عبد اللهيان في ختام زيارته إلى لبنان: ندعم التوافق لانتخاب رئيس

28 ابريل 2023
وزير الخارجية الإيراني خلال زيارته إلى لبنان (Getty)
+ الخط -

​تطرق وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، في ختام زيارته إلى لبنان، اليوم الجمعة، إلى الملفات اللبنانية وتلك المتصلة بتطورات المنطقة والعلاقات السعودية الإيرانية.

وشدد عبد اللهيان على أنّ "التطوّرات الإيجابيّة الأخيرة بعد الاتفاق الإيراني - السعودي تفتح مناخاتٍ إيجابيّة على مستوى المنطقة، ولا شكّ في أنّ لبنان يحتلّ مكانةً مرموقة في هذه المنطقة، وهو موجود في الخطّ الأمامي للمواجهة والمقاومة، وهو يحظى دائماً باهتمامنا"، مؤكداً أنّ "القوى السياسيّة اللبنانيّة المؤثّرة لديها القابليّة والكفاءة اللازمة لاستكمال العمليّة السياسيّة واختيار رئيس للجمهوريّة".

وأضاف عبد اللهيان، في مؤتمر صحافي قبيل مغادرته لبنان، أنّ "اللقاء مع الأمين العام لـ"حزب الله"، حسن نصر الله، يأتي في صلب المشاورات السياسيّة الإقليميّة التي عقدتُها مع المسؤولين اللبنانيين".

وقال: "نحن في إيران دعمنا وندعم دوماً انتخاب رئيس جديد للجمهوريّة، وندعم التوافق والانسجام بين اللبنانيين، وإيران ستستفيد من القدرات السياسيّة المُتاحة لديها في استكمال العمليّة السياسيّة من خلال التّوصيات التي تعطيها بشكلٍ أخويّ إلى أصدقائها وحلفائها في لبنان"، مُتابعاً: "استناداً إلى الدّستور اللبناني، فإنّ أيّ شخصيّة لبنانيّة مرموقة تصل إلى سدّة الرئاسة نتيجة التوافق سيكون مرحّباً بها من قبلنا، وأؤكّد أنّ إيران لديها ثقة تامّة بالأهليّة والكفاءة الموجودة لدى اللبنانيين من أجل انتخاب رئيس".

وفي ما يتعلّق بترشيح "حزب الله" رئيس تيار المردة سليمان فرنجيّة لسدّة الرّئاسة وموقف إيران في هذا الخصوص، شدد عبد اللهيان على أن "ايران لم ولن تتدخّل بتاتاً في انتخاب اللبنانيين رئيسهم، فهم لديهم الكفاءة والقدرة على استكمال هذه العمليّة"، لافتاً إلى أنّ "الرّئاسة شأنٌ لبنانيّ داخليّ".

وعن اللقاءات الرسميّة التي أجراها في لبنان، أفاد عبد اللهيان بأنّها تمحورت "حول آفاق العلاقات الثنائيّة بين البلدين الشقيقين، إضافةً إلى جولة أفق واستشارات في المواضيع الإقليميّة والدوليّة، وأكدنا حرص إيران على التوافق والتلاقي بين القوى السياسيّة اللبنانيّة من أجل انتخاب رئيس جديد"، مشدّداً على أنّ "إيران ولبنان لديهما مواقف سياسيّة مُتقاربة في العديد من القضايا السياسيّة". 

أمّا في ما يتعلّق باللقاء مع نصر الله، فقد قال عبد اللهيان "إنّ المُشاورات ركّزت بشكلٍ أساسيّ حول موضوع المقاومة"، وأكّد "الموقف المقتدر الذي تتمتّع به المقاومة في لبنان، والتي رغم كلّ الضّغوط تعتبر أنّها في أفضل حالاتها من حيث القوّة".

وفي ما يخصّ ملفّ الكهرباء، تحدث وزير الخارجيّة الإيراني عن وجود عرضٍ جدّي للبنان، قائلاً: "لطالما كنّا أصدقاء الأوقات الصّعبة للبنان الشّقيق، وندرك أنّ الأوضاع الاقتصاديّة في المنطقة كلّها مُعقّدة، ومن الواضح كيف قام أعداء لبنان بكلّ مساعيهم الآثمة من أجل افتعال المشاكل المُستعصية، ولبنان يتمتّع بطاقات متقدّمة للغاية، وهناك في المجالات الاقتصاديّة والتجاريّة والماليّة إمكانات كبيرة بتصرّف أبناء الشعب اللبناني".

وأضاف: "خلال اللقاء مع رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، تحدّثنا عن آفاق التعاون الثنائي البنّاء في كافة المجالات، لا سيما في المجالات الاقتصادية والطاقة وإنتاج الطاقة بشكلٍ خاص. وأكّدتُ للجانب اللبناني أننا نستطيع من خلال اتّفاقٍ ثنائيّ العمل على حلّ مشكلة الطاقة الكهربائيّة، إلا أنّ هذا الأمر بحاجة إلى قرارٍ لبناني وتعاونٍ ثنائي على مستوى الحكومتين، ولكنّ المشكلة الأساسيّة تكمن في الضّغوط الأميركيّة التي تُمارَس في هذا المجال، والتي تتمحور حول تعزيز عنصر الخوف من العقوبات على إيران".

وفي السياق، قال عبد اللهيان: "كونوا على ثقة بأنّ هذه العقوبات فاشلة، وإيران تُصدّر الطّاقة إلى الكثير من البلدان، ومنها العراق".

في الشأن الإقليمي، كشف وزير خارجيّة إيران أنّه "قبل حلول عيد الفطر وجّه دعوة رسميّة لنظيره السّعودي لزيارة طهران، وأكّد له الأخير ترحيبه بالدّعوة وأنّه سيقوم بتلبيتها". وأضاف: "اتّفقنا على أن نعمل خلال الأيام القليلة المُقبلة على إعادة افتتاح القنصليات والسفارات في طهران والرياض". وكشف أيضاً عن أنّ وزير الخارجيّة السعوديّة قدّم له، بدوره، دعوة رسميّة لزيارة الرياض، مرحّباً بها، ومؤكّداً أنّه سيُلبّيها. ​

المساهمون