استمع إلى الملخص
- عملت وحدات الجيش اللبناني على إزالة الذخائر غير المنفجرة وفتح الطرقات بالتنسيق مع اليونيفيل، مؤكدة على أهمية التزام المواطنين بتعليمات الوحدات العسكرية.
- اللجنة الخماسية لمراقبة تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار عقدت اجتماعها الأول، مؤكدة على دعمها لوقف النار وتطبيق القرار 1701، وسط استمرار الخروقات الإسرائيلية.
الغارة أوقعت شهيداً وجريحين
ميقاتي يطالب اللجنة المشرفة بتقديم موقف واضح
الجيش سيواصل تدريجياً انتشاره في القرى الجنوبية
شنّ طيران الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الخميس، غارة على ساحة بلدة الخيام جنوبي لبنان، ما أوقع شهيداً وجريحين، في خرق "فاضح" للتهدئة تزامن مع بدء انتشار الجيش اللبناني في البلدة، دفع رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي إلى مطالبة اللجنة المشرفة على تنفيذ الاتفاق بـ"تقديم موقف واضح ممّا حصل ولجم العدوان". وجاء الخرق بعد ساعات قليلة من انسحاب جيش الاحتلال وتمركز وحدات الجيش اللبناني في خمسة مواقع حول الخيام - مرجعيون، مع قوة الأمم المتحدة المؤقتة (اليونيفيل) ضمن المرحلة الأولى من الانتشار في المنطقة.
وقال ميقاتي، في بيان بعد ظهر اليوم الخميس، إنّ "هذا الغدر الموصوف يخالف كلّ التعهدات التي قدّمتها الجهات التي رعت اتفاق وقف النار، وهي الولايات المتحدة وفرنسا، المطلوب منهما تقديم موقف واضح مما حصل ولجم العدوان الإسرائيلي". وأشار إلى أنّ "هذه الخروقات المتمادية برسم لجنة المراقبة المكلفة الإشراف على تنفيذ وقف إطلاق النار، والمطلوب منها معالجة ما حصل فوراً وبحزم ومنع تكراره".
في الإطار، قال مصدر مقرّب من ميقاتي لـ"العربي الجديد": "ننظر بقلق إلى الخروقات الإسرائيلية المستمرّة، ما يحتم علينا البقاء حذرين، لكن في الوقت نفسه لا نزال نأمل ونعوّل على أن تقوم اللجنة بدورها وتضع حدّاً لهذه الاعتداءات الفاضحة"، مشدداً بقوله: "لا نزال في مرحلة دقيقة. الجانب اللبناني يلتزم بالكامل بالاتفاق، والجيش يقوم بكل الجهود الممكنة لأجل ذلك، وعلى المعنيين، خصوصاً الأميركي والفرنسي، أن يضغطوا على العدو لوقف هذه الخروقات بشكل كامل".
وعملت وحدات الجيش اللبناني اليوم الخميس على فتح طرقات نبع إبل والشريقي وحي جبلي المؤدية إلى بلدة الخيام - مرجعيون من الجهة الشمالية، من خلال إزالة الردم والذخائر غير المنفجرة من مخلفات العدوان الإسرائيلي، بالتنسيق مع اللجنة الخماسية لمراقبة تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، وذلك ضمن خطة الانتشار في المنطقة. وكرّرت قيادة الجيش اللبناني تأكيد خطورة اقتراب المواطنين من المنطقة، وأهمية التزامهم بتعليمات الوحدات العسكرية إلى حين انتهاء الانتشار.
وقال مصدر في الجيش اللبناني لـ"العربي الجديد" إنّ "الجيش بدأ اليوم بتعزيز انتشاره في الخيام والعمل على فتح الطرقات وإزالة الركام في خمسة مواقع، وذلك بالتنسيق مع قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان"، مشيراً إلى أن "انتشار الجيش يأتي بالتزامن مع انسحاب العدو الاسرائيلي من النقاط التي يجري الآن التمركز فيها من قبل العناصر العسكرية". ولفت المصدر إلى أن "الخروقات الإسرائيلية لقرار وقف إطلاق النار لا تزال تسجّل، ووحدات الجيش تعمل على تفجير الذخائر والقذائف غير المنفجرة، ونتمنى على المواطنين عدم التسرع بالعودة وانتظار التعاميم الرسمية لحين انتهاء الانتشار والتأكد من أن المنطقة آمنة".
وأكد أن "الجيش سيواصل تدريجياً انتشاره في القرى والبلدات الحدودية الجنوبية مع كل انسحاب لجيش الاحتلال، وذلك تبعاً للقرار 1701، وتحت إشراف اللجنة المكلفة مراقبة قرار وقف إطلاق النار"، مشيراً إلى أنّ "هناك خطة لزيادة العناصر التي ستنتشر على الحدود، ولذلك فتحنا باب التطوع، لكن هذا الموضوع يحتاج إلى وقت، كما إلى دعم خارجي، وننتظر تنفيذ الوعود بهذا الشأن".
وشدد المصدر نفسه على أنّ "الجانب اللبناني ملتزم تماماً بتطبيق اتفاق وقف إطلاق النار والتعاون بشكل كامل مع اللجنة، ونأمل أن تساهم الاجتماعات اللاحقة في وضع حدّ للخروقات الإسرائيلية". وعقدت اللجنة الخماسية أول اجتماعاتها يوم الاثنين الماضي برئاسة اللواء الأميركي جاسبر جيفرز في مقرّ اليونيفيل في الناقورة، من أجل تنسيق دعمها لوقف النار الذي دخل حيّز التنفيذ في 27 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي. وأكدت اللجنة أنها "ستجتمع بوتيرة منتظمة وستنسّق عملها بشكل وثيق لتحقيق التقدّم في تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار والقرار 1701 الصادر عن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة".
ويواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي خرق اتفاق وقف إطلاق النار منذ دخوله حيّز التنفيذ، وقد أوقعت اعتداءاته على الجنوب أمس الأربعاء شهيداً في بلدة عيناتا، وثلاثة آخرين في مدينة بنت جبيل، وشهيداً في بيت ليف. كذلك، دهمت قوة من جيش الاحتلال مؤلفة من نحو 15 عنصراً منزلاً مأهولاً في بلدة برج الملوك، وقامت بعملية تفتيش دقيقة، واستجواب شخصين يسكنان فيه، ومصادرة هواتفهما الخلوية، وطلبت منهما إخلاء المنزل على الفور وعدم العودة إليه حتى إشعار آخر.