غرينفيلد تحاول تبرير استخدام واشنطن الفيتو في مجلس الأمن لصالح إسرائيل

18 سبتمبر 2024
توماس غرينفيلد خلال جلسة مجلس الأمن بنيويورك، 16 سبتمبر 2024 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- **استخدام الفيتو الأمريكي في مجلس الأمن**: منذ بدء الحرب على غزة في أكتوبر 2023، استخدمت الولايات المتحدة الفيتو خمس مرات لحماية إسرائيل، بما في ذلك ضد مشاريع قرارات تطالب بالهدنة وعضوية فلسطين في الأمم المتحدة.

- **موقف الولايات المتحدة من الصراعات الدولية**: السفيرة الأميركية ليندا توماس غرينفيلد دافعت عن استخدام الفيتو لدعم مصالح بلادها وانتقدت روسيا لاستخدامها الفيتو بخصوص أوكرانيا، مؤكدة دعم إسرائيل وضرورة وقف إطلاق النار.

- **إصلاحات مجلس الأمن والأولويات الدولية**: أكدت السفيرة على دعم بلادها لإصلاحات مجلس الأمن، بما في ذلك مطالب الدول الأفريقية بمقعدين دائمين، وأهمية مواجهة التحديات العالمية مثل التغيير المناخي والصراعات.

حاولت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة في نيويورك، ليندا توماس غرينفيلد، تبرير دواعي استخدام بلادها حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن، منذ بدء الحرب على غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، حيث استخدمت واشنطن "الفيتو" خمس مرات لحماية إسرائيل، منها ثلاث مرات ضد مشاريع قرارات تطالب بالهدنة ومرة ضد تعديل روسي شفوي على أحد القرارات قبل تبنيه، والمرة الخامسة ضد عضوية كاملة لفلسطين في الأمم المتحدة.

وقالت توماس غرينفيلد في تصريحات لـ"العربي الجديد" خلال مؤتمر صحافي عقدته في نيويورك، يوم الثلاثاء، إن بلادها تلجأ لاستخدام الفيتو "لتعزيز مصالح الحكومة الأميركية، وهذه هي الطريقة التي استخدمنا بها حق النقض باستمرار على مدى سنوات عديدة في المجلس...". وأضافت: "نعم، يعتقد الناس أن هذا يؤدي إلى خلل وظيفي (في عمل مجلس الأمن)، ولكن بالنسبة لنا فإن هذه هي قوة نملكها، ونحن نستخدم هذه القوة. ولن أقدم أي أعذار لذلك. إنها أداة من ضمن مجموعة من الأدوات التي يمكننا طرحها على طاولة مجلس الأمن".

وعقدت السفيرة الأميركية المؤتمر للكشف عن أولويات بلادها خلال اجتماعات الجمعية العامة رفيعة المستوى الأسبوع القادم التي سيحضرها قادة الدول والحكومات من حول العالم. وفي الوقت الذي دافعت فيه عن استخدام بلادها الفيتو، وجهت توماس غرينفيلد انتقادات شديدة اللهجة لروسيا لاستخدامها حق النقض فيما يخصص قرارات المجلس بخصوص الحرب الروسية على أوكرانيا.

ورداً على سؤال آخر لمراسلة "العربي الجديد" حول ما إذا كان قد حان الوقت بالنسبة للإدارة الأميركية لوقف دعمها العسكري لإسرائيل ووقف الحرب وسفك الدماء في غزة، قالت: "فيما يتعلق بالشرق الأوسط، نحن نريد أن نرى السلام، وهذا ما يعمل الرئيس (جو) بايدن من أجله، ولكن في الوقت نفسه، كنا واضحين في دعمنا حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، ودعماً لهذا الحق في الدفاع عن النفس، كحليف، قدمنا الدعم (العسكري) لهم للدفاع عن أنفسهم". وتابعت بالقول: "وهذا لا يعني، بأي حال من الأحوال، أننا نريد أن نرى هذه الحرب تستمر... نريد أن نرى نهاية لهذه الحرب، وقام الرئيس بايدن بكل ما بوسعه لمحاولة إيجاد حل للتوصل لوقف إطلاق النار والانتقال والتحرك إلى حل الدولتين".

يشار إلى أن توماس غرينفيلد تحدثت في مستهل إحاطتها الصحافية عن ضرورة "إسكات البنادق" في الصراعات حول العالم. ورداً على سؤال صحافي حول قرار محكمة العدل الدولية المتعلق بفلسطين والاحتلال الإسرائيلي قالت "نحن نحترم محكمة العدل الدولية وعملنا على دعمها، ورغم اختلافنا مع بعض القرارات التي جرى اتخاذها، لكننا نواصل العمل معها".

وبدأت الجمعية العامة للأمم المتحدة مداولات، صباح اليوم، في جلسة تستمر حتى غد الأربعاء للتصويت على مشروع قرار حول الرأي الاستشاري الصادر عن محكمة العدل الدولية في شهر يوليو/تموز الماضي، والمتعلق باستمرار الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية منذ عام 1967. ويهدف مشروع القرار إلى وضع خطوات عملية للرأي الاستشاري لمحكمة العدل الدولية من أجل بدء تنفيذه. ويهدف مشروع القرار إلى وضع خطوات عملية للرأي الاستشاري لمحكمة العدل الدولية من أجل بدء تنفيذه، بما فيها "إنهاء الاحتلال خلال اثني عشر شهراً".

وأعلنت محكمة العدل الدولية، في 19 يوليو/تموز الماضي، أن تواصل الاحتلال الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة "غير شرعي"، مضيفةً أن على إسرائيل واجب إنهاء الاحتلال في أقرب وقت ممكن والتعويض عن الخسائر للأفراد، كما أن عليها واجب إعادة الأراضي التي سيطرت عليها في عام 1967 وهدم الجدار العازل في جزء من الأراضي الفلسطينية، بالإضافة إلى وقف جميع الأنشطة الاستيطانية الجديدة، وكذا عدم الاعتراف بشرعية الوضع القائم والوجود غير الشرعي لإسرائيل في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

وحول موقف بلادها من المسودة المطروحة للتصويت يوم غد الأربعاء قالت توماس غرينفيلد: "إن القرار الذي يقترحه الفلسطينيون يتضمن عدداً كبيراً من القوانين، وخاصة فيما يتعلق بتفسيره للرأي الاستشاري الصادر عن المحكمة، حيث يتجاوز (في نصه وتفسيره) القرار الفعلي لمحكمة العدل الدولية". واعتبرت السفيرة الأميركية أنه "يُعقد الوضع على الأرض وما نحاول القيام به لإنهاء الصراع، وأعتقد أنه يعوق تنشيط الخطوات نحو حل الدولتين".

وتطرقت السفيرة الأميركية كذلك لأولويات بلادها خلال الجمعية العامة حول عدد من الأمور بما فيها الوضع في أوكرانيا والسودان والشرق الأوسط وغيرها. وتحدثت عن ضرورة الاتحاد لمواجهة التحديات التي يواجهها العالم بما فيها التغيير المناخي والصراعات. وتحدثت عن وجود أولويات لبلادها خلال الاجتماعات رفيعة المستوى، أبرزها التعاون الدولي من أجل مجابهة التحديات المختلفة، وحماية العاملين في المجال الإنساني في مناطق الصراعات.

كما أعربت عن دعم بلادها اتخاذ خطوات فعلية وفعالة لإدخال إصلاحات على نظام مجلس الأمن وعضويته، بما يشمل دعم مطالب الدول الأفريقية بالحصول على مقعدين دائمين في مجلس الأمن. يشار في هذا السياق إلى أن الولايات المتحدة لا ترغب بأن يكون لأي من المقعدين دائمي العضوية حق النقض (الفيتو) على خلاف باقي الأعضاء الدائمين. ومن غير الواضح متى ستبدأ المشاورات الرسمية حول إصلاح مجلس الأمن والمستمرة بشكل غير رسمي منذ عقود.

المساهمون