غوتيريس يدعو إلى استئناف مفاوضات سد النهضة... ورفض سوداني للإجراءات الأحادية

25 سبتمبر 2021
عدّد حمدوك الأضرار من أي إجراء أحادي من جانب إثيوبيا (فرانس برس)
+ الخط -

دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس أطراف أزمة "سد النهضة" إلى استئناف التفاوض بـ"روح التوافق"، مجددا استعداده لتقديم الدعم بهذا الخصوص، يأتي ذلك فيما أبلغ رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك الجمعية العامة للأمم المتحدة برفض بلاده لأي إجراء أُحادي في سد النهضة الإثيوبي، مؤكداً ضرورة التوصل إلى اتفاقٍ ملزم حول الملء والتشغيل، لتجنيب السودان الأضرار المحتملة.

وجاء حديث غوتيريس خلال لقاءين عقدهما في الساعات الأخيرة مع وزيري خارجية مصر سامح شكري وإثيوبيا دمقي مكونن، على هامش اجتماعات الجمعية العامة الأمم المتحدة. فخلال الاجتماع مع شكري، السبت، "جدد غوتيريس استعداده لدعم عملية التفاوض التي يقودها الاتحاد الأفريقي بشأن سد النهضة"، وفق بيان أصدره المتحدث باسمه استيفان دوجاريك.

فيما أفادت وزارة الخارجية الإثيوبية، في بيان نشرته عبر صفحتها على فيسبوك، السبت، بأن غوتيريس التقى مكونن في نيويورك، الجمعة، على هامش اجتماعات الجمعية العامة.

وأضافت: "فيما يتعلق بسد النهضة، أكد غوتيريس أهمية استئناف المفاوضات بروح التوافق، مجدداً دعم الأمم المتحدة لجهود الاتحاد الأفريقي" في هذا الصدد.

في سياق متصل، أكد شكري، السبت، أهمية أن "تنخرط الدول الثلاث (مصر والسودان وإثيوبيا) تحت قيادة الاتحاد الأفريقي في مفاوضات (حول سد النهضة)، وأن تظهر حسن النية، وتصل لاتفاق ينهي هذه الأزمة خلال فترة زمنية معقولة".

وشدد شكري، في تصريحات لقناة "النيل للأخبار" (مصرية رسمية)، على أن "مصر متطلعة دائما للتوصل لاتفاق قانوني ملزم (حول سد النهضة) يحقق مصالح الدول الثلاث وينهي هذه الأزمة".

حمدوك: مستعدون للتفاوض

وأبلغ رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك الجمعية العامة للأمم المتحدة في وقت سابق السبت برفض بلاده لأي إجراء أُحادي في سد النهضة الإثيوبي، مؤكداً ضرورة التوصل إلى اتفاقٍ ملزم حول الملء والتشغيل، لتجنيب السودان الأضرار المحتملة.

جاء ذلك في بيان السودان أمام الجمعية العامة، قدمه حمدوك، السبت، وعدّد فيه الأضرار من أي إجراء أحادي من جانب إثيوبيا، مثل تهديد سبل ووسائل عيش نصف سكان السودان، مع تهديد سلامة التشغيل لسدود السودان، والتأثير سلبًا على ري المشروعات الزراعية ومحطات مياه الشرب، فضلًا عن الآثار الاجتماعية والاقتصادية والبيئية على طول مجرى النيل الأزرق ونهر النيل.

وأضاف حمدوك أن السودان "كابد بعضًا من تلك المضار إبان الملء الأُحادي الأول، في العام الماضي، والملء الأحادي الثاني، خلال الأسابيع الماضية، رغم الإجراءات الاحترازية المتعددة والمكلفة التي أجراها تفاديًا لتلك الآثار".

وأشار إلى أن مجلس الأمن الدولي عقد في يوليو/ تموز المنصرم اجتماعاً، هو الثاني للمجلس منذ عام، حول تطورات ملف سد النهضة الإثيوبي الكبير، وفي ذات التوقيت الذي أعلنت فيه إثيوبيا عن خطوتها الأُحادية بالملء الثاني، وذلك بعد أن عجزت الأطراف خلال جولات التفاوض السابقة عن تحقيق أي اتفاق بسبب التعنُّت في أمر السد، رغم الجهود الكبيرة التي بذلتها رئاسة الاتحاد الأفريقي السابقة والحالية.

وبيّن حمدوك أن وضع سد النهضة أمام مجلس الأمن جاء لتعزيز مسار التفاوض الحالي تحت مظلة الاتحاد الأفريقي، بما يمكن من تحقيق الاتفاق المنشود، وجدد حمدوك استعداد السودان لاستئناف المشاركة في أي مبادرة أو تحركٍ سلميٍّ يوصلُ الأطراف إلى اتفاقٍ يلبّي مصالح جميع الأطراف.

وتناول خطاب رئيس الوزراء السوداني أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة جملةً من الإنجازات التي حققتها حكومته ما بعد الثورة، كما تناول أبرز المصاعب، مشيراً إلى أن الحكومة الانتقالية تخطت إلى حد كبير تحديات تحقيق السلام، إلا أن تحديات ما بعد السلام تظل أكبر.

وأعرب عن أمله في أن يلعب المجتمع الدولي ومنظمات الأمم المتحدة وبعثة الأمم المتحدة لدعم الانتقال في السودان "يونيتامس" دوراً فاعلاً في عملية بناء السلام، وعودة النازحين، وتوفير الموارد المالية والفنية لعمليات الدمج والتسريح، وغيرها من العمليات المرتبطة بتسريع تنفيذ بنود الترتيبات الأمنية كما جاءت في اتفاق سلام جوبا الموقع بين الحكومة وحركات الكفاح المسلح في دارفور.

المساهمون