عائلات المعتقلين السياسيين في تونس يردون على قيس سعيد: حكمت عليهم قبل القضاء

08 ابريل 2023
من تظاهرة أمام محكمة تونس للمطالبة بالإفراج عن سجناء سياسيين (Getty)
+ الخط -

 

استنكرت عائلات المعتقلين السياسيين تصريحات الرئيس التونسي قيس سعيد بخصوص الموقوفين في قضية التآمر على أمن الدولة، مؤكدة أنه "تحريض يهدد سلامتهم وسلامة المعتقلين، ويجعل حياتهم معرضة للخطر، وقد تدفع مثل هذه الدعوات والاتهامات إلى الأسوأ كالتناحر والاقتتال"، مشيرين إلى أن ما يحصل مخيف.

وكان سعيد قد صرح على هامش إشرافه الخميس على الذكرى 23 لوفاة الزعيم الحبيب بورقيبة في مدينة المنستير، بأن البعض يريد اعتبار الموقوفين في قضية التآمر معتقلين سياسيين، في حين أن "أياديهم ملطخة بالدماء"، مؤكدا أن" كل الإجراءات تمت عن طريق القضاء وأنه لم يتم اعتقال أي شخص على أساس فكره"، مضيفا أن "منهم من يضارب في السلع والأموال ومن هو متهم في جريمة قتل".

وقال عز الدين الحزقي، والد المعتقل عضو جبهة الخلاص الوطني جوهر بن مبارك، في تصريح لـ"العربي الجديد" إن "سعيد يحتكر كل السلطات والمهام بما في ذلك دور النيابة العمومية، ويبدو أن كثرة المهام لديه قد خلقت نوعا من الضجيج الفكري، ما يجعل بعض الأمور تختلط في ذهنه".

وبين الحزقي أن "سعيد يطلق أحكاما بدل القضاء، وفي الحقيقة لديه أوهام واتهامات للآخر دون دليل"، مبينا أنه "لا يملك رؤيا للبلاد، بل مجرد اتهامات للمعارضين، وأنه وبمثل هذه التصريحات يدفع إلى الحرب الأهلية وإلى عدم الاطمئنان".

وبين أن "رئيس الجمهورية يتحدث عن القتل والدماء وهذا يبعث على الخوف، لأن بعض أنصاره قد يمرون للأفعال بعد أقواله ويطبقون الأحكام التي أطلقها"، مبينا أن "حياة كل من يعارض سعيد في خطر".

تهم مجانية

من جانبه، قال ابن الأمين العام للحزب الجمهوري، عصام الشابي، عبد العزيز الشابي في تصريح لـ"العربي الجديد" إن "لديهم مخاوف كعائلات معتقلين، خاصة من بطش السلطة"، موضحا أنهم" في كل مرة يكتشفون تهما جديدة موجهة للمساجين السياسيين، ورئيس الجمهورية لا يعترف بأنهم مساجين سياسيون".

وبين الشابي أن "سعيد وصل إلى اعتبار أن أياديهم ملطخة بالدماء، وهي تهم مجانية خاصة وأنهم طالبوا كعائلات بدليل مادي لسبب تواجدهم في السجن، ولكن السلطة تتهرب في كل مرة من الإجابة".

وتابع المتحدث أن "السفارات تحركت من أجل دبلوماسييها الذين وقع اتهامهم من قبل السلطة في قضية التآمر، ولكن للأسف المساجين التونسيين لا حقوق لهم وكأنهم جميعا متآمرون"، مبينا أنه "مضى أكثر من شهر ولا جديد في القضية".

وأشار إلى أن "مثل هذه التصريحات لم تفاجئهم، فاختيار العبارات يبدو واضحا من قبل سعيد، إذ سبق وقال عن الموقوفين إنهم متآمرون وخونة، وأكد أن ملفاتهم تنطق بالإدانة، وهي رسائل موجهة للقضاء ولأنصاره، واليوم أضيفت تهم جديدة للموقوفين، ولكن الخوف من أن تترجم هذه التصريحات على أرض الواقع".

وفي السياق، قال عيسى بن إبراهيم، والد السجينة شيماء عيسى، في تصريح لـ "العربي الجديد" إنه "لا يبالي بمثل هذه التصريحات وهي لا تخيفه"، مضيفا أن "المعتقلين يدافعون عن الحقوق والحريات وهم سواء داخل سجنهم أو خارجه سيواصلون نضالهم".

وبين عيسى أنهم "يناصرونهم ومتمسكون بالدفاع عنهم، ومهما تكلم سعيد عنهم بالسوء فهذا لن يغير شيئا لأن أمامهم حقيقة وهي أن هؤلاء يدافعون عن الحريات وليس لديهم ملفات ضدهم"، مضيفا أن "سعيد إن كان لديه ملفات فليظهرها أما الكلام فيمكن لأي شخص التصريح بما يريد وأصلا لا يمكن تصديق ما تحدث عنه من أياد ملطخة بالدماء".

ولفت إلى أنهم "سيواصلون معارضة سعيد ويحضرون لقاءات جبهة الخلاص وجل التحركات وسيكونون موجودين في مسيرة 9 أبريل القادم"، مشددا على أن "النضال من أجل حرية المعتقلين مستمر إلى حين نيلهم حريتهم".

صدمة

بدورها، قالت عضو هيئة الدفاع عن الموقوفين، وشقيقة جوهر بن مبارك، المحامية دليلة مصدق في تصريح لـ"العربي الجديد" إنها "تشعر بالصدمة من مثل هذه التصريحات، مؤكدة أن الملف خال من الأدلة ومن هذه الاتهامات، والسؤال في حديث سعيد عن دماء، من قتل من؟ ومن هم الضحايا؟"، مشيرة إلى أن "هذا غير معقول".

وتساءلت مصدق "هل هذه التصريحات مجرد كلام أم هي محاولة لمزيد توريطهم في مسائل أخرى؟"، مضيفة أن "هذا مخيف، والأخطر قوله لو كانوا في بلد آخر لكانت المحاسبة أشد"، متسائلة "هل يقصد لو كانوا في بلد آخر لقتلوا مثلا؟ ثم سيحاسبون على ماذا؟".

وبينت أنهم "كهيئة دفاع ما زالوا يطالبون بتوضيحات من النيابة العمومية حول التهم الموجهة للموقوفين، ولماذا تم إيقافهم".

المساهمون