كنيسة إنكلترا تتهم بوريس جونسون بـ"الافتراء المشين" ضد رجال الدين

20 ابريل 2022
جونسون: رجال الدين كانوا أقل صخباً في إدانتهم لبوتين (Getty)
+ الخط -

بعد أن اعتذر البارحة رئيس الوزراء بوريس جونسون في مواجهته أمام البرلمان أكثر من 35 مرة، رفض الاعتذار اليوم لرئيس أساقفة كانتربري، جاستن ويلبي.

وكانت كنيسة إنكلترا قد اتهمت جونسون بـ"الافتراء"، بعد أن سرّبت صحف بريطانية، أمس الثلاثاء، حديثاً خاصاً منسوباً له مع نواب من حزبه المحافظين، قال فيه "إن خطة إرسال طالبي اللجوء إلى رواندا كانت سياسة جيدة، برغم بعض الانتقادات على قناة بي بي سي الإخبارية وعلى لسان كبار رجال الدين".

وأضاف جونسون "إنهم (رجال الدين) كانوا أقل صخباً في إدانتهم لبوتين، في خطبة الفصح يوم الأحد الماضي، مما كانوا عليه تجاه سياستنا الخاصة بالمهاجرين غير النظاميين". ويبدو أن المقصود في خطبة الفصح هو رئيس أساقفة كانتربري، جاستن ويلبي، الذي ندّد بخطة إرسال اللاجئين إلى رواندا، قائلاً "إنها لن تصمد أمام أحكام الله".

وسارعت كنيسة إنكلترا إلى إدانة تصريحات جونسون، عبر تعليق كتبه رئيس المكتب الإعلامي للكنيسة، جون بينغهام، على صفحته على تويتر، مساء الثلاثاء، قائلاً: "لو كانت التسريبات هذه صحيحة، فإنه افتراء مشين"، مشيراً في التغريدة نفسها إلى الإدانة العلنية التي صدرت عن رئيس أساقفة كانتربري ورئيس أساقفة يورك تجاه الغزو الروسي لأوكرانيا، ووصفهما له بأنه "عمل من أعمال الشرّ العظيم". 

وخلال جلسة استجواب لرئيس الوزراء، اليوم الأربعاء، نفى جونسون بشدة انتقاده لقناة "بي بي سي" بسبب تغطيتها لأوكرانيا، إلا أنه، بحسب صحيفة "الغارديان"، لم يستطع إنكار تصريحاته حول مواقف كنيسة إنكلترا، رافضاً الاعتذار. وتمحورت الأسئلة القاسية والصاخبة التي طرحها عليه زعيم حزب العمال المعارض كير ستارمر حول اعتذار جونسون الذي جاء على خلفية خرقه قوانين الإغلاق.

واتهم ستارمر جونسون بـ"مهاجمة مؤسسات بلدنا العظيم"، مضيفاً: "هذه هي طريقة عمله. اعتذار غير متحفظ أمام الكاميرات، ثم بمجرّد إطفاء الكاميرات شن هجوما شرسا على هؤلاء الذين يقولون الحقيقة".

إلا أن جونسون نفى مهاجمته لـ"بي بي سي"، مؤكداً: "لم أقل شيئًا من هذا القبيل، وأنا معجب للغاية كصحافي سابق بما يقوم به الصحافيون".

وعندما سُئل جونسون عما إذا كان قد قارن بين ما قاله رئيس أساقفة كانتربيري حول خطة ترحيل طالبي اللجوء إلى رواندا وبين ما قاله حول الغزو الروسي، لم ينف جونسون ذلك. وحين سأله ستارمر عما إذا كان يود انتهاز هذه الفرصة للاعتذار عن "الافتراء" على رئيس الأساقفة وكنيسة إنكلترا، اكتفى جونسون بالقول إنه "فوجئ قليلاً بالانتقادات التي طاولت الحكومة بشأن السياسة التي وضعناها" حول اتفاقية رواندا من دون تقديم أي اعتذار.

يأتي ذلك في الوقت الذي يستعد فيه جونسون لزيارته التي طال انتظارها إلى الهند، والتي من المقرر أن يقوم بها في وقت لاحق اليوم وستستغرق يومين، في حين يستعد أعضاء البرلمان لإجراء تصويت حاسم يوم الخميس بشأن "حفلات داونينغ ستريت". 

وكان رئيس الوزراء بوريس جونسون قد أعلن، الأسبوع الماضي، عن اتفاقية أبرمها مع رواندا لـ"ترحيل" طالبي اللجوء الذين يعبرون بحر المانش إلى معسكرات في البلد الأفريقي. 

وأثارت خطة الترحيل غضباً واسعاً وانتقادات لاذعة في الأوساط الحقوقية البريطانية والدولية. وفي حين رجح خبراء أن من شأن هذه الاتفاقية أن تحشد أصوات القطاعات المعادية للمهاجرين في الانتخابات المحلية الشهر المقبل، لم يشأ جونسون أن يثير الكثير من النقاش حولها في مواجهته يوم أمس للنواب البريطانيين.

وتقول مصادر مقربة من جونسون، نقلاً عن صحف بريطانية، إن رئيس الوزراء البريطاني كان قد اجتمع بنواب حزبه قبل جلسة مجلس العموم أمس للتركيز على "انتصاراته" في أوكرانيا، للفت الأنظار عن قضية "حفلات داونينغ ستريت".