فلسطين في مواجهة ترانسفير صهيوني

30 ديسمبر 2022
سيحاول الاحتلال تحويل الفلسطينيين إلى "جاليات" (عامر شلودي/الأناضول)
+ الخط -

يبدو أن تحالف الأحزاب الصهيونية والدينية المتطرفة في دولة الاحتلال الإسرائيلي ماضٍ بعودة بنيامين نتنياهو إلى الحكم، نحو تطبيق عملي لسياسة الترانسفير العنصرية، لترحيل أكبر قدر من أصحاب الأرض الأصليين في فلسطين التاريخية.

وفقاً للخطط التي نقلت عن موقع الكنيست، وتصريحات قادة "شاس" و"يهدوت هتوراه"، فإن ما سيحاول التطرف الصهيوني-الديني تمريره "قانونياً" هو تحويل الشعب الفلسطيني في الداخل والقدس المحتلة إلى مجرد "مقيمين"، أو "جاليات" لشطب حقهم في أرضهم.

والعودة إلى سياسات الترحيل والإبعاد تعني تماماً الاستعجال في استدعاء "روح" المشروع الصهيوني لاستكمال ما بدأ مع نكبة 1948، أي "أرض أكثر وفلسطينيون أقل". وهي عودة، التي لا مسمى لها، تحت سقف القوانين الدولية، إلا القفز السريع إلى دولة الأبرتهايد، واستدعاء كانتونات و"قوانين" الفصل العنصري من جنوب أفريقيا سابقاً.

ليس الغريب أن قادمين من وراء البحار والحدود، تحت مظلة أساطير وخرافات، يذهبون بالبطش والقتل وتدمير البيوت وتهويد الأرض، لجعل الشعب الأصلي مجرد "مجموعة سكان"، أو من هم في العقل الصهيوني-الديني "بقايا احتلال عربي"، بل أن يجري كل هذا، وغيره كثير، تحت ناظري النظام العربي، وما يسمى "المجتمع الدولي".

فهذا الصلف والعنجهية لشرعنة الإرهاب باعتباره "قوانين"، وصفه مركز "عدالة" في الداخل كمحاولة لترسيخ "أحقية اليهود في كل أرض فلسطين التاريخية"، ولتهويد القدس وتوسيع الاستيطان.

فمن المخجل والعار أن تُصافَح أيادٍ تقطر دماً وتوقّع على "قوانين" إرهاب شعب كامل، ثم يجري بألسنة عربية وغربية الحديث عن "تطبيع" وتهدئة الوضع. فحكام تل أبيب اليوم ليسوا سوى امتداد لعتاة التطرف التلمودي، القارئين للعرب جميعاً بما لا يمكن نقله هنا لوضاعته وعجرفته، والذي لو ردده عربي أو فلسطيني لهرع عرب وغربيون نحو الاتهام السطحي بـ"معاداة" اليهود والسامية.

على كل، فإن هذا العبث المسكوت عنه، يعني نسفاً لمهازل شعار "حل الدولتين"، أو "التطبيع"، كما في لغة أصحاب "الحل السلمي". وإذا كان هؤلاء وغيرهم يراهنون على خضوع فلسطيني لاعتبارهم مجرد "أقليات مقيمة"، ففي أفقهم سراب، ليس إلا.

فتسمية نتنياهو للضفة الغربية باسم "يهودا والسامرة"، لتعزيز المستعمرات، بما يشمل الجليل والنقب والقدس والجولان، ستزيد من الوقود بانتظار عود ثقاب، في مواجهة احتلال يظن أن احتضانه وشرعنته لإرهاب المستوطنين يحصنانه مع ما يسمى التطبيع والنفاق الدولي من مقاومة الفلسطينيين مستقبلاً.