عشرات القتلى في تصعيد واسع شرقي اليمن.. ونذر معركة بمحافظة أبين

10 ابريل 2021
القوات الحكومية تتحدث عن إحباط هجوم حوثي على عدة مواقع في عبس وحرض (فرانس برس)
+ الخط -

سقط عشرات القتلى والجرحى، اليوم السبت، في معارك دامية بين الجيش اليمني ورجال القبائل من جهة، وجماعة الحوثيين من جهة أخرى، وذلك على امتداد الجبهات الغربية والشمالية لمحافظة مأرب النفطية التي يتصاعد فيها القتال منذ مطلع فبراير/ شباط الماضي.  

وشنت جماعة الحوثيين هجوماً واسعاً على معاقل القوات الحكومية، من محاور مختلفة، لتحقيق مكاسب ميدانية إضافية تمكنها من إحكام السيطرة على منابع النفط والغاز، بعد أيام من تراجع نسبي للأعمال القتالية.  

وقالت مصادر عسكرية حكومية لـ"العربي الجديد" إن المليشيا الحوثية شنت هجوما انتحاريا بهدف التقدم صوب وادي السحيل في جبهة الكسارة، بالتزامن مع هجوم مماثل من اتجاه وادي المشجع والجدافر، على الحدود الجغرافية لمحافظة الجوف، لكنها فشلت في تحقيق أي تقدم.  

وأعلنت القوات الحكومية، في بيان صحافي، وصل إلى "العربي الجديد"، مقتل 53 عنصراً حوثياً، وإصابة العشرات، أثناء التصدي للهجوم الحوثي في جبهتي الكسارة والمشجح، غربي مأرب، فضلا عن إعطاب 5 عربات ودوريات عسكرية.  

وذكر البيان أن مقاتلات التحالف بقيادة السعودية استهدفت بسلسلة غارات 5 دوريات حوثية كانت تحمل مقاتلين إلى مسرح المواجهات، ما أسفر عن سقوطهم بين قتيل وجريح.  

ولم تعلن القوات الحكومية عن حصيلة خسائرها البشرية في المعارك، لكن مصدراً في الجيش الوطني، قال لـ"العربي الجديد"، إن أكثر من 20 قتيلا وجريحا سقطوا خلال معارك السبت.  

وفي المقابل، لم تعلن جماعة الحوثيين رسمياً حجم خسائرها البشرية في معركة مأرب، لكن وسائل إعلام موالية لها تحدثت مساء اليوم السبت عن تشييع 23 عسكريا في العاصمة صنعاء، بينهم قيادات رفيعة، في حصيلة يومية مرتفعة تكشف ضراوة المعارك الدائرة في مأرب. 

 

ويبدو أن جماعة الحوثيين قد وسعت هجومها على مأرب من الناحية الشرقية في منطقة العلم، ووفقا لقناة "المسيرة" التابعة لها، فقد شن الطيران السعودي 4 غارات على منطقة بير المرازيق في مديرية خب والشعف بالجوف، فضلاً عن 4 غارات على مديريتي عبس وحرض بمحافظة حجة، شمالي غرب البلاد، التي كانت مسرحا لمعارك متجددة، اليوم السبت.  

وتحدثت القوات الحكومية عن إحباط هجوم حوثي على عدة مواقع في مديريات عبس وحرض غرب مستبأ، بعد معارك أسفرت عن سقوط عدد من العناصر الحوثية.   

 

نذر معركة في أبين  

على صعيد آخر، تصاعدت حدة التوتر بين القوات الحكومية وقوات المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتيا في محافظة أبين، جنوبي اليمن بعد فشل جهود محلية للتهدئة. 

وقالت مصادر محلية في أبين لـ"العربي الجديد" إن الساعات الماضية شهدت اشتباكات محدودة بين القوات الحكومية والانفصاليين في منطقة خبر المراقشة ومديرية أحور، وسط مؤشرات لانفجار الوضع عسكريا بشكل أوسع. وأشارت المصادر إلى أن القوات الحكومية واصلت انتشارها في الخط الدولي الساحلي الرابط بين محافظتي عدن وأبين، وعززت انتشارها في سوق خُبر المراقشة ومفترق طريق أحور، على خلفية ظهور عصابات تقطع. 

ودفع المجلس الانتقالي بتعزيزات عسكرية إلى خبر المراقشة، وقالت وسائل إعلام موالية للانفصاليين، اليوم السبت، إنها نفذت كمائن للقوات الحكومية، ما أسفر عن إعطاب دوريتين وسقوط قتلى وجرحى.  

وخلافاً للتصعيد على الأرض، واصل المجلس الانتقالي تصعيده السياسي ضد الحكومة اليمنية التي يشارك بخمس حقائب فيها، إذ اتهم، اليوم السبت، القوات الحكومية بـ"تنفيذ أجندة مشبوهة وأعمال غير مشروعة تهدف إلى خلق الفوضى".   

 

ودعا المجلس الانتقالي، في بيان رسمي على موقعه الإلكتروني، قواته إلى البقاء في أهبة الاستعداد لمواجهة التحديات، وإبقاء جميع الاحتمالات مفتوحة وعلى أكثر من صعيد، في تلويح ضمني بخوض معركة والانسحاب من حكومة المحاصصة التي تشكلت في 18 ديسمبر/كانون الأول الماضي.  

واتهم البيان القوات الحكومية بالاعتداء على قوات الحزام الأمني الموالية للمجلس الانتقالي في مديرية أحور وخبر المراقشة بمديرية خنفر، بهدف ما اعتبره "فرض واقع جديد على الأرض"، لمصلحة قوى الإرهاب، بحسب تعبير البيان.  

ويأتي التصعيد العسكري في أبين، غداة لقاء جمع رئيس الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، معين عبد الملك، مع نائب وزير الدفاع السعودي، خالد بن سلمان، لمناقشة استكمال تنفيذ الشق العسكري والأمني من اتفاق الرياض، الذي ترعاه السعودية.  

ويرفض الانفصاليون تطبيق الشق العسكري والأمني من اتفاق الرياض، بالانسحاب من عدن وأبين، وعلاوة على ذلك مارسوا تضييقات على الحكومة الشرعية، وأجبروا رئيس الوزراء معين عبد الملك على مغادرة العاصمة المؤقتة عدن صوب الرياض، أواخر مارس/ آذار الماضي.