قيادي كبير في "طالبان" يصل إلى كابول بعد احتجازه لعقود بغوانتنامو

19 سبتمبر 2022
نورزاي آخر معتقلي "طالبان" بغوانتنامو (وكيل كوحصار/فرانس برس)
+ الخط -

أعلن متحدث باسم حركة "طالبان" أن الولايات المتحدة أفرجت عن القيادي الكبير في الحركة بشير نورزاي بعد احتجازه على مدى عقود، وإنه وصل إلى كابول، اليوم الإثنين، في صفقة تم بموجبها الإفراج عن سجين أميركي لدى الحركة، وهو ما أكده البيت الأبيض في وقت لاحق.

وقال محمد نعيم، وهو متحدث باسم "طالبان" في الدوحة، في تغريدة على "تويتر": "أُطلق سراح المحترم حاجي بشير بعد سجنه على مدى عقدين ووصل إلى كابول اليوم".

محترم حاجي محمد بشر له دوو لسیزو بند ورسته ازاد او نن کابل ته را ورسید pic.twitter.com/XA1ntqQ6VP

— Dr.M.Naeem (@IeaOffice) September 19, 2022

وفي وقت لاحق، أوضح نورزاي، وهو أحد أباطرة المخدرات سيئ السمعة والعضو في حركة "طالبان"، للصحافيين في كابول، أنه قضى 17 عاما وستة أشهر في مركز غوانتنامو، وأنه كان آخر سجين من "طالبان" هناك.

كما تحدث وزير الخارجية المعين من قبل "طالبان" أمير خان متقي في المؤتمر الصحافي إلى جانب نورزاي ورحب بتبادل السجينين قائلا إن الأمر يمثل بداية "حقبة جديدة" في العلاقات بين الولايات المتحدة و"طالبان".

اعتقل نورزاي، وهو زعيم قبلي أفغاني، في عام 2005، ووجهت إليه تهمة تهريب ما قيمته 50 مليون دولار من الهيرويين إلى الولايات المتحدة.

ونفى محامي نورزاي في وقت لاحق أن يكون موكله تاجر مخدرات، وطالب بضرورة إسقاط التهم لأن مسؤولي الحكومة الأميركية خدعوه ليعتقد أنه لن يتم القبض عليه.

من جانب آخر، قال متقي إن الأميركي المفرج عنه هو مارك فريريكس، وهو جندي في البحرية ومقاول مدني خطف في أفغانستان في 31 يناير/ كانون الثاني 2020.

بايدن: العملية تطلبت قرارات صعبة

ومساء اليوم، أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن، في بيان: "اليوم، أمّنّا إطلاق سراح مارك فريريكس وسيعود قريباً"، وأضاف: "تطلّب التوصل إلى حل ناجح في المفاوضات التي قادت إلى تحرير مارك قرارات صعبة، لم أستخف بها".

وبحسب ما نشر البيت الأبيض، سيتحدث وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن مع نظيره القطري لشكر بلاده على دورها في عملية تبادل الإفراج عن السجينين.

في الأثناء، توجّه فريريكس إلى الدوحة، وفق ما أفاد مسؤول أميركي، مضيفاً أنه "في حالة صحية مستقرة".

ونقلت "فرانس برس" عن مسؤول رفيع في إدارة بايدن أن الرئيس وافق على عملية التبادل في يونيو/حزيران بعدما أوضحت "طالبان" أنها تريد نورزاي مقابل فريريكس.

وبين المسؤول أن الاتفاق تأخر لأن بايدن أمر بالضربة التي نفّذت بطائرة مسيرة وقتلت زعيم تنظيم "القاعدة" أيمن الظواهري في مقر إقامته في كابول في 31 يوليو/تموز.

ومباشرة بعد ذلك، سارعت واشنطن لاستئناف الضغط على كابول مقابل عملية التبادل، محذرة إياها من التسبب بأي أذى لفريريكس، بحسب المسؤول الذي لفت إلى أن عملية التبادل بإمكانها أن "تبدأ ببناء الثقة".

وشوهد فريريكس آخر مرة في مقطع مصور في وقت سابق من هذا العام وهو يتوسل للإفراج عنه حتى يمكن لم شمله مع أسرته، وفقاً لتسجيل نشرته مجلة "نيويوركر" في ذلك الوقت. وقال فريريكس في التسجيل المصور إنه تم تصويره في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.

ويعتقد أن فريريكس، وهو من مدينة لومبارد بولاية إلينوي، كان محتجزاً لدى "شبكة حقاني" المحسوبة على "طالبان"، وحاول المسؤولون الأميركيون عبر إدارتين رئاسيتين إعادته إلى دياره دون جدوى.

ولم يصدر تأكيد مستقل أو بيان من واشنطن بشأن إطلاق سراح فريريكس.

ومنذ استيلاء الحركة على أفغانستان في أغسطس/آب من العام الماضي، طالبت "طالبان" الولايات المتحدة بالإفراج عن نورزاي مقابل فريريكس.

ونشرت "طالبان" مقطعاً مصوراً قصيراً، اليوم الإثنين، على وسائل التواصل الاجتماعي يظهر وصول نورزاي إلى مطار كابول، حيث استقبله كبار مسؤولي الحركة، ومنهم متقي.

(رويترز، أسوشييتد برس، فرانس برس، العربي الجديد)

المساهمون