انتقدت الولايات المتحدة، اليوم الإثنين، قرار جامعة الدول العربية بعودة النظام السوري إليها، معتبرةً أنّ الرئيس بشار الأسد لا يستحق تطبيعاً للعلاقات إثر النزاع الدامي، فيما قال الاتحاد الأوروبي إنّ الدول الأعضاء ستناقش مسألة عودة سورية هذا الأسبوع.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية فيدانت باتل، للصحافيين: "لا نعتقد أنّ سورية تستحق إعادتها إلى جامعة الدول العربية في الوقت الحاضر".
وأضاف: "ما زلنا نعتقد أننا لن نطبّع علاقاتنا مع نظام الأسد ولا ندعم حلفاءنا وشركاءنا في القيام بذلك".
وأعربت الولايات المتحدة مراراً عن معارضتها للتطبيع مع النظام السوري، ويحظر قانونها المحلي أي مساعدة لإعادة الإعمار من دون محاسبة على الانتهاكات خلال الحرب.
وفي ذات السياق، صرّح المتحدث باسم الاتحاد للشؤون الخارجية بيتر ستانو للصحافيين بأن المسؤولين سيقيّمون هذا الأسبوع قرار قبول عودة سورية إلى جامعة الدول العربية و"تداعياته المحتملة" على السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي.
وأوضح أن منسق السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل سيجري محادثات "مع الشركاء في المنطقة لمعرفة أسباب هذا القرار أو التوقعات منه".
وأشار ستانو إلى أن الاتحاد الأوروبي يستبعد حاليًا تطبيع العلاقات مع نظام الأسد ورفع العقوبات المفروضة عليه "ما لم يكن هناك تحرك نحو حل سياسي يتماشى مع قرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة" و"وقف اضطهاد وقمع السوريين..".
وشدد على أن الدبلوماسيين سيناقشون ما إذا كانت الدول الأعضاء ستوافق على التكيف مع هذا النهج.
من جهتها، قالت الحكومة الألمانية الإثنين، إن نظام الأسد يواصل إعاقة تقدم العملية السياسية في سورية، مشيرة إلى عدم وجود أي تغيير في موقفها حيال التطبيع معه.
وأوضح المتحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية كريستوفر برغر، في تصريح صحافي ببرلين، أنه من المهم بالنسبة لألمانيا وشركائها المقربين أن تبذل الدول العربية جهوداً في إعادة سورية إلى الجامعة العربية.
وأضاف: "لكن من المهم أن يؤسسوا جهود التطبيع على شرط تقديم النظام السوري تنازلات كبيرة من أجل إيجاد حل مستدام للصراع وتحسين الظروف المعيشية للسوريين".
وأشار إلى عدم وجود نية لبرلين في التطبيع مع النظام السوري الذي يواصل إعاقة العملية السياسية المبنية على قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2255.
وتابع: "يرتكب النظام السوري انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان ضد شعبه كل يوم. ولسوء الحظ لا يوجد أي تحسن في الوضع الحالي".
وقرر وزراء الخارجية العرب، الأحد، استئناف مشاركة وفود حكومة النظام السوري في اجتماعات مجلس جامعة الدول العربية وجميع المنظمات والأجهزة التابعة لها.
وتم تعليق مشاركة سورية في اجتماعات الجامعة العربية ومنظماتها في 16 نوفمبر/ تشرين الثاني 2011، بناء على قرار من مجلس الجامعة على المستوى الوزاري عقب اجتماع طارئ، على خلفية قمع النظام السوري، الاحتجاجات الشعبية المطالبة بالتغيير.
(الأناضول، العربي الجديد)