قتلى وتوتر بعد سقوط الأسد.. ماذا يحدث في الرقة شمال شرق سورية؟

09 ديسمبر 2024
يتسوق أهالي الرقة وسط إجراءات أمنية، 5 إبريل 2024 (الأناضول)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- شهدت الرقة توتراً أمنياً بعد انتشار خبر سقوط نظام الأسد، حيث حاولت قوات "الأسايش" منع الاحتفالات واعتقلت العديد من المتظاهرين، مما أدى إلى صدامات أسفرت عن مقتل أربعة أشخاص وامتداد التوتر إلى مناطق أخرى.
- أوضح الطبيب فراس ممدوح أن التوتر بدأ بعد استفزاز من دورية أمنية، واستمرت التظاهرات رغم انسحاب القوات، مما أدى إلى هجوم على محارس الأمن وإطلاق سراح حوالي 100 امرأة من سجن الرقة المركزي.
- أكد غاندي محمد أن الوضع متوتر مع إشاعات عن حظر تجوال وفوضى، بما في ذلك إغلاق طريق الحسكة وحرق ونهب في مخيم محمودلي، والوضع لا يزال غير مستقر.

تشهد مدينة الرقة، شمال شرق سورية منذ يوم أمس الأحد توتراً أمنياً شديداً، بعد سماع الأهالي نبأ سقوط نظام الأسد وهروبه خارج البلاد، ودفعتهم الفرحة كسائر السوريين إلى للخروج إلى الشوارع والاحتفال بهذه المناسبة. إلا أن القوات الأمنية التابعة للإدارة الذاتية، "قوى الأمن الداخلي" (الأسايش) حاولت منعهم واعتقلت العديد من الشباب، لكن اندفاع الناس وخروجهم بالآلاف مكنهم من النزول إلى الشوارع والوصول إلى ساحات النعيم والحرية ودوار الساعة في المدينة والاحتفال، بعد انسحاب القوات الأمنية. وجرى بعد ذلك صدام بين العديد من المتظاهرين والقوات الأمنية، مما أدى إلى مقتل أربعة متظاهرين وإصابة آخرين. كما تطورت الأحداث وامتدت إلى العديد من قرى وبلدات ريف الرقة ومناطق الكرامة والحمرات والجديدات وكامل ريف الرقة الشرقي وغيرها.

وقال الطبيب فراس ممدوح، وهو ناشط مدني ومعتقل سياسي سابق، من مدينة الرقة، وأحد المشاركين في مظاهرة اليوم، والذي تم اعتقاله اليوم، في حديث لـ"العربي الجديد" إنه "جرى حدوث استفزاز صباحاً من دورية للأمن بمنعنا من الاحتفال وتهديدنا بالاعتقال، وهذا ما حدث لي شخصياً". وأضاف ممدوح: "خرجت منذ قليل بعد الاستفزاز، في الساعة الثامنة صباحاً تجمهر عشرات الآلاف وانسحبت الدوريات الأمنية المحيطة بدوار النعيم"، مؤكداً أنه "جرى اعتقال عدد من المتظاهرين من بينهم أنا وجاء المنع من التظاهر بحجة أنه سيتم إطلاق الرصاص عليكم في الاحتفال، وعندما قلنا لهم من سيطلق لم يجيبوا".

وأضاف الطبيب السوري: "بعدها انطلقت التظاهرات باتجاه ساحة الحرية ودوار الساعة، وتم بداية منع التظاهر، ولكن مع مرور الوقت لم تستطع الدوريات منع الناس، وللأسف بعد خروج منظمي الاحتفالات باتجاه دوار الساعة قام متظاهرون آخرون بالهجوم على محارس وكاميرات الأمن المعلقة عند دوار النعيم وتكسير بعض السيارات لهم وهجوم أهالي مدنيين على سجن الرقة المركزي للمطالبة بخروج ذويهم". وأشار إلى أنه "بعد التفاوض مع (الأسايش) تم إطلاق سراح ما قرابة 100 امرأة من سجن الرقة المركزي، والتعهد بإطلاق المدنيين الآخرين المحتجزين داخل السجن".

وأردف ممدوح: "بعدها للأسف حدث الأسوأ بمنطقة الجرنية والكرامة بإطلاق النار على متظاهرين وقتل أربعة منهم من قبل (الأسايش)، لتثور بعدها مناطق الكرامة والحمرات والجديدات وكامل ريف الرقة الشرقي وكذلك مناطق في شمال الرقة كالجرنية". وشدد على أن "الوضع متوتر بالمدينة مع إشاعات حظر تجوال وسحب محتويات مؤسسة النقد وأخبار لا يمكن تأكيدها وفوضى غير محمودة العواقب مع إشاعات بدخول قوات المعارضة لريف الرقة الشرقي وعدم قدرتنا للوصول إلى معلومات أكيدة".

بدوره، قال (غاندي محمد) اسم مستعار لأسباب أمنية، وهو مدير إقليمي لأحد المنظمات الإنسانية الدولية العاملة في مجال الإغاثة في الرقة لـ"العربي الجديد"، إن "الوضع ليس بالجيد في الرقة، ولا نعلم بالضبط كيف وإلى أين سوف تمضي بنا الأحداث والأحوال تماماً". وأكد أن "طريق الحسكة مغلق من الكرامة حتى منطقة الجزرات وتم وضع اليد على مقر للأسايش وضمن المدينة يوجد هدوء حذر". وتابع: "وفي مخيم محمودلي حدث فيه فوضى ربما أحرقوا إدارة المخيم والعديد من الخيم الأخرى لا نعلم تماماً ماذا يحدث، كما أنه يتم نهب المنظمات ومستودعاتها ومكاتبها ومخازن موادها"، مُشيراً إلى أن "عمليات النهب تتم من قبل مجموعات من المدنيين وغير المدنيين".