يكثف المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ مشاوراته بهدف تمديد الهدنة الإنسانية المعلنة في إبريل/ نيسان من العام الماضي، وحث جميع الأطراف على التوصل إلى اتفاق ينهي الحرب، ويمهد للشروع في عملية سياسية شاملة.
وقالت وكالة الأنباء اليمنية سبأ، بنسختها التي تديرها الشرعية، إن رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد محمد العليمي استقبل، اليوم الثلاثاء، غروندبرغ بحضور رئيس مجلس الوزراء، الدكتور معين عبد الملك.
وبحسب الوكالة اطلع العليمي من غروندبرغ على إحاطة بشأن اتصالاته الاخيرة على المستويين المحلي والاقليمي، والجهود الرامية "لاستئناف العملية السياسية التي انقلبت عليها المليشيات الحوثية المدعومة من النظام الإيراني".
وتطرق اللقاء إلى مسارات عمل مكتب المبعوث الأممي الخاص خلال الفترة المقبلة في المجالات العسكرية، والإنسانية، والاقتصادية، والسياسية ضمن جهوده المنسقة مع الحلفاء الاقليميين، والشركاء الدوليين لإطلاق عملية تفاوضية شاملة تلبّي تطلعات الشعب اليمني في استعادة مؤسسات الدولة، والاستقرار والتنمية.
ووفقاً لـ"سبأ" أكد العليمي التزام المجلس والحكومة بدعم جهود المبعوث الأممي بموجب المرجعيات المتفق عليها وطنياً وإقليمياً ودولياً وضرورة تكاملها مع مساعي السعودية "لإحياء مسار السلام، وتخفيف المعاناة الانسانية التي فاقمتها المليشيات الحوثية بهجماتها الإرهابية على المنشآت النفطية وخطوط الملاحة الدولية".
وقال المحلل السياسي، عبد الله الدهمشي، لـ"العربي الجديد"، إن ما هو مطروح في مساعي غروندبرغ حالياً مقترحات هدنة أكثر شمولاً وليس حلاً سياسياً للأزمة اليمنية من خلال "معالجة الملفات الإنسانية ومرتبات الموظفين، وفي هذا يبدو أن العراقيل محددة في آلية صرف المرتبات حيث يرفض الحوثيون صرف المرتبات مباشرة للموظفين عبر حسابات بنكية، ويشترطون تصرفهم بمرتبات الموظفين في مناطق سيطرتهم، بالإضافة إلى بعض الخلافات في حركة الطيران في مطار صنعاء".
وأضاف الدهمشي أن "المعلومات تُشير إلى أن ما يجري الآن في مسار الجهود الدبلوماسية لا علاقة له بالهدنة الأكثر شمولاً ولا بالإطار النظري لمراحل الحل السياسي، وإنما معالجات إنسانية مقابل هدنة طويلة الأجل، ومع ذلك فإن حتى هذه المقترحات لن تصل إلى التوافق بين الحكومة والحوثيين قريباً".
وكان المبعوث الأممي التقى، أمس الاثنين، في القاهرة برئيس مجلس النواب، الشيخ سلطان البركاني، لمناقشة آخر المستجدات على الساحة الوطنية ومساعيه لإحياء عملية السلام في اليمن.
كذلك التقى غروندبرغ أمس بوزير الخارجية المصري، سامح شكري، وقال المتحدث باسم الخارجية المصرية أحمد أبو زيد، في بيان، إن شكري "بحث خلال استقباله غروندبرغ مستجدات الأزمة اليمنية وجهود التوصل إلى حلول مستدامة للأزمة اليمنية". ونقل البيان عن شكري تأكيده "ثبات الموقف المصري تجاه دعم العملية السياسية في اليمن".
وقال الناشط السياسي، محمد الأديمي، لـ"العربي الجديد"، إن تحركات المبعوث الأممي هي تحركات روتينية في إطار عمله، وإنه "يبني جهوده على ما يتم في المفاوضات المباشرة وغير المباشرة بين الجانب السعودي والانقلابيين الحوثيين بوساطة عُمانية، وبالتالي فجهود المبعوث الأممي لن تفضي إلى أي تقدم على الأقل في الوقت الحالي، بسبب العراقيل والتعقيدات التي يضعها الحوثيون".
وأضاف الأديمي أن "حل الأزمة اليمنية مرتبط بالتوافق السعودي الإيراني كون السعودية وإيران هما اللاعبان الحقيقيان في الساحة اليمنية، وإذا كان هناك بعض التفاؤل فمرده إلى استئناف العلاقات وتبادل الزيارات بين السعودية وإيران، وفي أفضل الأحوال لن يكون هناك أكثر من تمديد طويل الأجل للهدنة المعلنة في إبريل من العام الماضي".