دعا شيخ الأزهر، أحمد الطيب، اليوم الأربعاء، المجتمع الدولي إلى إقرار تشريع عالمي يجرم معاداة المسلمين، مشدداً على أن "الرسومات المسيئة لنبي الله محمد صلى الله عليه وسلم، عبث وتهريج وعداء صريح للإسلام".
وأضاف في كلمته بالاحتفال بالمولد النبوي الشريف، في مصر، أن قتل "المدرس الفرنسي حادث مؤسف، ومن المؤسف أن نرى الإساءة للإسلام والمسلمين أصبحت وسيلة لحشد الأصوات في انتخابات سياسية، ونؤيد تشريعا يجرم معاداة المسلمين".
وتابع أنه "يجب علينا تجديد مشاعر الحب تجاه النبي ونفديه بأنفسنا وبأبنائنا، موضحا أننا نعجب من إيقاظ الفتنة من أقطار تغنت بالحرية والثقافة".
وأوضح شيخ الأزهر "أننا لا نحتفل اليوم بشخص بل نحتفل بتجلي الإشراق الإلهي على البشرية جمعاء".
كما قال الطيب "إننا لا نرتاب في دحر المعتدين على الدين الإسلامي، أيًا كانت أعراقهم أو أجناسهم، فكيف نخاف أو نتأخر والله جل في علاه قال في كتابه العزيز: يُرِيدُونَ أَن يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ".
وأضاف الطيب "أما محمد صلى الله عليه وسلم، فهو ذلك الرسول الذي منّ فيه رب العباد على الناس، فلولا النبي محمد لبقيت الإنسانية كما كانت قبل بعثته في ظلام دامس كما كانت قبل بعثته إلى يوم القيامة".
وتابع: "النبي محمد صلى الله عليه وسلم، هو ذلك النور الذي بدل بنوره الله الشكوك والأوهام أي جاءنا من الله نور من الله وهو محمد صلى الله عليه وسلم، وكتاب الله المبين".
وأشار إلى أنه "سيتم إطلاق منصة عالمية بالتعريف بنبي الرحمة ورسول الإسلام، يقوم على تشغيلها مرصد الأزهر لمكافحة الإرهاب والتطرف، وبالعديد من لغات العالم".
وقال شيخ الأزهر في ختام كلمته في احتفالية وزارة الأوقاف بالمولد النبوي الشريف إنه "سيتم تخصيص مسابقة علمية عالمية عن أخلاق محمد صلى الله عليه وسلم، في مسيرة الحب والخير والسلام".
من جهته، قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في كلمته بالاحتفالية: "هناك كلام كتير ونقاش ولغط كتير واحنا كمسلمين من كمال إيماننا إن إحنا نؤمن بكافة الديانات الأخرى ولا يستطيع مسلم أن يقول إنه كامل الايمان إلا إذا أقر واعترف من صميم قلبه بجميع الرسل. نحترم جميع الرسل ونوقرهم لأنهم المختارون من قبل الله".
وأكد السيسي، أن "الإساءة إلى الأنبياء والرسل استهانة بقيم دينية رفيعة، وجرح مشاعر الملايين حتى لو كانت الصورة المقدمة هي صورة التطرف، فلا يمكن أن يحمل المسلمين بمفاسد وشرور فئة قليلة انحرفت. نحن أيضا لنا حقوق في ألا تجرح شعورنا ولا تؤذى قيمنا".
وتصاعدت الاحتجاجات في عدد من الدول العربية والإسلامية تنديداً بنشر الرسوم المسيئة للنبي محمد -عليه الصلاة والسلام- ودعم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الرسوم الكاريكاتورية المسيئة.