تحلّ غداً، الخميس، في السادس من يناير/كانون الثاني، الذكرى الأولى لاقتحام أنصار الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب مبنى الكونغرس، المعروف بالكابيتول، احتجاجاً على نتائج الانتخابات الرئاسية، ومحاولةً لمنع التصديق على انتخاب جو بايدن.
وأدّى حادث اقتحام الكابيتول إلى مقتل 4 أفراد من الشرطة، بالإضافة إلى أحد المتظاهرين، فيما أقدم 4 عناصر آخرون من الشرطة، كانوا في الكابيتول في السادس من يناير، على الانتحار في الأيام والأشهر التي تلت الهجوم.
وفي السياق، نشرت شبكة "سي بي أس نيوز" الأميركية، الإثنين، تحليلات وتقارير تتناول آخر ما توصلت إليه التحقيقات في هجوم 6 يناير.
A year after January 6 Capitol riot, hundreds face charges but questions remain https://t.co/yskHKdRf7B
— CBS Mornings (@CBSMornings) January 5, 2022
كم بلغ عدد المتهمين؟
وجّه مكتب المدعي العام الأميركي في مقاطعة كولومبيا، المكلّف بقيادة التحقيق والمحاكمات اللاحقة، الاتهام إلى أكثر من 700 شخص بجرائم مزعومة خلال أعمال الشغب في مبنى الكابيتول، وفق "سي بي أس نيوز". وتمّ اتهام أكثر من 600 شخص بدخول مبنى الكابيتول المحظور، أو البقاء في حرمه، وهي الجريمة الأكثر شيوعاً حتى الآن، والتي تصل عقوبتها القصوى إلى السجن لعام واحد وغرامة قدرها 100 ألف دولار، وهي على مستوى الجنح.
إلى ذلك، اتّهم المدّعون المئات من المتهمين الآخرين بجنح أخف، مثل الاعتصام غير القانوني، والسلوك الفوضوي أو التخريبي في الكابيتول.
ويستمرّ المدّعون بالنظر في قضايا أكثر خطورة، إذ تمّ اتهام مجموعة من هؤلاء بالسرقة والاعتداء وتدمير وتعطيل الممتلكات، وحتى التآمر ضدّ الولايات المتحدة.
ولفتت الشبكة الأميركية إلى أن أكثر من 30 شخصاً متّهمون بسرقة ممتلكات حكومية، من بينهم رايلي جون ويليامز، المتهمة بسرقة جهاز لابتوب من مكتب رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي.
يذكر أنه خلال إجراءات محاكمة 3 أشخاص على الأقل متهمين بتخريب ممتلكات حكومية، قالت الحكومة إن جرائمهم على أرض الكابيتول ترقى لمستوى "الإرهاب"، وهو ادعاء لا يشكّل بحدّ ذاته تهمة، إلا أنه قد يؤثر في نهاية المطاف على أحكام السجن إذا اعتُبروا مذنبين.
ما هو عدد من أقرّوا بالذنب؟
حصل مكتب المدعي العام الأميركي على أكثر من 160 إقراراً بالذنب، اعترف خلالها المتهمون بالمشاركة في فعل إجرامي في 6 يناير، وفق مراجعة أجرتها "سي بي أس نيوز".
واعترف 7 من هؤلاء الأشخاص على الأقل بالاعتداء على أفراد الشرطة، ومقاومتهم، وإعاقة تطبيق القانون، وهي اعترافات قد تؤدي إلى فترات سجن أطول، وغرامات مالية أكثر صرامة، فيما أقرّ 5 متّهمين بالذنب بتهمة التآمر.
ما هي أعداد الأحكام الصادرة حتى الساعة؟
تمّ حتى اليوم إصدار ما لا يقلّ عن 70 حكماً بحقّ متّهمين أقرّوا بدورهم في اقتحام الكابيتول، وتراوح الأحكام بين وضع المحكومين شهرين فقط تحت المراقبة لدخولهم مبنى الكابيتول من دون عنف، والسجن أكثر من 5 سنوات بتهمة الاعتداء على قوات الشرطة.
أمّا الأحكام المالية فراوحت بين 500 دولار للمساعدة في دفع أضرار الممتلكات المادية في مبنى الكابيتول والتي بلغت، وفق مكتب المدعي العام، 1.5 مليون دولار، و5 آلاف دولار كغرامة على الجرائم المرتكبة في ذلك اليوم.
وبلغ الحكم الأقسى حتى الساعة، والصادر في ديسمبر/كانون الأول الماضي، السجن 63 شهراً لرجل من فلوريدا يدعى روبرت سكوت بالمر، اعترف بالاعتداء على عناصر الشرطة باستخدام لوح خشبي ومطفأة حريق.
هل شارك عاملون في وكالات إنفاذ القانون بأعمال الشغب؟
إلى ذلك، ذكرت "سي بي أس نيوز" أن 81 شخصاً على الأقل من أفراد الخدمة الحاليين أو السابقين يواجهون اتهامات بالمشاركة في اعتداء 6 يناير: 36 منهم على الأقل خدموا في قوات المارينز، 28 في الجيش، 3 في القوات البحرية، و5 في سلاح الجو.
وأشارت الشبكة إلى أن 16 على الأقل من الموقوفين كانوا ضباط شرطة سابقين أو موظفين في مجال إنفاذ القانون وقت حصول أعمال الشغب، وفقاً لوثائق المحكمة وسجلات التوظيف، كما أن المدعين وجهوا اتهامات لرجل إطفاء واحد على الأقل، وآخر متقاعد.
التركيبة السكانية للمتهمين ومتوسط الأعمار والأيديولوجيات
تشير شبكة "سي بي أس نيوز"، وفق بيانات الإقامة المتاحة، إلى أن المشاركين في الاعتداء على مبنى الكابيتول جاؤوا من 45 ولاية على الأقل خارج واشنطن العاصمة، وتلفت إلى أن فلوريدا هي موطن معظم المتهمين، بمجموع 71 متهماً، تليها تكساس مع 63 متهماً، ثمّ بنسلفانيا مع 62، وفقاً لوثائق المحكمة وجلسات الاستماع. أمّا ولايات أخرى مثل رود آيلاند ونيبراسكا، فيتحدّر من كلّ واحدة منها متّهم واحد فقط.
وبالنظر إلى أعمار المتهمين، يمتدّ النطاق العمري على ستّة عقود، مع متوسط عمر يبلغ حوالي 41 عاماً. وتشير "سي بي أس نيوز" إلى أن المتهم الأكبر سناً يبلغ من العمر 80 عاماً، فيما أصغرهم عمره 18 عاماً.
ويشكل الرجال غالبية بين المتهمين، لكن 90 امرأة على الأقل تمّ اتهامهن أيضاً بالمشاركة في ذلك اليوم.
أمّا بالنسبة للأيديولوجيات، فيرتبط 94 متهماً على الأقل، وفق السلطات، بجماعات وأيديولوجيات متطرفة، من ضمنها "ذا براود بويز"، "أوث كيبرز"، "ثري بيرسنترز"، "تيكساس فريدوم فورس"، وأيديولوجية المؤامرة "كيو أنون".
استمرار البحث عن مشتبه بهم
وتواصل السلطات الفيدرالية البحث عن أكثر من 350 مشتبهاً بهم، ارتكبوا أعمال عنف في أحداث الشغب التي وقعت في مبنى الكابيتول في 6 يناير، من بينهم أكثر من 250 شخصاً يُزعم أنهم اعتدوا على ضباط الشرطة، وفق مكتب المدعي العام الأميركي. كما نشر مكتب التحقيقات الفيدرالي 16 شريط فيديو لأفراد مطلوبين باعتداءات عنيفة، ومقطع فيديو إضافياً لشخصين متهمين بالاعتداء على أفراد من وسائل الإعلام.
إلى ذلك، يواصل الـ"أف.بي.آي" التحقيق لمعرفة المسؤول عن زرع "قنابل أنبوبية" خارج مقر اللجنة الوطنية الجمهورية واللجنة الوطنية الديمقراطية في الليلة التي سبقت أعمال الشغب، والذي يرجح أنه حصل بين الساعة 7:30 و8:30 من مساء 5 يناير. ويعرض مكتب التحقيقات الفيدرالي مكافأة بقيمة 100 ألف دولار مقابل معلومات تقود إلى تحديد هوية الشخص المشتبه بوضعه القنابل.
ما هو دور مساعدي ترامب في أحداث الكابيتول؟
أجرت لجنة التحقيق التي شكّلها مجلس النواب مقابلات مع أكثر من 300 شاهد حتى الساعة، من بينهم كيث كيلوغ، الذي شغل منصب مستشار الأمن القومي لنائب الرئيس آنذاك مايك بنس، وكان قريباً من ترامب في 6 يناير، بالإضافة إلى مساعد ترامب ومستشار حملته روجر ستون، ومنظم تجمع "أوقفوا السرقة" (سرقة الانتخابات كما يدّعي مناصرو ترامب)، علي ألكسندر.
وصوتت اللجنة المؤلفة من 9 أشخاص، والتي يقودها الديمقراطيون، في ديسمبر/كانون الأول الماضي، بالإجماع، على توصية باتهام كبير موظفي البيت الأبيض السابق مارك ميدوز بالازدراء، لعدم امتثاله لأمر الاستدعاء. وفعلت اللجنة الأمر نفسه مع مستشار ترامب السابق ستيف بانون في أكتوبر/تشرين الأول، لعدم تعاونه معها على الإطلاق. وتمّ تحديد موعد لمحاكمة بانون في يوليو/تموز المقبل، بعدما أكد أنه غير مذنب بتهمة الازدراء.