قصف متبادل بين النظام السوري والفصائل في إدلب والرقة

10 أكتوبر 2020
تستمرّ الاشتباكات على جبهات عدة (Getty)
+ الخط -

تبادلت قوات النظام السوري والفصائل المقاتلة القصف في إدلب شمال غربيّ سورية، فيما قُتل 4 من قوات النظام بانفجار لغم شرقيّ حمص. كذلك دارت اشتباكات بين "هيئة تحرير الشام" ومجموعات "متطرفة" شماليّ إدلب.

وقالت مصادر محلية، لـ"العربي الجديد"، إن قوات النظام قصفت بالمدفعية بلدات كفرعويد وكنصفرة والبارة والفطيرة وسفوهن بريف إدلب الجنوبي، من دون وقوع إصابات بشرية. وكانت بلدة شنان، الواقعة في عمق جبل الزاوية، قد تعرضت أمس لقصف مدفعي أدى إلى مقتل طفلة صغيرة وإصابة مدني بجروح.

وأعلن مصدر عسكري في "هيئة تحرير الشام" أنه جرى الردّ على مصادر النيران التي قتلت الطفلة في بلدة شنان خلال دقائق، وتدمير المربض الذي يحوي راجمات صواريخ غراد، وفق تصريح لشبكة "إباء" المقربة من "الهيئة".

وأعلنت "الهيئة"، عبر معرفاتها الرسمية، أنها استهدفت سيارة عسكرية لقوات النظام بصاروخ موجه على محور كفرنبل جنوبي إدلب، ما أدى إلى مقتل وجرح عدد من جنود النظام، فيما استهدفت الفصائل العسكرية مواقع قوات النظام في مدينة سراقب شرقي إدلب بقذائف المدفعية الثقيلة.

من جهة أخرى، قتل أربعة عناصر وأصيب اثنان جراء انفجار لغم أرضي شرقي تدمر بريف حمص الشرقي.

ونعت صفحات موالية النقيب نوار شعلان شدود الذي ينحدر من قرية الشنية في ريف حمص، إضافة إلى مقتل مساعد أول، وهو رئيس مفرزة البيارات، وينحدر من قرية حرف متور التابعة لمدينة جبلة بريف اللاذقية. كذلك نعت الصفحات أحد العناصر من مرتبات شعبة المخابرات فرع البادية، في وقت جرح فيه عدد آخر، من بينهم ضابط برتبة عقيد. وقالت مصادر محلية إنهم قتلوا نتيجة انفجار لغم أرضي من مخلفات قوات النظام في منطقة البيارات، في البادية السورية التابعة لمدينة تدمر بريف حمص الشرقي، التي كانت قد زُرعت بوقت سابق خلال معاركها مع تنظيم "داعش".

إلى ذلك، ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن اشتباكات تدور منذ ساعات الصباح الأولى في منطقة تلعادة شماليّ إدلب، عند الحدود الإدارية مع ريف حلب الغربي، بين هيئة تحرير الشام ومجموعة مسلحة يرجح أنها خلية تابعة لتنظيم "داعش"، وسط دوي انفجار في المنطقة، حيث يعتقد أن أحد عناصر الخلية فجّر نفسه بحزام ناسف، وسبّبت الاشتباكات سقوط قتلى وجرحى بين الطرفين، كذلك عمدت تحرير الشام إلى فرض طوق أمني في المناطق المحيطة.

غير أن مصادر محلية ذكرت لـ"العربي الجديد" أن الاشتباكات تدور بين "الهيئة" وتنظيم "حراس الدين"، بعد مداهمة الجهاز الأمني للهيئة مقارّ الأخير صباح اليوم، حيث فجّر أحد المقاتلين نفسه بواسطة حزام ناسف.

من جهة أخرى، دارت اشتباكات بين قوات النظام السوري و"الجيش الوطني" بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة ليل أمس الجمعة وصباح اليوم السبت، حيث هاجمت مجموعات من "الجيش الوطني" نقطة لعناصر النظام السوري في قرية سارونج بريف تل أبيض الغربي شماليّ الرقة. وقصف الجيش الوطني الموقع بقذائف الهاون، من دون معرفة نتيجة هذه الاشتباكات.

كذلك دارت اشتباكات بالأسلحة المتوسطة والثقيلة، الليلة الماضية، بين "الجيش الوطني" و"قوات سورية الديمقراطية" (قسد) على محور الدغلباش في ريف حلب الشمالي الشرقي، من دون ورود معلومات عن وقوع خسائر بشرية.

هجمات جديدة على مواقع "قسد"

في غضون ذلك، تعرضت مليشيا "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) في شرق سورية لمزيد من الهجمات التي يشنها مسلحون مجهولون. وقالت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" إن عنصرين من "قسد" قتلا وأصيب ثالث نتيجة انفجار لغم أرضي بدراجتهم النارية بالقرب من بئر شويحان جنوبي محافظة الرقة. وكان مسلحون مجهولون هاجموا، أمس الجمعة، نقاطاً وحواجز عسكرية تابعة لـ"قسد" في بلدة الشحيل بريف دير الزور أقصى شرقي سورية، ما أسفر عن إصابة عدد من عناصرها.

وتنشط في المنطقة خلايا لتنظيم "داعش"، تعتمد على تنفيذ عمليات ضد القوات العسكرية الأمنية التابعة لـ"قسد" عبر نصب كمائن، وزرع عبوات وألغام، وشن هجمات خاطفة.

كما استهدف مجهولون، مساء أمس الجمعة، حاجزاً لقوات "قسد" في قرية التوامية، التابعة لبلدة البصيرة شرقي دير الزور، ما أسفر عن إصابة أحد المقاتلين.

وفي البصيرة أيضاً، داهمت دورية تابعة لـ"قسد" أطراف المدينة بحثاً عن مطلوبين، فتصدّى لها مسلحون في البلدة، حيث دار اشتباك بين الجانبين، أسفر عن وقوع جرحى في صفوفما، وفق مصادر محلية.

إلى ذلك، شهد مخيم الهول الواقع شرقي مدينة الحسكة، الليلة الماضية، عملية قتل جديدة نفذها مجهولون، طاولت أحد اللاجئين العراقيين في القسم الثاني من المخيم. وقالت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" إن القتيل، البالغ 27 عاماً، تعرض لإطلاق نار من سلاح يحمل كاتم صوت، وأصيب بـ4 طلقات أودت بحياته على الفور، ليعقب ذلك استنفار أمني، وتحرك مكثف لعناصر القوات الأمنية التي باشرت التحقيق في الحادث.

الأكراد يحيون ذكرى العملية التركية

وصادفت أمس ذكرى مرور عام واحد على العملية التركية في شمال سورية، والتي انتهت بالسيطرة على مدينتي تل أبيض شمالي الرقة ورأس العين غرب الحسكة. وفي بيان لها بهذه المناسبة، قالت "الإدارة الذاتية" الكردية إن "تركيا تنتهك المعايير والمواثيق الدولية والأخلاقية، حيث تمارس التطهير العرقي والتغيير الديموغرافي" في هذه المناطق.

وتوجهت الإدارة بنداء "إلى الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والجامعة العربية وكافة الفعاليات المجتمعية والنسائية في العالم، وعموم العالم الحر والديمقراطي أيضاً، وكل من روسيا والتحالف الدولي، للتحرك لوضع حدّ لهذا الجنون التركي والذي لم يعد يلتزم بأي معايير ويتحرك لإثارة الفوضى في المنطقة".

كما وجهت 76 منظمة، معظمها كردية، رسالة إلى الأمم المتحدة والمنظمات الدولية، قالت فيها إن العملية العسكرية التركية تسببت في سقوط عشرات الضحايا، ونزوح أكثر من 200 ألف مدني باتجاه المناطق الآمنة في محافظتي الرقة والحسكة.

وطالبت الرسالة "المجتمع الدولي ووكالات الأمم المتحدة ومنظمات الاتحاد الأوروبي بالقيام بدورهم في الضغط على الحكومة التركية لوقف هذه الانتهاكات، وضمان الحفاظ على الممتلكات الخاصّة للمدنيين وتوفير الحد الأدنى من الأمان في شمال وشرق سورية، وفتح تحقيقٍ مستقل ومحاسبة المتورطين، لإنقاذ المدنيين من كوارث إنسانيّة محققة".

 
المساهمون