الرئيس الرواندي في ذكرى المجازر التي ارتكبها متطرفو الهوتو: المجتمع الدولي خذلنا جميعا
- خلال مراسم الإحياء، وضع كاغامي وقرينته إكليلاً من الزهور على نصب تذكاري يضم رفات 250 ألف ضحية، مشدداً على الأسباب السياسية للإبادة وأهمية الحلول السياسية لإحياء الأمة.
- بعد الإبادة، تبنت رواندا عملية طموحة للعدالة والمصالحة، مع إدانة العديد من المتهمين. كاغامي نال إشادة لقيادته، وفي الاحتفال، كشفت اليونسكو عن تصنيف مواقع تذكارية ضمن التراث العالمي، مؤكدة على أهمية الحفاظ على الذكرى.
قال الرئيس الرواندي، بول كاغامي، اليوم الأحد، إن المجتمع الدولي "خذلنا جميعا" في فترة الإبادة الجماعية للتوتسي، وذلك خلال إحياء الذكرى الثلاثين للمجازر التي ارتكبها متطرفو الهوتو في رواندا وخلفت أكثر من مليون قتيل في 100 يوم.
وصرّح كاغامي الذي أنهى المجازر على رأس الجبهة الوطنية الرواندية في يوليو/تموز 1994، قائلا: "كانت رحلتنا طويلة وشاقة. والدروس التي تعلمناها محفورة بالدم".
وعلى مدار 100 يوم، بدءا من السابع من إبريل/ نيسان 1994 تعرض التوتسي والهوتو المعتدلون لمذابح ممنهجة على يد متطرفي الهوتو بقيادة الجيش الرواندي ومليشيا عرفت باسم إنتراهاموي.
وقاد كاغامي وقرينته المراسم التي تمت بحضور 37 من القادة الزائرين من ضمنهم الرئيس الأميركي الأسبق، بيل كلينتون، ووضعوا إكليلا من الزهور على نصب تذكاري لضحايا الإبادة الجماعية في العاصمة كيجالي يضم رفات حوالى 250 ألفا.
وقال كاغامي في مراسم منفصلة في ملعب رياضي في كيجالي "الإبادة الجماعية هي شعبوية بحتة لأن الأسباب سياسية ويجب أن تكون الحلول كذلك. ولهذا السبب، فإن سياستنا ليست قائمة على أساس العرق أو الدين ولن تكون هكذا مرة أخرى أبدا... شعبنا لن يُترك للموت مرة أخرى". مضيفا: "التقدم الهائل الذي حققته بلادنا واضح للعيان وهو نتيجة للخيارات التي اتخذناها معا لإحياء أمتنا".
وأنهت المحكمة الجنائية الدولية لرواندا، التي تشكلت في تنزانيا أواخر عام 1994 لمحاكمة مدبري الإبادة الجماعية، أعمالها في عام 2015 بعد إدانة 61 متهما.
ومنذ ذلك الحين ألقت السلطات القبض على مزيد من المشتبه بهم البارزين بعد فرارهم، كما تعامل نظام العدالة الداخلي في رواندا مع ما يقرب من مليوني قضية أخرى.
ونال كاغامي إشادة دولية لقيادته عملية السلام والنمو الاقتصادي منذ نهاية الإبادة الجماعية. لكنه واجه أيضا انتقادات متزايدة بسبب ما تقول جماعات معنية بالدفاع عن حقوق الإنسان إنه قمع للمعارضة السياسية وتكميم وسائل الإعلام المستقلة وهو اتهام ينفيه هو والحكومة.
وفي إطار الاحتفال، كشفت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو)، النقاب عن لوحات تصنف أربعة مواقع تذكارية للإبادة الجماعية لتكون ضمن مواقع التراث العالمي.
وفي إبريل/ نيسان 2021، وصف الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، الإبادة الجماعية التي حصلت في رواندا، بأنها واحدة من أبشع الفظائع في التاريخ الحديث، التي لا تزال حاضرة في الوجدان الجمعي الإنساني.
يذكر أنه إضافة إلى قتل أكثر من مليون شخص في تلك الإبادة الجماعية، فإن حوالى 250 ألف امرأة اغتُصبت، ودُمرت البلاد والبنية التحتية وتشرد الملايين في بلد كان يعاني أصلاً من حرب أهلية آنذاك. وقامت رواندا بعملية طموحة من أجل تحقيق نوع من أنواع "العدالة والمصالحة" بعد الإبادة الجماعية. وبحسب "برنامج الأمم المتحدة للتوعية على الإبادة الجماعية ضد التوتسي"، فإنه في السنوات التي تلت تلك الإبادة الجماعية "اعتقل قرابة 120 ألف شخص، ووجّهت إليهم اتهامات بتحمّل المسؤولية الجنائية عن مشاركتهم في عمليات القتل". ومن أجل التعامل مع العدد الهائل من الجناة جرت متابعة الرد القضائي على ثلاثة مستويات: المحكمة الجنائية الدولية لرواندا، ونظام المحاكم الوطنية، ومحاكم جاكاكا. وعلى الرغم من ذلك، فإن التقدم الذي أحرز في المحاسبة على المستوى الدولي يبقى محدوداً نسبياً كما المصالحة.
(فرانس برس، رويترز، العربي الجديد)