أكدت منظمة الأمم المتحدة، أن أمينها العام أنطونيو غوتيريس قبل، اليوم الثلاثاء، استقالة مبعوثه الخاص إلى ليبيا، السلوفاكي يان كوبيش، ويبحث عن بديل في أسرع وقت.
وخلال مؤتمر صحافي، قال ستيفان دوجاريك، المتحدث باسم غوتيريس "السيد كوبيش قدم استقالته إلى الأمين العام، الذي قبلها بأسف، ويعمل على إيجاد بديل له على وجه السرعة".
وتابع: "السيد كوبيش أوضح لنا أنه لن يترك البعثة (الأممية الخاصة بليبيا) على الفور.. كما أنه سيقدم إفادة إلى أعضاء مجلس الأمن الدولي في جلستهم المجدولة سلفا الأربعاء (حول مستجدات الأوضاع في ليبيا)".
وأردف دوجاريك أن "السيد كوبيش ربما يكون أكثر واحد حرصاً على عدم زعزعة استقرار بعثتنا الأممية في ليبيا".
وفي وقت سابق، كشفت مصادر دبلوماسية في الأمم المتحدة، اليوم الثلاثاء، أن مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا يان كوبيش استقال من منصبه بعد أقل من عام من تعيينه في يناير/كانون الثاني.
وقال دبلوماسي، لوكالة "فرانس برس"، طالباً عدم الكشف عن اسمه، إن "كوبيش استقال"، وهو ما أكدته عدة مصادر دبلوماسية أخرى أضافت أنه لم يقدم أي سبب رسمي في الوقت الحالي لهذه الاستقالة المفاجئة، قبل شهر من الانتخابات الرئاسية المقررة في ليبيا.
وأشار مصدر دبلوماسي إلى أن كوبيش ربما "يشعر بأنه لا يتمتع بدعم كاف".
وانقسم مجلس الأمن الدولي، أخيراً، حول مسألة إعادة تنظيم قيادة البعثة السياسية الأممية إلى ليبيا، إذ طالب عدد من أعضاء المجلس بنقل منصب الموفد من جنيف إلى طرابلس.
وقال دبلوماسيون إن يان كوبيش كان متحفظاً على نقل منصبه.
بعد مواجهة استمرت ثلاثة أسابيع في سبتمبر/أيلول بين موسكو، التي هددت باستخدام حق النقض "الفيتو"، ولندن، المسؤولة عن ملف تمديد تفويض البعثة، قرر مجلس الأمن في 30 سبتمبر تمديد تفويض بعثته لغاية يناير.
وكان من المفترض أن يمدد مجلس الأمن في منتصف سبتمبر تفويض بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا بشكل شبه آلي لمدة عام، خصوصاً أن البلاد على مشارف انتخابات رئاسية مقررة في 24 ديسمبر/كانون الأول ترمي إلى طي صفحة حرب استمرت عشر سنوات.
ويتعين على إفريقيا، بعد أن ضاعفت ضغوطها في عام 2020 كي لا يتولى المنصب أوروبي بل إفريقي، السعي لاستعادة المنصب.
لم تتمكن "فرانس برس" حتى الساعة من الحصول على تعليق من مكتب الأمم المتحدة الإعلامي.
تسلّم يان كوبيش (69 عاماً)، الذي كان موفداً أممياً سابقاً إلى لبنان، مهامه كممثل خاص للأمم المتحدة في ليبيا في يناير الماضي.
ويأتي انسحابه المفاجئ من الملف الليبي غداء إغلاق باب الترشح للانتخابات الرئاسية المقررة في 24 ديسمبر. وقالت المفوضية الوطنية العليا للانتخابات في ليبيا إن العدد النهائي للمرشحين للانتخابات الرئاسية بلغ 98 مرشحاً بينهم امرأتان.
وتقدمت معظم الشخصيات البارزة للانتخابات الرئاسية التي سيختار الليبيون خلالها ولأول مرة في تاريخ البلاد رئيساً عبر الاقتراع المباشر. وعلى رأس هذه القائمة سيف الإسلام القذافي نجل العقيد الراحل معمر القذافي واللواء المتقاعد خليفة حفتر، إلى جانب عبد الحميد الدبيبة رئيس الحكومة المؤقتة وعقيلة صالح رئيس مجلس النواب.