وصلت مساء اليوم الأربعاء إلى القاهرة، عن طريق الصليب الأحمر الدولي، مجموعة من القوات المصرية التي كانت محتجزة لدى قوات الدعم السريع السودانية، والتي كانت موجودة في مطار مروي، الذي شهد اشتباكات بين "قوات الدعم" والجيش السوداني السبت الماضي.
ووفقًا لمصادر على صلة بقوات الدعم السريع، تحدثت لـ"العربي الجديد" فإن قائد ثاني قوات الدعم السريع عبد الرحيم دقلو، "سلم القوات المصرية التي كانت محتجزة، إلى الصليب الأحمر الدولي".
وقالت المصادر إن دقلو، "أبلغ مسؤولين عن الملف السوداني في مصر، بعزم قوات الدعم السريع تسليم القوات المحتجزة أمس الثلاثاء".
ولفتت المصادر إلى أن "الاتفاق الأولي، كان سيتم على أساس تسليم القوات المصرية إلى سفارة دولة عربية بالخرطوم، ولكن اتصالات أميركية مع الأطراف ذات الصلة بالأزمة، غيرت التوجه، فتم الاتفاق على تسليم القوات إلى الصليب الأحمر".
وأشارت المصادر إلى أن "طائرة عسكرية مصرية من طراز (C130)، وصلت إلى مطار الخرطوم الدولي، وتم نقل دفعة من القوات المصرية التي كانت محتجزة لدى قوات الدعم السريع، بالإضافة إلى مجموعة من الرعايا المصريين، إلى القاهرة بعد التنسيق مع أطراف النزاع".
وكانت "العربي الجديد" قد انفردت مساء أمس الثلاثاء بأنه سيتم الإفراج عن القوة العسكرية المصرية المحتجزة لدى "قوات الدعم السريع" السودانية، ونقلها إلى القاهرة، عبر وساطات إقليمية.
وقالت المصادر لـ"العربي الجديد" إنه مع بدء سريان الهدنة التي تم الاتفاق عليها بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع أصبح من المرجح نقل القوة المصرية إلى القاهرة فجر الأربعاء.
جهود ووساطات دولية تدخلت لدى قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو لإقناعه بضرورة إعادة الجنود والضباط المصريين المحتجزين لديه
وأوضحت المصادر أن "جهوداً ووساطات دولية تدخلت لدى قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو لإقناعه بضرورة إعادة الجنود والضباط المصريين المحتجزين لديه، والذين كانوا في مهمة تدريب ودعم عسكري للجيش السوداني في قاعدة مروي الجوية، حتى لا يتصاعد الموقف مع القاهرة"، مضيفة أن دقلو "أبدى استجابة لتلك المبادرة، ووافق على إعادة القوة المصرية".
وأعلنت اليوم قوات الدعم السريع السودانية، نقل من وصفتهم بـ"الرعايا المصريين" الذين كانوا في مطار مروي خلال الاشتباكات التي وقعت مع الجيش السوداني السبت الماضي، إلى العاصمة الخرطوم.
وقالت قوات الدعم السريع في بيان اليوم الأربعاء: "نطمئن أسر وحكومة مصر بأن الجنود الذين كانوا يتواجدون في قاعدة مروي العسكرية جميعهم بخير ويتلقون الرعاية اللازمة وسيتم تسليمهم متى سنحت الفرصة المناسبة لذلك وفقاً للأوضاع التي تمر بها البلاد".
وكان المجلس الأعلى للقوات المسلحة المصرية قد عقد اجتماعاً في وقت متأخر، من مساء أمس الإثنين، بعد ثلاثة أيام من احتجاز القوة المصرية في قاعدة مروي، برئاسة الرئيس عبد الفتاح السيسي.
وأكد الرئيس المصري في كلمة بعد الاجتماع على "ضرورة أمن وسلامة القوات المصرية في السودان"، معرباً عن أمله في استعادة تلك القوات "في أسرع وقت".
وقال السيسي إن "عناصر الجيش المصري تواجدت ضمن بروتوكول مع الجيش السوداني لإجراء تدريب مشترك، وليس صحيحاً تواجد القوات المصرية في السودان لدعم طرف على حساب طرف".
وقال المتحدث العسكري باسم القوات المسلحة المصرية في حسابه الرسمي على تويتر إنه "في إطار تناول العديد من وسائل الإعلام المختلفة لبيانات بشأن عودة عناصر من القوات المسلحة المصرية المشتركة في التدريب المشترك مع القوات السودانية طبقًا للبروتوكول الموقع بين الدولتين، تؤكد القوات المسلحة المصرية بأنها تجرى جميع التنسيقات مع جهات الاختصاص المختلفة بدولة السودان الشقيقة لتأمين عودة كافة عناصر القوات المسلحة المصرية بسلام إلى أرض الوطن، وسيتم إصدار بيان لاحق يحوي كافة التفاصيل".