قتيلان ومصابون برصاص جنود أتراك في تظاهرات ضد العنصرية شمالي سورية

01 يوليو 2024
جانب من الاحتجاجات في إدلب، 1 يوليو 2024 (عدنان الإمام)
+ الخط -

قُتل طفل وشاب وأُصيب مدنيون آخرون، اليوم الاثنين، إثر احتجاج آلاف السوريين أمام العديد من النقاط التركية والمعابر الحدودية شمال سورية في مناطق "درع الفرات"، و"غصن الزيتون" شمال شرق حلب، ومنطقة خفض التصعيد الرابعة (إدلب وما حولها)، وذلك تعبيراً عن رفضهم الحوادث العنصرية التي تلاحق اللاجئين السوريين في تركيا، لا سيما أحداث ولاية قيصري ليل أمس الأحد، التي أسفرت عن إحراق عشرات السيارات والمحال التجارية الخاصة بالسوريين. وقالت مصادر من داخل معبر باب السلامة، الذي يربط بين حلب والأراضي التركية، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن طفلاً يبلغ من العمر 15 عاماً قُتل عصر اليوم، بالإضافة إلى إصابة خمسة مدنيين بجروح متفاوتة، جراء إطلاق الرصاص عليهم من قبل عناصر "حرس الحدود التركي" (الجندرما) داخل معبر باب السلامة، مؤكدةً، شريطة عدم الكشف عن هويتها لأسباب أمنية، أن الجندرما احتجزت مصابين وسحبتهما إلى داخل الأراضي التركية.

وأشارت المصادر ذاتها إلى إصابة 12 متظاهراً في مدينة عفرين بريف حلب الشمالي، بينهم جريح بحالة خطيرة، جراء استهدافهم من قبل القوات التركية في مدينة عفرين خلال تظاهرة احتجاجية أمام إحدى النقاط التركية الواقعة ضمن "غصن الزيتون". كما قُتل شاب، وأُصيب سبعة متظاهرين بجروح متفاوتة، وفق المصادر ذاتها، جراء إطلاق الرصاص عليهم من قبل عناصر الجيش التركي على طريق معبر جرابلس الحدودي مع تركيا، بريف حلب الشرقي، وسط تواصل الاحتجاجات في المنطقة. إلى ذلك، أطلق عناصر الجيش التركي الرصاص على المحتجين أمام النقاط التركية في مدينة الأتارب، وفي بلدتي الأبزمو، وتقاد بريف حلب الغربي، كما حاولت بعض المدرعات دعس المتظاهرين، بعد محاولة عدد من المحتجين الدخول إلى تلك النقاط. وأوضحت مصادر "العربي الجديد"، أن آلاف المتظاهرين توجهوا إلى معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا بريف إدلب الشمالي، وبدأوا بالتظاهر أمام المعبر ضد القوات التركية، وذلك تعبيراً عن رفضهم المُطلق لأي هجوم عنصري على اللاجئين السوريين في تركيا. وتزامن مع ذلك خروج عشرات المتظاهرين في وقفة احتجاجية أمام معبر خربة الجوز بريف إدلب الغربي، شمال غرب سورية.

وعمل المحتجون في معظم مناطق "درع الفرات" و"غصن الزيتون" على إزالة الأعلام التركية من على مداخل المدن والبلدات ومن فوق مباني المجالس المحلية والمباني التابعة للحكومة السورية المؤقتة، وبعض المباني التركية، تزامن معها طمس شعارات كانت الفصائل العسكرية التابعة للجيش الوطني السوري قد كتبتها على بعض جدران الطرقات العامة تعبر عن "التآخي بين تركيا وسورية". في غضون ذلك، أوقفت السلطات التركية خدمة الإنترنت عن معظم المناطق في مناطق سيطرة المعارضة السورية، شمال غرب سورية. وترافق معها إغلاق معابر الراعي وباب السلامة والحمام وجرابلس في أرياف حلب الشمالية والشرقية، في ظل تحليق طائرات حربية تركية في أجواء المنطقة.

دعوات للتهدئة في شمال سورية

في السياق، أدانت الحكومة السورية المؤقتة، في بيان لها اليوم "جميع الحملات المتطرفة الموجهة ضد اللاجئين السوريين الذين فروا من نظام الأسد المجرم وحلفائه والتنظيمات الإرهابية، بما فيها التصرفات المتطرفة التي تعرض لها بعض اللاجئين السوريين في ولاية قيصري التركية من قبل بعض الأشخاص المتطرفين"، مؤكدةً "ضرورة حماية السوريين في تركيا وفي كل دول اللجوء". كما أشادت بـ"الإجراءات القانونية التي اتخذتها وزارة الداخلية التركية بحق المعتدين، وتجدد دعوتها جميع الدول المستضيفة لحماية أرواح وممتلكات الشعب السوري المكلوم، وتطبيق الاتفاقيات الدولية ذات الصلة لحمايتهم من عمليات الترحيل القسري والترويع الممنهج"، وفق بيانها. ودعت الحكومة السوريين "في المناطق المحررة (مناطق سيطرة المعارضة السورية) إلى عدم الانجرار وراء الدعوات التصعيدية التي تهدف إلى ضرب التحالف القائم بين الشعبين السوري والتركي، والاعتداء على الممتلكات والمؤسسات التي بنيت بتضحيات الجيشين التركي والوطني السوري".

من جهته، وجه "المجلس الإسلامي السوري إلى المسؤولين الأتراك في هذا البلد، وفي مقدمتهم رئيس البلاد، أن يقوموا بواجبهم في حماية اللاجئين المستضعفين"، مطالباً "العلماء والدعاة وقادة الرأي في تركيا أن يؤدوا الأمانة العظيمة التي حملهم الله تعالى إياها في نصرة المظلومين وحماية المستضعفين، وأن يقوموا بذلك وهم يذكرون بحرمة العنصرية وعظيم جرمها، وأن ضررها وخطرها يشمل الجميع، ويكون أداؤها بأن يؤكدوا لشعبهم حقوق إخوتهم اللاجئين، وحرمة الاعتداء عليهم، وتبيين عظيم مكانتهم في الدين القويم والمواثيق الدولية والأخلاق والأعراف المرعية". ودعا المجلس "اللاجئين السوريين إلى التقيد بالقوانين والأنظمة في البلاد التي يقيمون فيها".

المساهمون