أعلنت لجنة الطوارئ الوطنية العليا، اليوم الثلاثاء، بدء إضراب قادة الحركة الأسيرة عن الطعام، بعد فشل كل جلسات الحوار التي تم عقدها مع مصلحة السجون الإسرائيلية خلال الأيام الماضية للوصول إلى اتفاق.
وأكدت هيئة الأسرى والمحررين ونادي الأسير الفلسطيني في بيان مقتضب، أنّ الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، الأسير القائد أحمد سعدات، سيكون في طليعة الأسرى الذين سيبدأون إضرابهم عن الطعام في الأول من رمضان.
وأضاف البيان المشترك أنّ سعدات يقدم المرة تلو الأخرى النموذج والمثل الأعلى لكل المناضلين من أجل الحرية والاستقلال، مؤكداً أنّ هذا الإضراب يمثل محطة مفصلية في تاريخ الحركة الأسيرة، ولذلك فهو يجدد دعوته لأبناء الشعب الفلسطيني لتشكيل أوسع حالة اصطفاف خلف الأسرى في معركتهم العادلة.
وقالت لجنة الطوارئ العليا للحركة الأسيرة: "قررنا بعون الله وتوفيقه الشروع في إضرابنا المفتوح عن الطعام ’بركان الحرية أو الشهادة’ لنصدح بصوت جوعنا وصبرنا في الدنيا كلها بصوتٍ واحد ووحيد ’حرية ... حرية ... حرية’".
ودعت لجنة الطوارئ أبناء الشعب الفلسطيني للالتفاف حول قضية الأسرى موحدين في نصرة رمزية الأرض الإنسان، ونصرة قضية الأسرى المضربين عن الطعام، فيما دعت للمشاركة في المسيرات والوقفات الليلية اليوم في مراكز المدن دعمًا لمطلبنا المشروع بالحرية الكاملة والعيش بكرامة.
وقال منسق لجنة الأسرى في القوى الوطنية والإسلامية في مدينة غزة زكي دبابش إن 7 أسرى فلسطينيين ممثلين لجميع الفصائل سيشرعون اليوم في الإضراب كخطوة أولى قبل انطلاق الإضراب العام بشكل رسمي مع أول أيام شهر رمضان.
وأضاف دبابش في مؤتمر صحافي عقدته لجنة الأسرى في ساحة الجندي المجهول، وسط مدينة غزة، إن الأسرى الذين شرعوا بخطوة الإضراب هم: عمار مرضي ممثلًا عن حركة "فتح"، وسلامة القطاوي ممثلًا عن حركة "حماس"، وزيد بسيسي ممثلًا عن حركة الجهاد الإسلامي، ووليد حناتشة ممثلًا عن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، ووجدي جودة ممثلًا عن الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، وباسم خندقجي ممثلًا عن حزب الشعب الفلسطيني.
وبحسب منسق لجنة الأسرى في القوى الوطنية والإسلامية في غزة، فسيشرع بالإضراب معهم الأسير محمد الطوس، عميد الأسرى الفلسطينيين والمعتقل منذ العام 1985، على أن يشرع أكثر من ألفي أسير فلسطيني بالإضراب بدءًا من اليوم الأول لشهر رمضان.
ودعا إلى أوسع التفاف جماهيري حول قضية الأسرى موحدين في نصرة رمزية الأرض "الإنسان"، ونصرة قضية الأسرى المضربين عن الطعام، مشيرًا إلى الفعاليات الليلية والوقفات التي ستشهدها مختلف المدن الفلسطينية دعماً للأسرى.
وتخلل المؤتمر الصحافي عرض وصية لأحد أبرز قادة الحركة الأسيرة المحسوبين على حركة حماس فيما تم الاتفاق فصائليًا على عدم نشر اسمه خلال الفترة الحالية رغم موافقته على ذلك، خشية من تعرضه للتنكيل من قبل مصلحة السجون الإسرائيلية.
وقال مدير مكتب إعلام الأسرى أحمد القدرة، الذي قرأ الوصية بالنيابة عن الأسير: "سنخوض الإضراب بإرادة صلبة لا تلين حاملين أرواحنا على أكفنا، فيا مرحبًا بموت يحررنا من أسرنا".
وذكر القدرة في قراءته لوصية القيادي البارز أن "الموت أسمى أمانينا فأهلاً وسهلاً بموتٍ يحررنا من أسرنا، فالحرية مطلبنا والعزة والكرامة دونها أرواحنا"، مشددًا على ثقة الأسرى بالشعب الفلسطيني والمقاومة والأمة العربية والإسلامية في دعمهم خلال هذه الخطوة.
وأضاف: "وصيّتي لكم إن كنت لن أعود، خرجنا متوكلين على الله، سائرين في طريق الجهاد والاستشهاد؛ من أجلكم، ومن أجل رفع الظلم عنكم"، داعياً إلى الاستمرار في المقاومة حتى تحرير كامل الأراضي الفلسطينية.
وبيان مشترك لاحق، قالت هيئة الأسرى ونادي الأسير، إنّ كوكبة من رموز الحركة الأسيرة قررت المشاركة في إضراب "الحرية أو الشهادة" على رأسهم القائد نائل البرغوثي الذي أمضى 43 عامًا في سجون الاحتلال.
وأضافت من المشاركين في الإضراب من حركة "فتح"، عضو لجنتها المركزية مروان البرغوثي، بالإضافة إلى ناصر أبو سرور، ومحمود أبو سرور، وجمعة آدم، ومحمود أبو خرابيش، وعضو المجلس الثوري للحركة زكريا الزبيدي، ونائل أبو العسل أمين سر الحركة في محافظة أريحا.
ومن قيادات حركة "حماس" المشاركين كذلك جمال أبو الهيجا، ومحمود عيسى، وعباس السيد، وإبراهيم حامد، وحسن سلامة، ومحمد عرمان.
ومن قيادات "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين" كميل أبو حنيش، وعاهد أبو غلمي، ومنذر مفلح، ومن قيادات "الجهاد الإسلامي" سامح الشوبكي، وتميم سالم.
في الأثناء، وقعت قيادة "إضراب الحرية أو الشهادة" على ميثاق وعهد، وهم: عمار مرضي ممثلًا عن حركة "فتح"، وسلامة قطاوي ممثلا ًعن حركة "حماس"، وزيد بسيسي ممثلًا عن "الجهاد الإسلامي"، ووليد حناتشة ممثلاً عن "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين"، ووجدي جودة ممثلاً عن "الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين".
وجاء في الميثاق، "نحن الموقعون أدناه ممثلي الحركة الأسيرة، والمستأمنين على قيادة إضراب الحرية أو الشهادة، نعلن أمام الله وضمائرنا وشعبنا والتاريخ أننا نخوض هذه المعركة على قلب رجل واحد، وسنكون فيها صفًا واحدًا وجسمًا موحدًا، وأن يكون وقف هذه المعركة أو تعليقها بقرار جماعي دون تفرد أو انسحاب، وألا يصدر خلال هذه المعركة أي تصرف أو إجراء فردي أو فئوي دون قرار جماعي حسب الأصول، وأن نبذل غاية الجهد لإنجاح هذه المعركة بوقف الإجراءات المستهدفة لنا، وتحقيق مطالبنا المتفق عليها من قيادة الإضراب".
وفي السياق، أكد مدير "جمعية واعد للأسرى والمحرّرين" عبد الله قنديل أن دخول قادة الحركة الوطنية الأسيرة في معركة الإضراب يعني انطلاقها بشكل رسمي وحقيقي في ظل تعنت الاحتلال خلال الفترة الماضية في الاستجابة لمطالبهم.
وأضاف قنديل في تصريح لـ"العربي الجديد"، أن "المشهد القادم من السجون قاتم، إذ إن جميع الإشارات الواردة حتى اللحظة لا تشير إلى إمكانية تراجع إدارة مصلحة السجون أو وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير لتحقيق مطالب الأسرى"، مشيرًا إلى أن جميع الحوارات التي جرت على مدار 35 يومًا لم تحقق أي نتائج.
وشدد مدير جمعية واعد على أن الأيام المقبلة ستكون صعبة وقاسية مع دخول 2000 أسير من مختلف الفصائل الفلسطينية معركة الإضراب، مؤكدًا على صعوبة المشهد داخل سجون الاحتلال المختلفة نتيجة الإجراءات العقابية والتنكيلية التي تم اتخاذها.
ومنذ أكثر من شهرين يخوض الأسرى الفلسطينيون في سجون الاحتلال الإسرائيلي خطوات احتجاجية رفضاً لإجراءات إدارة سجون الاحتلال الإسرائيلي بحقهم وفرض عقوبات اتخذها بحقهم وزير الأمن القومي اليميني المتطرف إيتمار بن غفير.