؤيدي ومعارضي "بريكست". وعلى الرغم من ثقل هذا الادعاء، نظراً لصعوبة إيجاد أرضية مشتركة بين الطرفين، تعهّد كوربن، في حال تمكّن "العمال" من إدارة الاقتصاد، بزيادة الأجور وتحسين ظروف العمل، وعدم توجيه اللوم إلى المهاجرين، كما اعتادت حكومة "المحافظين".

إلا أنّ كوربن وعد أيضاً، بعضوية بريطانيا في السوق الأوروبية المشتركة، وهو ما يشكل نقطة خلافٍ جلية بين الناخبين البريطانيين. وقال إنّ "بريكست عمّالياً سيضع الوظائف أولاً، بريكست للأغلبية، بريكست يضمن وصولاً غير محدود للسوق المشتركة، ويؤسس لعلاقة جديدة تعاونية مع الاتحاد الأوروبي".

واستغل كوربن، مأساة برج غرينفيل، ليقول إنّ معضلة السكن على رأس أولويات حزبه، مهاجماً "سياسات التقشف والتساهل في المعايير التي جلبتها السنوات السبع السابقة من حكم المحافظين"، بحسب قوله، مضيفاً: "يمتلك ذلك النظام المتهالك معلماً مأساوياً... إنّه حطام برج غرينفيل".

وأضاف أنّ حزب "العمال"، سيقدّم تشريعات تضمن التحكّم بأجور المنازل المبالغ فيها، وتعهداً بإسكان المستأجرين في مناطقهم خلال تنفيذ مشاريع التطوير.

ووصف سياسات "المحافظين" الاقتصادية، بأنّها "خطر على بريطانيا" بغض النظر عن "بريكست"، معتبراً أنّ "سياسات التقشف المتبعة هي المسؤولة عن تراجع الأجور"، متعهداً بإلغاء سقف زيادة الأجور في القطاع العام الذي حددته الحكومة عند 1% سنوياً.

كما تعهد كوربن، بزيادة الضرائب على الشركات والأعمال والأغنياء لزيادة المدخول الضريبي، مشيراً إلى رغبة الحزب في تأميم شركات الخدمات مثل شركات الماء والكهرباء، وإلغاء الرسوم الجامعية التي وصلت لنحو 9 آلاف جنيه للعام الدراسي الواحد ولا تزال في تصاعد.


من ناحية أخرى، هاجم كوربن، الوسائل الإعلامية التقليدية، وخصّ صحيفة "ديلي ميل" بالنقد اللاذع، متهماً إياها بـ"كيل الاتهامات" ضد الحزب. وذلك في إشارة إلى واقعة النائبة العمالية ديان أبوت، وما سببته حملات التشهير الإعلامية ضدها خلال الانتخابات.

وطالب كوربن، بألا تكون حملات القصف الجوية، هي رد الفعل الحكومي تجاه الهجمات الإرهابية التي تعرضت لها بريطانيا، معتبراً أنّ "الحروب الخارجية رفعت من خطورة التهديد الإرهابي".

ونال رئيس حزب "العمال"، تصفيقاً حاراً من الحضور، عندما طالب بإنهاء قمع الشعب الفلسطيني.

وعلى الرغم من أنّه لم يأت بأي سياسات جديدة، عدا عما يتعلّق بالسوق الأوروبية المشتركة، جاء خطاب كوربن مناغماً لتطلعات جمهور حزب "العمال"، لا سيما أنّه وعد بعدم العودة إلى الأساليب السياسية القديمة التي اتبعها كل من طوني بلير وغوردون براون.