عام على إطلاق مسار التطبيع: خيبة أمل إسرائيلية

18 اغسطس 2021
من افتتاح السفارة الإماراتية في تل أبيب (جاك غويز/فرانس برس)
+ الخط -

بعد مرور عام على توقيع أول اتفاق تطبيع إسرائيلي مع الإمارات، الذي تبعه توقيع اتفاقات مماثلة مع كلّ من البحرين، السودان، والمغرب، أجرت وسائل إعلام ومراكز تحليل إسرائيلية تقييماً لنتائج هذه الاتفاقات، ليصل معظم هذه التقديرات إلى أن إسرائيل أُصيبت بخيبة أمل؛ لأنّ هذه الاتفاقات لم تُحدث تحولات استراتيجية لمصلحتها.

وفي تحليل نشرته صحيفة "هآرتس"، اليوم الأربعاء، قال معلقها العسكري عاموس هرئيل، إن تطلّع رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق بنيامين نتنياهو والرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، اللذين دفعا نحو هذه الاتفاقات، إلى تدشين تحالفات استراتيجية بين إسرائيل ودول المنطقة لمواجهة إيران، "لم يتحقق".

وأشار هرئيل إلى أنّ اتفاقات التطبيع أفضت إلى تحسين العلاقات الاقتصادية بين إسرائيل والدول التي طبّعت معها، مستدركاً بأنّ التعاون الأمني بين أبو ظبي وتل أبيب شهد تطوراً كبيراً منذ توقيع الاتفاق. لكنه لفت إلى أن توجّه إدارة جو بايدن لمغادرة المنطقة لا يوفر بيئة تساعد على تطوير اتفاقات التطبيع وتوسيعها بين إسرائيل والدول العربية.

أما "مركز أبحاث الأمن القومي" الإسرائيلي، فقد أشار إلى أنه لم تُستنفَد الطاقة الكامنة في اتفاقات التطبيع "بحيث تسهم في تحسين مكانة إسرائيل الاستراتيجية وتوظف في التصدي للتحديات التي تواجهها".

وفي تقدير موقف أعدّه كلّ من يوئيل جوزنسكي، رئيس وحدة الدراسات الخليجية في المركز، والجنرال أودي ديكل، أوضح المركز أنه على الرغم من أنّ التهديد الإيراني مثّل مصدر التهديد المشترك الذي دفع نحو اتفاقات التطبيع، إلا أن مكانة هذا الاعتبار تآكلت كثيراً بسبب التحول الذي طرأ على اتجاهات السياسة الخارجية الأميركية في عهد بايدن.

ولفت الباحثان إلى أنّ اتفاقات التطبيع لم تؤثر بالواقع الاستراتيجي في المنطقة في النهاية؛ لأنّ إدارة بايدن اتجهت إلى الانسحاب من المنطقة، ولم تحرص على منح الدول التي طبّعت علاقاتها بإسرائيل عوائد أمنية واقتصادية.

وأوصى الباحثان الحكومة الإسرائيلية بالعمل على أن تتمتع الدول المطبّعة بـ"ثمار السلام"، عبر رفع القيود البيروقراطية التي تحول دون دفع اتفاقات التطبيع، والعمل على تجنيد رجال أعمال وإقناعهم بتدشين مبادرات ومشاريع اقتصادية بالتعاون مع الدول المطبعة تساعد في "ازدهار" هذه الدول.

أما الصحافي ليعاد أوسمون، فأشار إلى فوارق وتفاوت في مدى استعداد الدول التي طبّعت مع إسرائيل لتطوير علاقتها معها. وفي تحليل نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت"، اليوم الأربعاء، أشار إلى أنّ التطبيع مع الإمارات تحوّل إلى "سلام ساخن"، إذ زارها عشرات الآلاف من الإسرائيليين، فيما شرع رجال الأعمال في الدولتين ببناء العلاقات بينهم، لافتاً إلى أنه سيُشرَع في تطبيق برنامج لتبادل البعثات التعليمية ابتداءً من العام الدراسي الجديد.

وأوضح أوسمون أن وتيرة التطبيع مع البحرين أقل، مقارنة بالإمارات، عازياً ذلك إلى حقيقة أنّ معظم مواطني البحرين يرفضون مسار التطبيع مع تل أبيب. ولفت إلى أن البحرين على المستوى الرسمي تحاول دفع التطبيع عبر تنظيم زيارات رسمية لمسؤوليها إلى تل أبيب، وذكر أنّ شركة الطيران البحرينية "طيران الخليج" ستشرع في تسيير رحلات مباشرة إلى مطار بن غوريون قريباً.

وفي ما يتعلق بالسودان، أشار الصحافي الإسرائيلي إلى أنّ الخلافات في أوساط دوائر الحكم في الخرطوم تؤثر بوتيرة تطور مسار التطبيع معها، لافتاً إلى أنه لم يحدث حتى الآن تطور كبير على مسار العلاقة بين الجانبين. ولفت إلى أنّ إسرائيل تنتظر استقرار الأوضاع السياسية في السودان حتى تعمل على مواصلة تطوير مسار التطبيع معها.

وفي ما يتعلق بالمغرب، أشار أوسمون إلى أنّ الطرفين يركزان حالياً على تطوير العلاقات الدبلوماسية وتبادل السفارات، مذكّراً بأنّه كان هناك دائماً مستوى من العلاقات بين تل أبيب والرباط، قبل توقيع اتفاقات التطبيع بكثير.

المساهمون