وتظهر في الفيديو مجموعة من مقاتلي القوات النظامية بلباسهم العسكري، وهم ينهالون على طفل لا يتجاوز من العمر 15 عاماً بالضرب المبرح، إضافة إلى سيل من الشتائم، صارخين فيه قائلين: "أنت تريد إسقاط بشار الأسد"، طالبين منه أن "يعترف"... ليعترف الطفل سريعاً أنه "خرج في مظاهرات مناهضة للنظام، وأنّ الأغاني التي على جهازه الخلوي المناهضة للرئيس السوري، حصل عليها من شبكة الإنترنت".
كذلك يعرض الفيديو الذي يمتد لنحو سبعة دقائق، مطالبة العناصر من الطفل أن يعترف من كان يعطيه المال ليخرج في المظاهرات. إلا أن الطفل ما كان منه سوى أن يقسم أنه لم يكن يتقاضى المال من أحد، متوسلاً لهم أن يكفوا عن ضربه. لكن توسله المتواصل والدماء التي سالت من وجهه لم تشفع له لدى معذبيه، والذين كانوا يتوعدون ويقسمون أنهم سيضربونه بأيديهم حتى الموت، حتى إنهم رفضوا طلبه بأن يطلقوا النار عليه.
اقرأ أيضاً: عندما يكون بلدك الأخطر على حياتك
النظام السوري عمل مع بداية الحراك المناهض له، على تسويق روايات أن المتظاهرين كانوا يتقاضون المال مقابل الخروج في المظاهرات، كقوله إنّ المتظاهر في دير الزور، كان يأخذ 25 ليرة على المظاهرة، وهي تساوي نحو 3 سنتات أميركية، إضافةً إلى روايات عديدة منها الحبوب المخدرة وغيرها من المواد.
ولم يستطع "العربي الجديد" التأكد من صحة الفيديو من جهة مستقلة، أو معرفة هوية الطفل الذي يظهر في الفيديو، ومكان وقوع الحادثة.
وينضم هذا الفيديو إلى الكثير من الفيديوهات التي تمّ نشرها خلال السنوات السابقة، عن تعذيب المدنيين من بينهم أطفال ونساء ومسنون، كثير منهم فقدوا حياتهم أمام عدسة أجهزة خلوي جلاديهم.
وتفيد تقارير إنسانية أن آلاف الأطفال تمّ إيداعهم في المعتقلات، في ظروف إنسانية سيئة تهدد حياتهم وصحتهم الجسدية والنفسية. في حين تبقى جميع المنظمات الدولية الإنسانية والحقوقية، ومن خلفها المجتمع الدولي عاجزاً عن حماية هؤلاء من واقع الأزمة السورية، والتي تعتبر الأسوأ منذ الحرب العالمية الثانية.
اقرأ أيضاً: "#حاكموا_جلاد_رومية" رداً على فيديوهات تعذيب معتقلين في لبنان