أظهرت اعترافات أدلى بها أحد قادة حزب "العمال الكردستاني" الذي سلّم نفسه لسلطات إقليم كردستان العراق قبل أيام، تورط مسلّحي الحزب بعمليات اغتيال لعناصر بقوات البيشمركة.
وفي ساعة متأخرة من ليل أمس الاثنين، نقلت وسائل إعلام محلية في مدينة أربيل، عن مجلس أمن إقليم كردستان، تسجيلاً مصوراً ظهر فيه القيادي في حزب "العمال الكردستاني"، أحمد ميرزا جليك، الذي سلّم نفسه لقوات الأمن في الإقليم شمالي العراق، يتحدث فيه عن جانب من تورط مسلّحي حزب "العمال" المصنف على لائحة الإرهاب بجرائم داخل الإقليم، مقراً بتفاصيل عدد من العمليات المسلّحة التي نُفذت ضد حكومة إقليم كردستان، من بينها مقتل 5 عناصر بقوات البيشمركة في كمين في جبل متين بمحافظة دهوك في الخامس من الشهر الحالي، واغتيال عنصر سادس من البيشمركة في وقت لاحق.
وبحسب الاعترافات، فإن جليك من مواليد 1990، انضم إلى حزب "العمال الكردستاني" عام 2008 كعنصر عادي، قبل أن يتدرج في الترقية منذ عام 2010، ودخل إقليم كردستان قادماً من تركيا عام 2016 برتبة قائد وحدة، وعام 2018 أصبح آمر أكاديمية، ثم أصبح قائد جبهة في 2020، وآخر مهامه كانت قائد جبهة منطقة متين في دهوك.
وبشأن عمليات الاغتيال التي طاولت عناصر في البيشمركة، قال القيادي في "العمال الكردستاني"، إن الحزب يعتبر كل الذين يعملون في المناطق الحدودية في الإقليم "عملاء وجواسيس ويقوم بمعاقبتهم وقتلهم".
وأوضح أن حزب "العمال" قرر اغتيال غازي صالح اليخان في وقت سابق من الشهر الحالي، وهو عنصر بالبيشمركة رفض الاستجابة لما كان يريده منه الحزب، مشيراً إلى امتلاكه "معلومات مؤكدة تفيد بأن قرار اغتيال اليخان جاء من القيادة العليا للعمال الكردستاني".
ولفت إلى أن حزب "العمال الكردستاني" يقوم في البداية بتخويف الأشخاص الذين لا يوافقون على خططه وتهديدهم، وفي حال رفضهم، يعمد إلى تصفيتهم.
وفي ما يتعلق بقتل 5 عناصر بالبيشمركة في دهوك قبل أكثر من أسبوعين، قال جليك إن "العملية أُعدّ لها منذ عام، حيث زُرعَت الألغام على محاور مرور البيشمركة"، لافتاً إلى أن الصاروخ المضاد للدروع الذي استهدف سيارة البيشمركة جُلب قبل عام من سورية، وتدرّب عناصر "العمال الكردستاني" على استخدامه.
ووجه رسالة إلى قيادات حزب "العمال"، دعاهم فيها إلى التراجع عن نشاطهم داخل الإقليم، مطالباً عناصر الحزب بـ "الاستيقاظ مما هم فيه، والعودة إلى الصواب".
ومطلع الشهر الحالي، نفذ حزب "العمال الكردستاني" هجومين على قوات البيشمركة في إقليم كردستان، سبّبا مقتل 6 عناصر في قوات البيشمركة وإصابة 7 آخرين.
وطالب رئيس إقليم كردستان، نيجيرفان بارزاني، أول من أمس الأحد، حزب "العمال" بإبعاد حربه عن الإقليم، مضيفاً: "علينا جميعاً أن نقول بصوت واحد وموقف واحد لحزب العمال الكردستاني: كفى عدم الاحترام لإرادة أهالي إقليم كردستان ومؤسساته الشرعية، وعدم النظر إلى مصالح أملاك شعب كردستان". وتابع: "لا يجوز بأي شكل من الأشكال أن تكون حدود إقليم كردستان والعراق مصدراً للتهديدات والهجمات ضد دول الجوار، وتستخدم لتخريب الأمن والاستقرار"، مشيراً إلى أن "حزب العمال الكردستاني يخوض حرباً لا طائل منها".