قصف تركي جديد على مواقع "العمال الكردستاني" شمالي العراق

26 اغسطس 2023
تركيا تعتبر وجود "العمال الكردستاني" تهديداً أمنياً (عزخان بلغين/ الأناضول)
+ الخط -

أفادت مصادر أمنية، اليوم السبت، بأن سلاح الجو في الجيش التركي، بالاشتراك مع وحدات المدفعية، نفذ قصفا ضد مواقع لعناصر "حزب العمال الكردستاني" في مناطق متعددة في قضاء العمادية شمالي محافظة دهوك، بإقليم كردستان العراق، وذلك بعد يوم واحد من انتهاء زيارة وزير الخارجية التركي هاكان فيدان إلى أربيل، عاصمة الإقليم.

ونقلت وسائل إعلام عراقية عن تلك المصادر قولها إن "عملية القصف الجديد بدأت منتصف مساء أمس الجمعة، عند الساعة 12، واستمرت حتى صباح اليوم حوالي الساعة التاسعة صباحاً"، مبينة أن "القصف تركز على قريتي بيتكار وكورى زيرى، التابعتين لناحية كاني ماصي، حيث تعرضت لقصف مكثف. كما شنت طائرات السلاح الجوي غارات جوية استهدفت محيط قرى زيوة وسيري ورشافا في ناحية ديرلوك.

ولم تُعرف على الفور نتائج القصف التركي على هذه المناطق، لكن المصادر ذاتها أشارت إلى "احتمال وقوع قتلى بين صفوف مسلحي العمال الكردستاني، الذين يتخذون من هذه القرى مقار لهم لتنفيذ هجمات ضد تركيا".

وسبق أن أعلنت السلطات الأمنية في إقليم كردستان العراق مقتل قيادي بارز بـ"حزب العمال الكردستاني" واثنين من مرافقيه إثر استهداف سيارة كانوا يستقلونها في منطقة سيدكان شمالي أربيل، صباح يوم الخميس الماضي، بطائرة مسيّرة تركية.

وكان مصدر مسؤول في وزارة الخارجية العراقية قد قال لـ"العربي الجديد" إن زيارة وزير الخارجية التركي هاكان فيدان لم تتوصل إلى تفاهمات نهائية بين العراق وتركيا حيال ملفات وصفها بأنها "شائكة ومعقدة"، لافتاً إلى أن أنقرة تنتظر رداً من بغداد على جملة من المطالب التي طرحها وزير الخارجية التركي والوفد المرافق له.

وكان وزير الخارجية التركي قد وصل إلى بغداد، الثلاثاء الماضي، في زيارة استمرت يومين، التقى فيها عدداً كبيراً من المسؤولين الحكوميين والقيادات السياسية في البلاد، قبل أن يزور إقليم كردستان العراق ويلتقي مسؤولين في أربيل.

وتضمنت مباحثات الوزير التركي مع القادة العراقيين ملف مياه نهر دجلة والفرات، والتعاون الأمني لتتبع خلايا وبقايا تنظيم "داعش" الإرهابي، ومشروع طريق التنمية الرابط بين موانئ البصرة على مياه الخليج العربي والأراضي التركية، الذي تعتبره بغداد وتركيا ضرورياً كطريق مختصر إلى أوروبا ورابطا تجاريا مهما بين المنطقتين (الخليج العربي وتركيا)، عبر خط سكك حديدية وطريق بري يصلان إلى أكثر من 1200 كيلومتر.

وتُطالب تركيا العراق بتصنيف "حزب العمال الكردستاني" منظمةً إرهابية، والعمل على منع استخدام الأراضي العراقية لتنفيذ اعتداءات مسلحة داخل الأراضي التركية، إلا أن ضغوطاً سياسية من قبل الأحزاب الموالية لإيران وفصائلها المسلحة على حكومة محمد شياع السوداني تحول دون ذلك.

وخلال زيارة فيدان إلى أربيل، "قدم وثائق وصوراً جوية للمسؤولين العراقيين تظهر كيفية انتقال مسلحي الكردستاني من داخل العراق إلى تركيا وتنفيذهم اعتداءات، وأنشطتهم المسلحة في قنديل ومخمور وسيدكان والزاب ومناطق في السليمانية، التي قال إنهم يحظون فيها برعاية من أطراف سياسية كردية".

من جهته، بيَّن عضو "الحزب الديمقراطي الكردستاني" الحاكم في أربيل سورت أيزيدي أن "فيدان تحدث عن جهود تركيا التي ستستمر في منع مسلحي العمال من أي نشاط إرهابي ضد أنقرة، وقد طالب بأن توجه بغداد ضرباتها ضد وجود هؤلاء المسلحين، ودعم التهدئة في سنجار والمناطق التي يسيطر عليها العمال".

وأضاف، لـ"العربي الجديد"، أن "الحكومة في بغداد مسؤولة عن الاضطراب الأمني الذي يحصل في إقليم كردستان بسبب وجود مسلحي العمال، وعليها أن تتخذ الإجراءات بشأن ذلك".

وتستهدف العمليات العسكرية التركية البرية والجوية، التي أطلقتها أنقرة رسمياً منذ منتصف عام 2021، مقار وعناصر "العمال الكردستاني" في الشمال العراقي، وتحديدا مناطق ضمن إقليم كردستان العراق، وتقع أغلبها بمحاذاة الحدود مع تركيا.

ووفقاً لبيانات وزارة الدفاع التركية، أدت تلك العمليات خلال الفترة الماضية إلى مقتل المئات من مسلحي "العمال الكردستاني"، المصنف ضمن قائمة الإرهاب بتركيا، وتدمير مقار ومخازن سلاح ضخمة تابعة له.