"فاينانشال تايمز": تعثر محادثات صفقة التبادل بعد انسحاب الوفد الإسرائيلي

03 ديسمبر 2023
أوعز نتنياهو لفريق "الموساد" المفاوض بالعودة (فرانس برس)
+ الخط -

قالت صحيفة "فاينانشال تايمز" إن المحادثات التي تجريها قطر ومصر للتوصل إلى اتفاق هدنة بين حركة حماس والاحتلال الإسرائيلي قد تعثرت بعد أن أوعز رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو لفريق "الموساد" المفاوض بالعودة من الدوحة.

وقال مصدر مطلع على المحادثات للصحيفة إن فريقا من "الموساد" الإسرائيلي كان في الدوحة يوم السبت لبحث إمكانية استئناف الهدنة وضمان إطلاق المزيد من المحتجزين في قطاع غزة، مشيراً إلى أن المناقشات لم تحقق تقدماً يذكر، قبل أن يغادر الوفد في وقت لاحق السبت.

وكان نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس صالح العاروري قد قال، أمس السبت، إنه لن يجرى تبادل المزيد من الأسرى مع الاحتلال الإسرائيلي حتى يُتوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة.

وأوضح العاروري، في تصريح إعلامي، أنّ الإسرائيليين الذين ما زالوا محتجزين لدى حماس هم جنود ومدنيون خدموا سابقاً في جيش الاحتلال الإسرائيلي، وقال إنه لن يُطلق سراحهم إلا إذا كان هناك وقف لإطلاق النار ويتم إطلاق سراح جميع الأسرى الفلسطينيين المعتقلين في سجون الاحتلال، مشدداً على أن هذا القرار نهائي.

من جهته، زعم وزير الأمن الإسرائيلي يؤاف غالانت أن من بين الأسرى المتبقين في غزة 17 امرأة وطفلاً، وذلك في الوقت الذي يواصل فيه جيش الاحتلال الإسرائيلي شن ضربات جوية ومدفعية على قطاع غزة.

وقال غالانت إنّ على حركة حماس أن تفي بكلمتها، مضيفاً: "أي نقاش مستقبلي حول المزيد من الرهائن قبل أن تطلق حماس سراح أولئك الذين تعهدت بالفعل بإعادتهم هو بمثابة التخلي عن هؤلاء النساء والأطفال السبعة عشر الذين تحتجزهم حماس".

وأعلن مكتب نتنياهو، السبت، استدعاء فريق "الموساد" من قطر، بسبب ما وصفه بالجمود في المفاوضات، زاعماً أن حركة "حماس" لم تفِ بالتزامها بإطلاق سراح جميع الأطفال والنساء الرهائن المدرجين على القائمة التي وافقت عليها.

وقال المكتب في بيان: "جراء الطريق المسدود الذي وصلت إليه المفاوضات، وبإيعاز من رئيس الوزراء، أوعز رئيس الموساد ديفيد برنيع إلى فريق الموساد الموجود في الدوحة بالعودة إلى البلاد".

ودخلت هدنة حيز التنفيذ في 24 نوفمبر/تشرين الثاني، واستمرت سبعة أيام بعد تمديدها مرتين، وأطلق بموجبها سراح 84 محتجزًا لدى حركة حماس، عدا عن محتجزين أجانب، فيما أطلقت إسرائيل سراح حوالي 240 امرأة وطفلا فلسطينيا من سجونها.

وقال أشخاص مطلعون على المحادثات، لـ"فاينانشال تايمز"، إن الاتفاق انهار الجمعة عندما بدأت حركة حماس تواجه صعوبة في تحديد مكان المزيد من المحتجزين من النساء والأطفال، فيما قالت حماس إنها قدمت عروضاً لإعادة المحتجزين، ومن بينهم الأسرى المسنين، والجثث، واتهمت إسرائيل بالتراجع عن الاتفاق.

وانتهت الهدنة في قطاع غزة في الساعات الأولى من صباح أمس الجمعة، واستأنف الاحتلال الإسرائيلي الحرب بحملة قصف واسعة على القطاع المحاصر، مخلفاً عشرات الشهداء والجرحى، وسط كارثة إنسانية غير مسبوقة.