قادة الاتحاد الأوروبي يناقشون توزيع "المناصب العليا"

17 يونيو 2024
يعدّ الاجتماع أول لقاء لرؤساء دول وحكومات الاتحاد الأوروبي بعد انتخابات البرلمان (Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- في بروكسل، قادة الاتحاد الأوروبي يناقشون توزيع المناصب العليا بعد الانتخابات، مع التركيز على إمكانية إعادة تعيين أورسولا فون ديرلاين كرئيسة للمفوضية، في ظل تقدم اليمين المتطرف في دول مثل فرنسا وألمانيا.
- الرئيس الفرنسي والمستشار الألماني يعبران عن تفاؤلهما بتحقيق تقدم في تعيين المناصب الرئيسية، مشيرين إلى أهمية تشكيل غالبية سياسية قوية لدعم القرارات المستقبلية، رغم النتائج المخيبة للآمال لحزبيهما.
- أورسولا فون ديرلاين تحظى بدعم حزب الشعب الأوروبي للحفاظ على منصبها، والنقاش يمتد لمناصب أخرى مثل رئاسة المجلس الأوروبي ومسؤول الشؤون الخارجية، مما يعكس توجه الاتحاد نحو تجديد قيادته.

يناقش قادة الدول الـ27 الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، مساء الاثنين، في بروكسل، توزيع "المناصب العليا" في الاتحاد، بما في ذلك إمكانية إعادة تعيين أورسولا فون ديرلاين على رأس المفوضية، بعد الانتخابات الأوروبية. ويعدّ هذا الاجتماع غير الرسمي أول لقاء لرؤساء دول وحكومات الاتحاد الأوروبي بعد الانتخابات التي جرت من السادس من يونيو/حزيران إلى التاسع منه، وشهدت فوزاً لليمين المتطرّف في الكثير من البلدان، بما في ذلك فرنسا وألمانيا.

ومن المقرّر انعقاد المجلس الأوروبي في 27 و28 يونيو/حزيران، ولكن يبدو أنّ هناك إجماعاً بدأ ينشأ بشأن المناصب الأربعة الرئيسية في الاتحاد الأوروبي. وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال قمة مجموعة السبع في إيطاليا، حيث التقى مع المستشار الألماني أولاف شولتز وأورسولا فون ديرلاين: "أظن أنّ الأمور قد تتحرّك إلى الأمام بفاعلية. على أيّ حال، هذه أمنيتي. سأذهب الاثنين بهذه الروحية".

وردّد شولتز الفكرة ذاتها، حيث قال لمحطة "إيه آر دي" السبت، "ُتشكّل غالبية سياسية.. لدي شعور بأن لا فائدة من المماطلة، وأن الأمور يُمكن أن تُحسم بسرعة". ويبدأ الاجتماع الاثنين عند الساعة 18:00 مساءً (16:00 بتوقيت غرينتش). وتشارك رئيسة المفوضية الأوروبية في بداية المناقشات، ثمّ تنسحب أثناء العشاء الذي تُناقَش خلاله مسألة "المناصب العليا"، بما في ذلك منصبها.

وتتمتّع أورسولا فون ديرلاين بوضع جيّد يؤهّلها للحفاظ على منصبها مرشّحةً عن حزب الشعب الأوروبي (يمين) الذي حلّ في المركز الأول في الانتخابات بحصوله على 190 مقعداً (بزيادة 14 مقعداً في البرلمان الجديد)، وفقاً للنتائج التي لا تزال مؤقتة. مع ذلك، فإنّ تعيين الألمانية البالغة من العمر 65 عاماً، والتي تنتمي إلى حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي، ليس تلقائياً، فهي تحتاج إلى جمع "غالبية مؤهّلة" من 15 دولة على الأقل تمثّل 65 في المئة من سكّان أوروبا.

كوستا رئيساً للمجلس الأوروبي

يضمّ حزب الشعب الأوروبي حوالى 12 مسؤولا داخل المجلس الأوروبي. ويعدّ دعم إيمانويل ماكرون من المعسكر الوسطي والليبرالي، وأولاف شولتز الذي ينتمي إلى الاشتراكيين الديمقراطيين، أمراً بالغ الأهمية في داخله. وقد خرج كلا الرجلين ضعيفين من الانتخابات الأوروبية، فقد عانى حزباهما من هزيمة في مواجهة اليمين المتطرّف، الأمر الذي قابله ماكرون بالدعوة إلى انتخابات تشريعية مبكرة في فرنسا.

وعلى العكس من ذلك، فإنّ رئيسة الحكومة الإيطالية جورجيا ميلوني الآتية من صفوف أقصى اليمين، والتي تعزّزت قوّتها خلال هذه الانتخابات، قد تكون لديها مصلحة في عدم اتخاذ قرار مبكر بشأن "المناصب العليا" والانتظار حتّى تتمكّن من تكوين رؤية أوضح بشأن تشكيل مجموعات في البرلمان الأوروبي، من أجل التفاوض على مناصب لحزبها السياسي، حسب ما رأى دبلوماسيون.

وحصلت مجموعتها، المحافظون والإصلاحيون الأوروبيون، على 76 مقعداً، أي أقل بأربعة مقاعد من حزب "رينيو يوروب" (Renew Europe) أو "تجديد أوروبا" (الذي يضمّ حزب النهضة الذي يتزعّمه إيمانويل ماكرون)، ولكنّها قد تشهد توسّعاً في صفوفها من خلال عدد معيّن من أعضاء البرلمان الأوروبي الذين هم حالياً من بين نحو 90 عضواً غير مسجّلين.

وإذا اختيرت من قبل قادة الاتحاد الأوروبي، فإنّ أورسولا فون ديرلاين يجب أن تحصل لاحقاً على الغالبية المطلقة من 361 نائباً في البرلمان الأوروبي. وفي العام 2019، انتُخبت بفارق ضئيل متقدّمة بفارق تسعة أصوات فقط.

من جهته، يغادر الرئيس الحالي للمجلس الأوروبي البلجيكي شارل ميشال منصبه، وتجمع هذا الأخير علاقات سيئة مع فون ديرلاين. ويطالب الاشتراكيون الديمقراطيون الذين يشكّلون المجموعة السياسية الثانية في البرلمان الأوروبي بالحصول على هذا المنصب الذي من المتوقع أن يتولّاه رئيس الوزراء البرتغالي السابق أنتونيو كوستا. ويخضع الاشتراكي البالغ من العمر 62 عاماً لتحقيق بتهمة استغلال النفوذ، ما أدّى إلى استقالته من الحكومة البرتغالية في نوفمبر/تشرين الثاني، لكنّ الكثير من الدبلوماسيين يعتقدون أنّ هذا ليس عقبة لا يمكن التغلّب عليها نظراً إلى أنّ الشكوك المتعلّقة به تتبدّد على ما يبدو.

 إستونية وزيرة للخارجية؟

وتشمل التعيينات أيضا منصب مسؤول الشؤون الخارجية الذي يشغله حالياً الاشتراكي الإسباني جوزيب بوريل، الذي يتقاعد عن عمر 77 عاماً. ويبدو أن رئيسة الحكومة الإستونية كايا كالاس هي الأوفر حظاً لخلافته. وستكون هذه الليبرالية البالغة من العمر 46 عاماً الأوروبية الشرقية الوحيدة بين أصحاب "المناصب العليا". وعُرفت كالاس بدعمها الذي لا يتزعزع لأوكرانيا في الحرب التي تشنّها عليها روسيا، الدولة المجاورة لإستونيا. وتتولّى المالطية روبرتا ميتسولا (45 عاماً) رئاسة البرلمان الأوروبي منذ يناير/كانون الثاني 2022، ويتوقع أن تحصل على ولاية مدّتها عامين ونصف عام، ما لم تحدث مفاجآت على هذا المستوى.

(فرانس برس)

المساهمون