غوتيريس: يجب على الجميع العمل لتهيئة الظروف لعملية انتقالية بغزة

20 نوفمبر 2023
غوتيريس ما زال يأمل بتحقيق حل الدولتين (كيتلين اوكس/ رويترز)
+ الخط -

دعا الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، اليوم الاثنين، إلى "مرحلة انتقالية" تشارك فيها جهات فاعلة متعددة، أبرزها الولايات المتحدة والدول العربية بعد انتهاء الحرب الإسرائيلية على غزة، واصفاً عدد الشهداء المدنيين خلال العدوان بأنه "غير مسبوق" منذ وصوله على رأس الأمم المتحدة في يناير/ كانون الثاني 2017.

وقال غوتيريس، خلال مؤتمر صحافي مقتضب عقده في مقر الأمم المتحدة في نيويورك حول المناخ، "شهدنا في غضون أسابيع قليلة مقتل آلاف الأطفال والمدنيين في غزة بأعداد لم يسبق لها مثيل".

وردا على سؤال صحافي حول قصف جيش الاحتلال الإسرائيلي لمدارس تتبع الوكالة الأممية غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) خلال اليومين الأخيرين، ولماذا لا يصنفها كجرائم حرب، ولماذا اكتفى بالتعبير عن صدمته، رد غوتيرس قائلاً: "لقد كنت واضحا للغاية في إدانة انتهاكات القانون الإنساني الدولي وانتهاكات حماية المدنيين. ولا يوجد لدي ولاية لتصنيف الأفعال (كما لدى جهات مختصة قانونيا)... أعتقد أن الأهم من مناقشة الأسماء هي الحقائق".

وتابع: "دعونا ننظر إلى الحقائق، كما تعلمون، فإننا ننشر كل عام تقريرا حول الانتهاكات ضد الأطفال الذين قُتلوا في الصراعات على أيدي جهات فاعلة مختلفة. وقدمت سبعة تقارير، وأعلى رقم خلال السنوات السبع الأخيرة من ناحية عدد الأطفال الذين قتلوا في صراع من قبل طرف واحد، كان في أفغانستان على يد طالبان، ربما في عام 2017/ 2018. والثاني خلال تلك السنوات (السبع) حتى الآن كان ربما عام 2017 علي يد الحكومة السورية قبل عام 2020 كان كذلك بحدود 700 طفل قتلوا، والعام الماضي كانت روسيا 350، وكانت كذلك السعودية في اليمن، كذلك وربما تذكرون الضجة التي أثيرت في حينه، وكان الحد الأقصى 300".

وأضاف: "الآن دون الدخول في جدل حول دقة الأرقام المنشورة من قبل سلطات الأمر الواقع في غزة (حماس) ما هو واضح أنه وخلال أسابيع قتل آلاف الأطفال. وهذا هو المهم. إننا نشهد قتل مدنيين غير مسبوق ولا شبيه له في أي صراع منذ أن توليت منصبي كأمين عام".

وردا على سؤال صحفي آخر حول "اليوم التالي"، أي بعد انتهاء الحرب على غزة ومن سيحكمها، قال غوتيريس: "فيما يخص اليوم التالي، من الواضح أن ما قبل اليوم التالي يؤثر على ما سيأتي بعده، ولهذا السبب أصر على ضرورة وقف إطلاق النار لأسباب إنسانية، وعدم تقييد وصول المساعدات الإنسانية، وإطلاق سراح الأسرى، وعلى ضرورة إنهاء انتهاكات القانون الإنساني الدولي وحماية المدنيين".

وأضاف: "لكن بعد أن قلت ذلك، أعتقد أنه من المهم أيضًا أن نكون قادرين على تحويل هذه المأساة إلى فرصة، ومن أجل أن يكون ذلك ممكنًا، من الضروري بعد الحرب أن نتحرك بطريقة حازمة ولا رجعة فيها نحو تحقيق حل الدولتين".

وقال الأمين العام للأمم المتحدة: "هذا يعني بالطبع أنه بعد الحرب، وهذا هو رأيي، أعتقد أنه من المهم التركيز على أن تتولى سلطة فلسطينية معززة مسؤولياتها في غزة. أدرك أن السلطة الفلسطينية لا يمكنها أن تأتي بوجود دبابات إسرائيلية في غزة، مما يعني أن المجتمع الدولي بحاجة إلى النظر في فترة انتقالية. ولا أعتقد أن وجود الأمم المتحدة كحماية (قوة دولية) في غزة هو الحل".

وشرح في هذا السياق: "أعتقد أننا سنحتاج إلى نهج متعدد الأطراف تتعاون فيه مختلف الدول والكيانات".

ونبه في هذا السياق إلى أنه "بالنسبة لإسرائيل وبطبيعة الحال، فإن الولايات المتحدة هي الضامن الرئيسي لأمنها. بالنسبة للفلسطينيين، تعتبر الدول المجاورة والعربية في المنطقة ضرورية. لذلك يتعين على الجميع أن يتعاونوا من أجل تهيئة الظروف الملائمة لعملية انتقالية، مما يسمح للسلطة الفلسطينية، سلطة فلسطينية معززة، بتولي مسؤوليتها في غزة. وبعدها وبناءً على ذلك، التحرك أخيرًا، كما قلت، بطريقة حازمة ولا رجعة فيها نحو حل الدولتين".

المساهمون