عبد اللهيان في بيروت: لدينا بعض الأفكار لتحسين الأوضاع لبنانياً

26 ابريل 2023
وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان (Getty)
+ الخط -

وصل وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، إلى بيروت، مساء اليوم الأربعاء، في زيارة رسمية يلتقي خلالها مسؤولين لبنانيين للتباحث بآخر التطورات على صعيد المنطقة وفي الساحة اللبنانية.

وقال عبد اللهيان، لدى وصوله إلى بيروت، وفق ما نقلت عنه وسائل إعلام لبنانية، إننا "حضرنا اليوم مرة أخرى لنعلن دعمنا القوي للشعب والجيش والمقاومة ولدينا بعض الأفكار من خلال علاقاتنا الثنائية لتحسين الأوضاع في لبنان".

وأشار عبد اللهيان إلى أن "ظروفاً جديدة وبنّاءة تحدث في المنطقة، والجمهورية الإسلامية الإيرانية لطالما دعمت المفاوضات في المنطقة وهي لا تعتبر الحروب حلاً".

وتعدّ زيارة وزير الخارجية الإيراني الاتي من سلطنة عمان، الأولى إلى لبنان بعد الاتفاق الإيراني السعودي على استئناف العلاقات خلال الشهر الماضي، في تطورات تعقد القوى السياسية اللبنانية آمالاً على انعكاسها إيجاباً على الساحة المحلية، ولا سيما لإحداث خرق في الأزمة الرئاسية، في ظلّ استمرار الشغور الرئاسي منذ 31 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

ومن المنتظر أن يلتقي عبد اللهيان، غداً، مسؤولين لبنانيين، يتقدمهم رئيس البرلمان نبيه بري، ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، ووزير الخارجية عبدالله بو حبيب، للتباحث بملفات المنطقة والأزمات اللبنانية.

ويتوقع أيضاً أن يلتقي عبد اللهيان، الذي زار لبنان في يناير/كانون الثاني الماضي، الأمين العام لـ"حزب الله"، حسن نصر الله وقياديين ونوابًا في الحزب وحركة أمل، علماً أن السفير الإيراني لدى لبنان، مجتبى أماني، أشار إلى أن نشاط وزير الخارجية الإيراني سيكون مكثفاً ويعقد لقاءات هامة مع المسؤولين اللبنانيين والقوى السياسية للتشاور معهم حول آخر التطورات والمستجدات في المنطقة.

وقال مصدرٌ مقرّب من رئيس البرلمان نبيه بري، لـ"العربي الجديد"، إن "هذه الزيارة توقيتها مهمّ باعتبارها الأولى بعد التطورات الإيرانية السعودية، التي نأمل أن ترتد إيجاباً على لبنان"، مشيراً إلى أن "إيران لطالما عبّرت عن استعدادها لدعم لبنان ومدت له يد التعاون، اقتصادياً وإنمائياً، وبالدرجة الأولى على مستوى الطاقة، لكن هناك عقبات تتصل بالعقوبات الأميركية والانقسامات الداخلية حالت دون إتمامها، بينما تريد إيران أن تتم بشكل رسمي بين الدولتين".

وتعقيباً على حديث وزير خارجية إيران حول وجود أفكار لتحسين الأوضاع في لبنان، أشار المصدر إلى أن "هناك علاقات أخوية بين لبنان وإيران، وهي حريصة دائماً على تقديم المساعدة للبنان، في إطار المحاولات القائمة ليس فقط من قبلها، بل خارجياً، لإحداث خرق في الجدار، منه الرئاسي، وحتماً سيتم التباحث بملف الانتخابات، وأزمة الكهرباء وغيرها من الملفات، سواء في لبنان أو المنطقة".

وكان وزير خارجية إيران قدّم للبنان، في أكثر من زيارة، عروضاً ومشاريع للدعم في قطاعات حيوية، ولا سيما في مجال الطاقة، معلناً استعداد الشركات الإيرانية المتخصصة لبناء موقعين لإنتاج الطاقة في فترة زمنية لا تتجاوز الـ18 شهراً، وذلك في حال طلب الجانب اللبناني الرسمي ذلك، وعلى الرغم من محادثات عدة جرت في هذا الإطار وبحث لبناني حكومي بشأن العروض، فإنها لم تسلك طريقها خصوصاً في ظل مخاوف لبنانية، سيما من جانب الأطراف المعارضة لـ"حزب الله"، من العقوبات الأميركية.

وتكثر التساؤلات حول مدى ارتباط زيارة عبد اللهيان بالملف الرئاسي اللبناني، وهي التي تلعب دوراً أساسياً في لبنان، وما إذا كان يحمل في جعبته رسائل ربطاً بالتطورات الإيرانية السعودية، مع العلم أن حليف إيران، "حزب الله"، يدعم ترشيح رئيس "تيار المردة " سليمان فرنجية، أبرز حلفاء النظام السوري، والذي تؤكد أوساط سياسية معارضة لوصوله إلى الرئاسة، رفض المملكة لانتخابه، في وقتٍ تؤكد الأخيرة أنها لا تتدخل في الأسماء وفي الشأن الرئاسي الذي هو لبناني بامتياز.

ويصعّد حزب الله في الفترة الأخيرة تصريحات مسؤوليه وقيادييه التي تلوّح إلى خيار فرنجية أو الفراغ، في حين تؤكد الأحزاب المعارضة أنها لن تسمح بانعقاد أي جلسة لمجلس النواب من شأنها انتخاب "مرشح الممانعة" كما تصفه.

ويطل فرنجية، اليوم، في مقابلة تلفزيونية، محتمل أن يعلن خلالها ترشيحه رسمياً، بعدما كان لوّح إلى ذلك خلال لقائه البطريرك الماروني بشارة الراعي وبعدما كان قد تريث بهذه الخطوة في انتظار بلورة المواقف الداعمة له، وإمكانية حصوله على الدعم السعودي، علماً أن فرنجية أشار في تصريحات سابقة إلى أنه لم يسمع بالفيتو السعودي سوى في الإعلام.

ومن المنتظر أن يكشف فرنجية، اليوم، عن الكثير من المداولات والمعلومات المرتبطة بالملف الرئاسي ومواقف الدول من وصوله إلى سدة الرئاسة الأولى، ولا سيما فرنسا التي زارها قبل فترة والتي يكثر الحديث لبنانياً عن دعم كبير تقدمه لفرنجية.