فقدان الاتصال بناشط مدني بارز في الحراك الشعبي العراقي ومخاوف بشأن مصيره

10 يوليو 2021
انقطعت أخبار المكدام أمس الجمعة (تويتر)
+ الخط -

قال ناشطون ومدونون عراقيون، اليوم السبت، إنهم، فقدوا الاتصال بالناشط المدني البارز في الحراك الشعبي علي المكدام، منذ أمس الجمعة، وحمّل ناشطون مقربون من المكدام الحكومة مسؤولية الكشف عن مصيره، معبرين عن مخاوفهم مما قد يكون قد تعرض له الناشط من خطف أو اغتيال. 

والمكدام هو أحد الناشطين المدنيين البارزين في التظاهرات الشعبية العراقية، وعضو في حركة "البيت العراقي"، التي تأسست من رحم ساحات التظاهر كحراك سياسي تصحيحي، وله مواقف بارزة في المطالبة بمحاسبة الفاسدين وأحزاب السلطة والمليشيات، وكثيرا ما يهاجم تلك الجهات على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي "تويتر".

وكان آخر ما كتبه المكدام على صفحته الشخصية، مقالاً تحدث به عن تطوير المليشيات الموالية لإيران أساليب مطاردتها للناشطين. 

وانقطعت أخبار المكدام أمس الجمعة، وكان آخر لقاء له بأصدقائه الناشطين، في مقهى شعبي في منطقة الكرادة في بغداد، ومن ثم اختفى بعدها وانقطع أي اتصال به حتى الآن. وتعرّض الناشط، خلال الفترة الأخيرة لتهديدات ومضايقات من قبل فصائل مسلحة، كانت تهدد أمنه الشخصي.

مسؤول أمني رفيع في الشرطة العراقية، قال لـ"العربي الجديد"، "تلقينا منذ الأمس بلاغاً بشأن اختفاء الناشط المكدام، ونحاول معرفة تفاصيل أكثر"، مبيناً أن "اختفاءه طيلة هذه الفترة وإغلاق هواتفه، محل بحث ومتابعة". 

وعبّر ناشطون عن قلقهم على مصير الناشط، وأطلقوا وسم "الحرية لعلي المكدام"، وقال الناشط خطاب التميمي، في تغريدة له، "فقدنا الاتصال بالصديق علي المكدام منذُ الخامسة عصراً يوم أمس، وكان آخر مكان تواجد فيه هو مقهى رضا علوان في منطقة الكرادة ببغداد .. علي صحافي وناشط ومدون يتعرض لمضايقات وتهديدات تمس امنهُ الشخصي منذُ مدة .. نحمل الأجهزة الأمنية والحكومة العراقية المسؤولية الكاملة عن أمنه".

الناشط والصحافي القاسم العبادي، قال في تغريدة له، "المكدام عضو في حراك البيت العراقي، ويتعرض منذ مدة لعدة مضايقات وتهديدات تمس أمنه الشخصي، لذا فإننا نحمل الجهات الحكومية مسؤولية سلامته وعودته آمناً".

 أما الناشط إكرام أوشتن، فقد قال في تغريدة له، إن "اختفاء الناشط علي المكدام بعد مقال كتبه بكل صراحة وشجاعة عن أفعال المليشيات الموالية لإيران بحق حناجر الحق العراقية الوطنية"، داعياً الجهات المعنية إلى "التحرك بكل جدية من أجل البحث عن المكدام".

وذكر الباحث في الشأن السياسي العراقي، شاهو القرداغي، أن "أصدقاء الصحافي علي المكدام يتحدثون عن فقدان الاتصال به منذ أكثر من 10 ساعات، بعد أن كان متواجداً في أحد مقاهي بغداد... نتمنى له السلامة وأن يكون بخير وبعيدا عن شر المليشيات". 

وشهدت التظاهرات العراقية التي بدأت في أكتوبر/تشرين الأول 2019، حملات إبادة وقتل جماعي تورطت بها الأجهزة الأمنية وفصائل مسلحة مرتبطة بجهات خارجية، تسببت بقتل أكثر من 800 ناشط وإصابة نحو 27 ألفا آخرين، فضلاً عن اختطاف الكثير منهم، فيما أفلت المتورطون بتلك الجرائم من العقاب.

المساهمون