قتلى في إطلاق نار بجزيرة جربة جنوبيّ تونس

قُتِل شخصان كانا يُشاركان في احتفال ديني يهودي في كنيس الغريبة في جزيرة جربة التونسية، مساء الثلاثاء، جرّاء هجوم نفّذه عنصر أمني أقدم أيضاً على قتل اثنين من زملائه قبل أن يتم إرداؤه قتيلاً.

وأفادت وكالة تونس أفريقيا للأنباء، نقلاً عن مصدر صحي من مستشفى بجربة، بأنّ شرطياً آخر توفي اليوم بالمستشفى بسبب إصابته البليغة في أحداث أمس.

وأشارت الوكالة إلى أنّ "4 مصابين في صفوف الأمن لا يزالون في المستشفى، لتلقي العلاج".

وأعلنت وزارة الشؤون الخارجية في بيان، أن الهجوم الذي وقع، أمس، على هامش موسم الحج السنوي بمعبد الغريبة بجزيرة جربة، أسفر عن مقتل مدنيّيْن اثنين هما تونسي وتونسي- فرنسي من بين الحجيج، وثلاثة من أفراد قوات الأمن.

من جهته، قال رئيس هيئة تنظيم زيارة الغريبة، بيريز الطرابلسي، في تصريح لوكالة تونس أفريقيا للأنباء، اليوم الأربعاء، إن "أجواء احتفالات الغريبة هذه السّنة كانت مميّزة جدّاً"، مضيفاً "لم نشهد مثلها منذ 20 سنة، لكن للأسف أفسدت حادثة إطلاق النّار ما عشناه من فرحة، وأعتقد أنّ المعتدي كان يريد التشويش على أمن البلاد وعلى نجاح الزيارة".

ولفت إلى أنّ "عملية إطلاق النار حدثت خارج معبد الغريبة وبعد انتهاء طقوس الزيارة، ولم يسجل أي حادث داخل المعبد".

وبين أن "القتيلين الإثنين من الزوار كانا خارج المعبد، كما أن عملية الإجلاء تمت بعد ساعتين من الحادثة وتحت إشراف أمني محكم حيث تم نقل عدد من الزوار الذين بقوا بعد انتهاء الزيارة على متن حافلات إلى أماكن إقامتهم".

وأضاف في هذا الصدد أن "الزوار بصدد المغادرة اليوم الأربعاء إلى مكان إقامتهم في أجواء عاديّة"، معتبراً أن" الزيارة كانت ناجحة قبيل الحادثة والحضور كان بأعداد غفيرة".

وكانت وزارة الخارجية التونسية أوضحت، أمس الأربعاء، أن تونسياً وفرنسياً من الزوار كانا من بين الضحايا، بالإضافة إلى الأمني الذي قُتل بسلاح زميله في منطقة "أغير" ومرتكب العملية الذي قتلته قوات الأمن في تبادل إطلاق النار عندما حاول الاقتراب من محيط معبد الغريبة اليهودي، وأطلق النار عشوائياً، بحسب الداخلية التونسية.

وكان مصدر أمني في جزيرة جربة التونسية أكد، لـ"العربي الجديد"، ليل الثلاثاء- الأربعاء، سقوط قتلى في "حادث إرهابي" بمنطقة أغير في جزيرة جربة جنوبيّ البلاد، وهي منطقة بعيدة عن المعبد اليهودي الموجود في الجزيرة.

وأوضحت الوزارة أنّ رجل أمن أقدم على قتل زميله باستعمال سلاحه الفردي والاستيلاء على الذخيرة، ثمّ حاول الوصول إلى مُحيط معبد الغريبة، وعمد إلى إطلاق النار على نحو عشوائيّ على الوحدات الأمنيّة المتمركزة بالمكان، والتي تصدّت له ومنعته من الوصول إلى المعبد وأردته قتيلاً.

وأكدت وزارة الدّاخليّة أنه جرى تطويق المعبد وتأمين جميع الموجودين داخله وخارجه، مشيرة إلى أنّ التحقيقات مُتواصلة لمعرفة دواعي الاعتداء.

أخبار

التحديثات الحية

قيس سعيد: تونس ليست غرفة للإيجار أو البيع

"النهضة" تستنكر الهجوم

واستنكرت حركة "النهضة" التونسية، في بيان اليوم الأربعاء، الهجوم، متقدمة بـ"التعازي لعائلات الضحايا والتواسي للجرحى والتمني لهم الشفاء العاجل".

وتوجهت الحركة بالتحية لـ"القوات الأمنية التي تصدت لهذا الاعتداء الغاشم والجبان، وقدمت من بين أبنائها الشهداء والجرحى في سبيل أمن وسلامة البلد وشعبه". ودعت إلى "التعجيل بالأبحاث والتحقيقات اللازمة لكشف ملابسات هذه الجريمة النكراء".

اتحاد الشغل: جريمة إرهابية نكراء

أدان الاتحاد العام التونسي للشغل، في بيان، "العملية الإرهابية"، معبراً في السياق عن "رفضه التوظيف الذي عمدت إليه بعض وسائل الإعلام الأجنبية والدوائر الخارجية بتصنيفها هذه الجريمة الإرهابية النكراء باطلاً ضمن ما يسمّى زوراً بمعاداة السامية قصد الإساءة إلى تونس".

ودعا الاتحاد إلى "الإسراع بوضع استراتيجية واضحة لمعالجة آثار هذه العملية الإرهابية والحدّ من تداعياتها الاقتصادية".

إدانات أميركية وفرنسية

من جهتها، عبرت الولايات المتحدة الأميركية عن استنكارها للعملية التي شهدتها جزيرة جربة.

وأعرب المتحدث باسم الخارجية الأميركية، ماثيو ميلر، عن استنكار واشنطن للهجوم الذي يتزامن مع الزيارة السنوية التي يقوم بها اليهود من مختلف أنحاء العالم لمعبد الغريبة اليهودي في جربة.

وأشاد ميلر، في تغريدة على "تويتر"، بـ"التحرك السريع لقوات الأمن التونسية".

المتحدث باسم الخارجية، ماثيو ميلر: تأسف الولايات المتحدة للهجوم الذي وقع في تونس بالتزامن مع موسم الحج اليهودي السنوي الذي يجذب المؤمنين إلى كنيس الغريبة من جميع أنحاء العالم. ونعرب عن تعازينا للشعب التونسي ونشيد بالعمل السريع الذي تقوم به قوات الأمن التونسية.

— الخارجية الأمريكية (@USAbilAraby) May 10, 2023

كذلك، دانت فرنسا، الأربعاء، "بأكبر قدر من الحزم" الهجوم الذي وقع بالقرب من كنيس الغريبة، في جزيرة جربة التونسيّة، واصفة إياه بـ"العمل الشنيع".

وقالت المتحدثة باسم الخارجية الفرنسية آن-كلير لوجاندر، بحسب ما نقلته وكالة "فرانس برس"، إنّ الهجوم "يذكر بشكل مؤلم بالهجوم الانتحاري الذي أوقع 21 قتيلاً في ذات الكنيس عام 2002". وهذا الكنيس هو الأقدم في أفريقيا.