ضغوط على ماكرون لزيارة أوكرانيا.. وكييف تنتقد تصريحاته بشأن تجنب "إذلال روسيا"

04 يونيو 2022
يقول ماكرون إنه سيزور أوكرانيا "عندما يحين الوقت" (Getty)
+ الخط -

زار رؤساء الوزراء البريطاني والكندي والبرتغالي ووزير الخارجية الأميركي والرئيس البولندي ورؤساء دول البلطيق أوكرانيا، باستثناء الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي تترأس بلاده الاتحاد الأوروبي، ويقول رغم الضغوط إنه لن يذهب إلا "عندما يحين الوقت".

وسئل الرئيس الفرنسي الثلاثاء أيضاً عن هذا الموضوع، فردّ "جوابي نفسه دائماً. في الوقت المناسب، وفي الظروف المناسبة، سأقوم بهذه الرحلة".

في اليوم نفسه، ناشده وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا قائلاً "نرحب به بغض النظر عن الوقت". وأضاف "سيكون من الجيد أن يأتي السيد ماكرون خلال الرئاسة الفرنسية للاتحاد الأوروبي" التي تنتهي في 30 يونيو/حزيران.

وزار إيمانويل ماكرون كييف في 8 فبراير/شباط، بعد يوم من لقائه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في موسكو، حين كثف جهوده لتجنب الصراع، من دون جدوى، إذ غزت القوات الروسية أوكرانيا في 24 فبراير/شباط.

منذ ذلك الحين، لم يعد ماكرون إلى هناك، بينما جعلت انتكاسات القوات الروسية في شمال أوكرانيا من كييف وضواحيها ومدينتي بوتشا وإربين، اللتين شهدتا مجازر، مقصداً لرؤساء الدول والحكومات الأجنبية.

وزار رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز أوكرانيا في 21 إبريل/نيسان، كما زارها رئيسا الحكومتين التشيكية والسلوفينية أيضاً قبل نحو شهر.

حان الوقت

برر إيمانويل ماكرون عدم زيارته لأوكرانيا في مارس/آذار وإبريل/نيسان بالحملة الرئاسية في فرنسا. واعتبر الرئيس السابق فرنسوا هولاند، الأربعاء، بعد يومين من زيارة وزيرة الخارجية الفرنسية الجديدة كاترين كولونا إلى كييف، أنه "كان بإمكانه فعل ذلك غداة انتخابه (إعادة انتخابه في 24 إبريل/نيسان). وحان الوقت لذلك".

وليس إيمانويل ماكرون الزعيم الأوروبي الوحيد الذي لم يزر أوكرانيا.

فقد رفضت كييف زيارة الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير، الذي تعتبره قريباً جداً من موسكو، في مطلع إبريل/نيسان، عندما أراد الذهاب إلى أوكرانيا، إلا أنّ المستشار أولاف شولتز لم يقم بالخطوة بعد، ولا رئيس الحكومة الإيطالي ماريو دراغي.

وتعد ألمانيا وفرنسا وإيطاليا الاقتصادات الرئيسية الثلاثة في الاتحاد الأوروبي. وتعتمد برلين وروما بشكل كبير على المحروقات الروسية.

وقال الباحث فرانسوا هايسبورغ، من مؤسسة البحوث الاستراتيجية، إنّ "الثلاثة الذين لم يذهبوا معروفون جداً". وتابع "هؤلاء هم الثلاثة الذين يُنظر إليهم على أنهم الأكثر مرونة" مع روسيا.

وأضاف هايسبورغ أنهم، عن صواب أو خطأ، يريدون إنهاء القتال سريعاً، رغم أنّ ماكرون يقول دائماً إنّ شروط أي اتفاق سلام ستعتمد على أوكرانيا.

وأمضى الرئيس الفرنسي ساعات على الهاتف مع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، وكذلك مع فلاديمير بوتين الذي يحافظ على علاقات معه.

ليست لامبالاة

وحذر ماكرون من "التصعيد اللفظي" ومن أي رغبة في "إذلال" روسيا خلال عملية بناء سلام محتملة.

وقال الرئيس الفرنسي إنّ من الأهمية بمكان ألا تتعرض روسيا للإهانة حتى يتسنى إيجاد حل دبلوماسي عندما يتوقف القتال في أوكرانيا، مضيفاً أنه يعتقد أنّ باريس ستلعب دور الوساطة لإنهاء الصراع.

وقال ماكرون، في حديث لعدد من الصحف الإقليمية نُشر اليوم السبت: "يجب ألا نهين روسيا حتى نتمكن في اليوم الذي يتوقف فيه القتال من إيجاد مخرج عبر الوسائل الدبلوماسية... أنا مقتنع بأنّ دور فرنسا هو أن تكون قوة وسيطة".

ويتحدث ماكرون مع بوتين بانتظام منذ الغزو، في إطار الجهود المبذولة للتوصل إلى وقف لإطلاق النار وبدء مفاوضات يعتد بها بين كييف وموسكو. وقال ماكرون "أعتقد، وقلت له، أنه يرتكب خطأ تاريخياً وجذرياً بحق شعبه، ونفسه والتاريخ".

وردّ عليه وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا على "تويتر" قائلاً إنّ "الدعوات الى تجنب إذلال روسيا تؤدي فقط إلى إذلال فرنسا او أي بلد آخر. لأنّ روسيا هي التي تذل نفسها. من الأفضل أن نركز جميعاً على كيفية إعادة روسيا إلى مكانها. من شأن ذلك أن يجلب السلام وينقذ الأرواح".

وقال زيلينسكي في منتصف مايو/أيار: "أعلم أنه يريد إحراز نتائج في الوساطة بين روسيا وأوكرانيا، لكنه لم يحقق أي نتيجة". وكان زيلينسكي أظهر قسوة تجاه الرئيس الفرنسي، مشيراً إلى أنه كان يخاف من فلاديمير بوتين.

ويعتبر ماكرون أي انتقاد لفرنسا غير عادل، مشيراً إلى شحنات الأسلحة التي قدمتها باريس، ودعمها فرض العقوبات على روسيا. كما يقول إنه يتحدث إلى الرئيس الروسي فقط بالتنسيق مع فولوديمير زيلينسكي.

تقارير دولية
التحديثات الحية

واعتبرت الدبلوماسية الفرنسية السابقة والخبيرة في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية ماري دومولينو أنه "ليس على فرنسا أن تخجل من التزامها تجاه أوكرانيا"، وقالت إنها "فوجئت" لأنّ إيمانويل ماكرون اختار زيارة برلين بدلاً من كييف في أول رحلة له بعد الانتخابات.

قد تتاح فرصة الزيارة مع اقتراب القمة الأوروبية يومي 23 و24 يونيو/حزيران، التي سيُنظر خلالها في طلب أوكرانيا الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي. ويقول مصدر قريب من الرئاسة الفرنسية "هذه ليست لامبالاة أو استعلاء. لن يذهب إلى هناك فقط لالتقاط الصور، ولكن من أجل أمر ملموس".

(فرانس برس)

المساهمون