صدّق وزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت، السبت، على خطط عملياتية لاحتمال تدهور الأوضاع الأمنية على الحدود مع لبنان، فيما يعقد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، اليوم الأحد، اجتماعاً أمنياً تشاورياً لبحث التصعيد مع "حزب الله".
وذكر موقع "والاه" اليوم الأحد، أن غالانت أقرّ المخططات التي قدمها له قائد المنطقة الشمالية أوري غوردين، مشيراً إلى أن أحد المخططات يتحدث عن إمكانية أن يقود التحرك الإسرائيلي إلى جولة قتال مع "حزب الله".
وحسب الموقع، فقد أمر غالانت برفع مستوى الاستعداد لسيناريوهات مختلفة على طول الحدود اللبنانية بأكملها.
ولفت إلى أن غوردين أمر أخيراً باستنفار "كتيبة شمشون" التي تشرف على منطقة مزارع شبعا ضمن مناورة عسكرية لاختبار قدرتها على التصعيد لمحاولة اقتحام الحدود الشمالية.
وجاءت المناورة، وفقاً للموقع، لقياس مدى جاهزية قوات جيش الاحتلال في المناطق المتاخمة للحدود لإمكانية التصدي لتوغل قوات وحدة النخبة التابعة لـ"حزب الله" المعروفة بـ"الرضوان" للحدود وتوجهها للسيطرة على مستوطنات ومواقع عسكرية.
ونقل الموقع عن مسؤول عسكري إسرائيلي قوله إن "حزب الله" يقدر "بشكل غير صحيح مستوى استعداد الجيش العملياتي"، مشيراً إلى أن الاحتجاجات التي تجتاح إسرائيل وتداعياتها على جيش الاحتلال باتت جزءاً من تقييم "حزب الله" للأوضاع.
ولم يستبعد المسؤول إمكانية أن ينسق "حزب الله" و"حماس" عملاً مشتركاً متزامناً ضد إسرائيل، لافتاً إلى زيادة مستوى الحوار بين الجانبين.
وأضاف الموقع أن مشاورات يعكف عليها حالياً جيش الاحتلال وجهاز المخابرات الداخلية "الشاباك" وجهاز "الموساد" لتقديم تقديرات بشأن حقيقة الوضع.
وفي يونيو/ حزيران الماضي، نصب منتسبون إلى "حزب الله"، خيمتين على الحدود مع إسرائيل، أُزيلَت إحداهما لاحقاً، وتقول وسائل إعلام عبرية، بينها هيئة البث الرسمية، إن الحزب كان يزيل ويعيد نصب الخيمة الثانية، خلال الأيام القليلة الماضية.
ونُصبت الخيمة الأولى داخل "الخط الأزرق" في جرود بلدة كفرشوبا جنوبيّ لبنان، والأخرى داخل الأراضي اللبنانية شمال الخط الأزرق الذي وضعته الأمم المتحدة.
و"الخط الأزرق"، حدود وضعتها الأمم المتحدة بعد انسحاب القوات الإسرائيلية من الجنوب اللبناني عام 2000، إلا أن إسرائيل حاولت أكثر من مرة خرقه، علماً أنه لم يراعِ الحدود الرسمية بدقة، ما كرّس حالة من التوتر على جانبيه.
نتنياهو يرأس اجتماعاً أمنياً لبحث التصعيد مع "حزب الله"
إلى ذلك، يعقد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اليوم الأحد، اجتماعاً أمنياً تشاورياً يضم قادة الجيش والمؤسسة الأمنية لبحث التصعيد مع "حزب الله".
وذكرت قناة "كان" التابعة لسلطة البث الإسرائيلية مساء أمس أن الاجتماع سيتناول بشكل خاص موقف حكومة نتنياهو من نصب "حزب الله" خيمتين لعناصره داخل منطقة مزارع شبعا، التي تدعي إسرائيل أنها تحت سيادتها.
ونقلت القناة عن مسؤول أمني إسرائيلي كبير انتقاده لموقف حكومة نتنياهو التي لم يصدر عنها موقف واضح بشأن نصب الخيمتين. وحذر المسؤول من أن عدم رد إسرائيل "يمكن أن يفضي إلى تطورات أكثر خطورة".
ولفتت القناة إلى أن المستوى السياسي في تل أبيب معنيّ "حتى الآن" بمحاولة إقناع "حزب الله" بإزالة الخيمة الباقية عبر الطرق الدبلوماسية. واستدركت أن المستوى العسكري يضغط على نتنياهو لاتخاذ قرار بشأن إزالتها "بشكل أكثر عنفاً".
وأشارت القناة إلى أن اجتماع اليوم كان يفترض أن يعقد الأسبوع الماضي، لكنه أُجِّل بسبب نقل نتنياهو إلى المستشفى بعد تعرضه لوعكة صحية.
من ناحيته، قال عاموس يادلين، الرئيس السابق لشعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية "أمان"، إن الأوضاع الداخلية في إسرائيل تشجع "حزب الله" على استفزازها.
وفي مقابلة أجرتها معه صحيفة "معاريف" ونشرتها في عددها الصادر اليوم الأحد، قال يادلين: "حزب الله يرفع رأسه لأنه يشعر بأن إسرائيل ضعفت من الداخل".