عراقجي: نحترم سيادة سورية وشعبها هو من يقرر مستقبلها دون تدخل مدمر

27 ديسمبر 2024
وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، بغداد 16 ديسمبر 2024 (الأناضول)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- أكد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي على احترام إيران لوحدة وسيادة سوريا، مشددًا على أن الشعب السوري هو الوحيد المخول بتقرير مستقبل بلاده دون تدخلات خارجية، مع رفض التدخلات الأجنبية.
- ردًا على بيان جامعة الدول العربية، أشار عراقجي إلى أهمية الحفاظ على وحدة الأراضي السورية وضمان أمن جميع المكونات العرقية والطائفية، داعيًا إلى تشكيل حكومة شاملة تضم جميع الأطياف.
- أعربت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية عن قلقها من الأحداث في سوريا، مؤكدة على ضرورة احترام سيادة سوريا ووحدة أراضيها ورفض التدخلات الخارجية.

أكد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، اليوم الجمعة، أنّ بلاده "تحترم وحدة سورية وسيادتها الوطنية وسلامة أراضيها"، مضيفاً أنّ الشعب السوري "هو المخول الوحيد بأن يقرر حول مستقبل سورية من دون تدخل مدمر أو إملاء أجنبي". وقال عراقجي في مقال بصحيفة People's Daily الصينية قبيل توجهه إلى بكين، اليوم الجمعة، إنّ "المبدأ الأساسي الذي يجب أن يعتني به جميع اللاعبين أنّ شعوب المنطقة لها دورها الحاسم في تحديد مصيرها السياسي والاجتماعي والأمني والتنموي".

وزاد وزير خارجية إيران أنّ العالم "يواجه تغييرات غير مسبوقة وضعت الدول أمام تحديات معقدة بموازاة الفرص"، مشيراً إلى أن العالم اليوم بات أمام مفترق طرق تاريخي. وتأتي تصريحات عراقجي الجديدة بشأن سورية على وقع توتر متصاعد مع الإدارة السورية الجديدة التي تتهم طهران بالتدخل في شؤون سورية الداخلية، حيث حذر وزير الخارجية بالحكومة السورية الانتقالية أسعد حسن الشيباني، الثلاثاء الماضي، عبر حسابه بمنصة إكس، إيران من "بث الفوضى" في سورية، داعياً طهران إلى احترام إرادة الشعب وسيادة وسلامة البلاد، وقال: "نحذرهم من بث الفوضى في سورية، ونحمّلهم كذلك تداعيات التصريحات الأخيرة".

وجاء كلام الشيباني رداً على المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، الذي كان قد قال، في كلمة ألقاها خلال حفل ديني في العاصمة الإيرانية طهران، يوم الأحد الماضي، إنه يتوقع تجدّد المقاومة من جانب السوريين ضد القيادة الجديدة في البلاد.

عراقجي للجامعة العربية: نحن على أتم الاستعداد لتحقيق الاستقرار في سورية

في الإطار، رد عراقجي، اليوم الجمعة، في رسالة عبر منصة إكس على بيان جامعة الدول العربية بالقول إنه "نحن أيضاً مثلكم، نرغب في تحقيق الاستقرار والهدوء ومنع الفوضى والاضطرابات في سورية". واعتبر عراقجي في تغريداته باللغة العربية أن ثمة أسباباً تدفع بلاده نحو تأكيد أهمية استقرار سورية ومنع الفوضى والاضطرابات فيها هي "الحفاظ على وحدة التراب السوري وسلامة أراضيها ولضمان أمن جميع المكونات العرقية والطائفية، بمن فيهم السنة والشيعة والعلويون والأكراد والحفاظ على أمن وحرمة الأماكن والمقامات المقدسة".

وتابع أن هذا الموقف أيضاً هو "للحد من حيازة الأسلحة غير المشروعة ولرفض أي نوع من التدخل الأجنبي وبأي ذریعة کانت ولتفادي تحول سورية إلى ملاذ للإرهاب والتطرف والعنف ولضمان أن لا تشكل سورية تهديداً لجيرانها وللمنطقة برمتها ولمنع المزيد من المغامرات وانتهاج سياسات توسعية خطيرة من إسرائيل وإرغامها على الانسحاب من الأراضي المحتلة".

وأكد وزير خارجية إيران ضرورة "تشكيل حكومة شاملة في سورية"، مستدركاً: "لكننا في الوقت نفسه قلقون من إثارة الفتن واختلاق الذرائع بهدف تحويل انتباه الرأي العام الإقليمي والدولي نحو تهديدات غير واقعية". وأضاف أن أهداف من وصفهم بأنهم "مثيرو الفتن" في سورية هي "إضفاء الشرعية على استمرار احتلال أجزاء من الأراضي السورية، خاصة من إسرائيل والولايات المتحدة وتبرير التدخل الأجنبي في الشؤون الداخلية لسورية وحرمان بعض شرائح الشعب السوري من المشاركة في تقرير مصيرهم".

وقال إن هؤلاء سعوا لتحقيق رغباتهم ومآربهم "عبر إلقاء اللوم على الخارج في ما يخص مشاكل هذا البلد"‏، مؤكداً أن تخطِّي المرحلة الحالية في المنطقة "يتطلب العقلانية، والمشاركة، والتعاون، وتجنب إثارة الخلافات والمصالح المرحلية"، ومعلناً أن إيران "تشاطر الدول الأخرى في المنطقة رؤيتها لتحقيق انتقال آمن وسلمي وصولاً إلى بلورة حكومة شاملة في سورية بمشاركة جميع التيارات والمكونات العرقية والطائفية". وختم عراقجي تغريدته بالقول إن بلاده "على أتم الإستعداد للمساهمة في تحقيق هذه الأهداف".

وكانت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، قد أعربت عن قلقها البالغ تجاه الأحداث التي تشهدها عدة مدن ومناطق سورية، مشيرة إلى أنها تهدف إلى إشعال فتيل الفتنة في البلاد. وفي بيان صادر عنها، رفضت الأمانة العامة التصريحات الإيرانية الأخيرة التي وصفتها بأنها "تأجيج للفتن بين أبناء الشعب السوري"، مؤكدة موقف الجامعة الثابت الذي ورد في بيان العقبة للجنة الاتصال حول سورية. وشدد البيان على "ضرورة الوقوف إلى جانب الشعب السوري في هذه المرحلة الدقيقة، واحترام إرادته وخياراته". وأكدت الأمانة العامة "أهمية احترام سيادة سورية ووحدة أراضيها واستقرارها، مع ضرورة حصر السلاح بيد الدولة وحل أي تشكيلات مسلحة، ورفض التدخلات الخارجية التي تهدد استقرار البلاد".

وأمس الخميس، علّق المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي على الأحداث التي شهدتها سورية، الأربعاء، في طرطوس واللاذقية وحمص، برفض الاتهامات لطهران بالتدخل في شؤون سورية، واصفاً إياها بأنها "مزاعم لا أساس لها". وأكد بقائي دعم بلاده سيادة سورية وسلامة أراضيها، وتشكيل نظام سياسي شامل يضم جميع الأطياف السياسية والقومية والطائفية ويحترم حقوق الأقليات ويحافظ على حرمة الأماكن الدينية، داعياً إلى ضرورة منع اتساع الفوضى والعنف ضد مختلف شرائح المجتمع السوري وتأمين أمن المواطنين السوريين.

وبعيد وصوله إلى العاصمة الصينية في أول زيارة له منذ توليه وزارة الخارجية الإيرانية منذ أغسطس/ آب الماضي، قال وزير خارجية إيران للتلفزيون الإيراني عن أهداف زيارته إنه "كانت هناك حاجة لمزيد من التشاور مع الأصدقاء الصينيين في ظل الظروف الجارية في المنطقة، وكذلك الملف النووي"، في إشارة غير مباشرة إلى تولي الرئيس الأميركي دونالد ترامب الرئاسة الأميركية في 20 من الشهر المقبل واحتمال تبنيه توجها مختلفا بشأن البرنامج النووي الإيراني.

وأضاف عراقجي أن بلاده "لطالما أجرت مشاورات وثيقة مع الصين خلال السنوات الماضية بشأن جميع المواضيع الإقليمية والدولية"، موضحا أنه "من الطبيعي اليوم أيضا إجراء المزيد من التشاور في ظل الظروف الحساسة الراهنة للمنطقة التي تواجه مختلف الاضطرابات، وكذلك وجود قضايا مختلفة على الساحة الدولية". وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي قد قال، أمس الخميس إن وزير الخارجية الإيراني سيزور، الجمعة، الصين لتبادل وجهات النظر حول العلاقات الثنائية والتطورات الإقليمية والدولية.

المساهمون