شي يتعهد باجتثاث الفساد داخل الجيش الصيني

20 يونيو 2024
عناصر من الجيش الصيني في محطة قطار مدينة هوايان/ 19 مارس 2024 (Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- الرئيس الصيني شي جين بينغ يعترف بوجود تحديات معقدة في العمل السياسي والعسكري للجيش الصيني، مشددًا على ضرورة تعزيز الولاء السياسي ومكافحة الفساد.
- شي يدعو إلى رعاية ضباط ذوي كفاءات عالية وتعزيز الرقابة الشاملة، مؤكدًا على أهمية القضاء على الفساد والحفاظ على النقاء والانضباط داخل الجيش.
- حملة مكافحة الفساد التي أطلقها شي منذ توليه السلطة تطال مسؤولين كبار وتثير تساؤلات حول طبيعة عمل لجنة الانضباط، فيما يرى محللون أن الحملة تعكس مبدأ المساءلة والمراجعة داخل الحزب الشيوعي.

نقلت وسائل إعلام صينية رسمية مساء أمس الأربعاء، عن الرئيس الصيني شي جين بينغ، قوله إن الجيش الصيني يواجه مجموعة من التحديات المعقدة في عمله السياسي والعسكري، وذلك خلال مشاركته في اجتماع مطلع الأسبوع الحالي حول العمل السياسي في الجيش في يانان، وهي قاعدة عسكرية قديمة في مقاطعة شنشي شمال غربيّ الصين.

وقالت صحيفة الشعب اليومية، الناطقة باسم الحزب الشيوعي أمس الأربعاء، إن شي حثّ على بذل الجهود لرعاية مجموعة من الضباط ذوي الكفاءات العالية، والقضاء على الأرض الخصبة للفساد، وتعزيز الرقابة الشاملة على الضباط رفيعي المستوى في ما يتعلق بأدائهم لواجبهم وممارستهم للسلطة. وذكرت أنه في معرض إشارته إلى أن الجيش الصيني يواجه تحديات معقدة في العمل السياسي، قال شي إنّ من الضروري مواصلة تعزيز الولاء السياسي في الجيش لضمان أن القوات المسلحة الشعبية تتمسك دائماً بقيمها الأساسية، وتحافظ على النقاء، وتلتزم بشكل صارم بالانضباط. وأضافت أنه عمل على تحليل المشاكل العميقة التي تحتاج إلى معالجة في العمل السياسي والعسكري، واعتبر أن السبب الجذري لهذه المشاكل يكمن في الافتقار إلى المثل العليا والمعتقدات.

ويأتي حديث شي عن اجتثاث الفساد داخل الجيش، في إطار حملته الشهيرة لمكافحة الفساد داخل الحزب والدولة، التي أطلقها منذ توليه السلطة عام 2103، وطاولت عدداً كبيراً من المسؤولين وضباط الجيش، وكان من أبرز هؤلاء المدير السابق للشرطة الدولية (الإنتربول)، مينغ هونغ وي، وقائد القوة الصاروخية في الجيش الصيني، لي يوتشاو، وهو أكبر جنرال عسكري يخضع للتحقيق بتهمة الفساد.

كذلك كان هناك اثنان من أبرز المستهدفين خلال الحملة هما: قوه بوشي ونغ، وشو تساي خو، وكلاهما نائب رئيس سابق للجنة العسكرية المركزية. حكم على قوه بالسجن مدى الحياة بتهمة الرشوة في عام 2016، بينما توفي شو بسبب السرطان في عام 2015، في أثناء استعداده للمثول أمام المحكمة. أيضاً أُقيل وزير الخارجية السابق تشين غانغ، بعد أقل من سبعة أشهر من تعيينه العام الماضي، وتسمية سلفه وانغ يي وزيراً للخارجية. وكان تشين قد توارى عن الأنظار لأسابيع، ما أثار تكهنات بشأن مصيره، قبل الكشف عن خضوعه للمساءلة بتهم لا تزال غير معلنة. وطرحت هذه الأسماء الكبيرة تساؤلات عن طبيعة عمل لجنة الانضباط المسؤولة عن الحملة على الفساد في الصين، وما إذا كانت تعمل لصالح الرئيس الصيني من خلال تصفية خصومه ومنافسيه، أم أنها تمثل ظاهرة طبيعية لتطهير الحزب الشيوعي والجيش من الفاسدين والمرتشين؟

وكان أستاذ الدراسات السياسية في معهد قوانغدونغ، لين تشين، قد تحدث في وقت سابق لـ"العربي الجديد"، عن هذا الأمر، وقال إن حملة الإقالات التي شهدتها الصين منذ مطلع العام الحالي، "ظاهرة صحية تشير إلى مبدأ المساءلة والمراجعة داخل الحزب الشيوعي وعلى مستوى القيادة العليا، وأن الرئيس الصيني منذ وصوله إلى سدة الحكم قبل عقد من الزمن، أدرك أنه سيواجه تحديات داخلية كبيرة في ظل الانفتاح الاقتصادي وتعاظم الثروة في المجتمع وطبقة النخبة، خصوصاً إذا تسربت شهوة التملك وشرارة الفساد إلى المستوى السياسي والعسكري".

المساهمون