السودان: مقتل العشرات بقصف طيران الجيش على مدينة نيالا

10 نوفمبر 2024
تصاعد الدخان بعد اشتباكات بين الجيش و"الدعم السريع" في الخرطوم، 21 إبريل 2023 (Getty)
+ الخط -

قال أهالي مدينة نيالا، مركز ولاية جنوب دارفور، غرب السودان، إن عشرات الأشخاص، من بينهم نساء وأطفال، قتلوا إثر قصف طيران الجيش للمدينة، أمس السبت. ووصف شهود عيان لـ"العربي الجديد" ما حدث بأنه مجزرة بشعة بحق المدنيين، بعد أن أغار طيران الجيش على المدينة وقصف حي الرياض، وحي الخرطوم باليل وسوق المدينة، وتحول العشرات إلى أشلاء، كما نشر ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو لأشلاء جثامين ومصابين بترت أرجلهم وأيديهم، في حين يحاول البعض إنقاذهم ونقلهم إلى المشافي. 

وأدانت قوى سياسية ونقابية ما عدته مجزرة بحق المدنيين في نيالا. وأدان حزب الأمة القومي، في بيان، اليوم الأحد، قصف طيران الجيش، أحياء من مدينة نيالا، مخلفًا عشرات الشهداء والجرحى من المواطنين الأبرياء، أغلبهم من الأطفال والنساء وكبار السن الذين احترقت أجسادهم بحمم البراميل المتفجرة، بحسب ما جاء في البيان. 

وأكد الحزب أن استمرار القصف الجوي لطيران الجيش على الأسواق والمناطق السكنية وتجمعات المواطنين أصبح مهددًا حقيقيًّا لحياة المدنيين، وجُرمًا يستوجب الرصد والمساءلة. وجدد الحزب مطلبه للجيش بتجنيب المواطنين مخاطر القصف الجوي ومراعاة المخاطر المحدقة بحياة المواطنين، مشيرًا إلى أن قصف الطيران الحربي أدى منذ اندلاع الحرب إلى إزهاق أرواح الآلاف من المواطنين الأبرياء في معظم أنحاء البلاد، وطالب الجيش بإيقاف قصفه الجوي للمناطق السكنية والمرافق الخدمية والإيفاء بالتزاماتها المعلنة بحماية المدنيين. وناشد الحزب المنظمات الدولية والأمم المتحدة بإدانة استمرار تلك الانتهاكات والجرائم المروعة بحق المدنيين العزل، كما ناشد المنظمات الإنسانية بالاستجابة للأوضاع الصحية ومساعدة المصابين لتلقي الرعاية الطبية.

وفي ولاية الجزيرة، وسط السودان، قال أهالي بمناطق شرق الجزيرة، إن قوات الدعم السريع، واصلت قتل المدنيين وتهجيرهم من قراهم، وخلق واقع إنساني بالغ التعقيد. وطبقًا لمؤتمر الجزيرة، وهو تنظيم يرصد الانتهاكات في الولاية، هاجمت قوات الدعم مؤخرًا قرية الجعافره بريفي تمبول وقتلت ثلاثة مواطنين، واحتجزت 51 شخصًا وطالبت بفدية مالية مقابل إطلاق سراحهم. 

وفي ولاية الخرطوم، يواجه السكان والنازحون بمدينة أم ضوبان ظروفاً إنسانية صعبة بسبب انتشار الكوليرا وغيره من الأمراض، وتحاول مجهودات شعبية في إخراج المدنيين ولا سيما النازحين من شرق الجزيرة، إلى مناطق آمنة، ونجحت تلك الجهود اليوم في ترتيب سفر 20 حافلة إلى شندي، شمالي البلاد. 

وفي مدينة الفاشر، واصلت قوات الدعم السريع، اليوم الأحد، قصفها المدفعي على مدينة الفاشر، مركز ولاية شمال دارفور، ما أدى بحسب الإحصاءات الأولية إلى مقتل ثلاثة مدنيين، طبقًا لشهود عيان. وأفاد الشهود أن القصف استهدف الأحياء الجنوبية للمدينة وسوق المواشي ومحاور أخرى. 

وتحاصر الدعم السريع منذ مايو/أيار مدينة الفاشر، العاصمة التاريخية لإقليم دارفور، ودارت في المدينة اشتباكات مستمرة بينها من جهة، والجيش المدعوم من حركات مسلحة من جهة أخرى، أدت إلى مقتل أكثر من ألف من المدنيين. ودخلت الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع، شهرها الثامن عشر، وأدّت إلى مقتل آلاف المدنيين وتشريد أكثر من 11 مليون شخص إلى داخل البلاد وخارجها، وفشلت معها كل الجهود الإقليمية والدولية لإنهائها، فيما يتوقع وصول المبعوث الأميركي توم بيرييلو إلى بورتسودان العاصمة الإدارية المؤقتة، وذلك خلال الأيام المقبلة، في مسعى منه بالدفع بخطوات السلام إلى الأمام.

المساهمون