شاسوار عبد الواحد لـ"العربي الجديد": إقليم كردستان مسيطر عليه من مافيات

18 ابريل 2023
عبد الواحد: يهمنا إجراء انتخابات بكردستان هذا العام (العربي الجديد)
+ الخط -

لم تقتصر ولادة الحركات والتكتلات المدنية والليبرالية في العراق على مدن وسط وجنوبي البلاد، إذ بات إقليم كردستان العراق إحدى ساحات المواجهة بين القوى الناشئة والأحزاب التقليدية التي تهيمن على المشهد السياسي منذ العام 2003، وأبرزها الاتحاد الوطني الكردستاني، والحزب الديمقراطي الكردستاني.

بعد عام 2019، الذي يوصف بكونه نقطة فارقة في المشهد العراقي، عقب تفجر احتجاجات أكتوبر/ تشرين الأول من العام نفسه، في مدن مختلفة من العراق، وتأثر فيها الإقليم خاصة في مناطق السليمانية ورانيا وحلبجة وأربيل، بات حراك "الجيل الجديد"، بزعامة شاسوار عبد الواحد، أبرز القوى الليبرالية الصاعدة في الشارع الكردي العراقي.

عبد الواحد: أكثر من 80 في المائة من العائدات المالية للنفط في الإقليم مصيرها مجهول

وحصل الحراك في الانتخابات الأخيرة في 2021 على 9 مقاعد في البرلمان العراقي انتزعت من الأحزاب التقليدية، وكان ذلك مفاجئاً للأوساط السياسية في الإقليم. وشكل "الجيل الجديد"، لاحقاً تحالفاً مدنياً مع حركات عراقية مدنية من جنوبي العراق داخل البرلمان، باسم "من أجل الشعب".

"الجيل الجديد" سيشارك في الانتخابات

يقول عبد الواحد، لـ"العربي الجديد"، إن حزبه سيشارك بالانتخابات المقبلة الخاصة ببرلمان الإقليم منافساً للأحزاب الحالية. ويشير إلى أنه "منذ 32 عاماً يتمتع الأكراد بحكم ذاتي، إلا أنه حتى الآن لا توجد حكومة موحدة، أو إدارة جامعة لهم، فهناك بيشمركة تابعة للحزب الديمقراطي الكردستاني، وبيشمركة أخرى للاتحاد الوطني، وكذلك الأمر ينطبق على الملفات المالية والأمنية والاقتصادية، وكلها تدار من قبل الحزبين".

ويؤكد عبد الواحد أن "حراك الجيل الجديد، الذي يمتلك كتلة برلمانية في البرلمان العراقي وكتلة في برلمان إقليم كردستان، لا يعلم شيئاً عن إيرادات النفط المصدر من كردستان، أو لمن يباع هذا النفط، وأكثر من 80 في المائة من العائدات المالية للنفط في الإقليم مصيرها مجهول"، وفقا لقوله.

أما عن موضوع الانتخابات، وتصويت البرلمان العراقي على القانون الجديد، فيؤكد عبد الواحد أن القانون الذي تم تمريره الشهر الماضي "لن يضر حراك الجيل الجديد، ومع آلية سانت ليغو في الإقليم نأمل أن ترتفع مقاعدنا من 9 إلى 13 في الانتخابات المقبلة".

لكنه يشير إلى أن اعتراضهم على القانون جاء "تضامناً مع الحركات المدنية (في المحافظات العراقية الأخرى)، وكلنا نفكر بالوضع الأفضل للشعب العراقي، والقانون سيضر بالحركات الناشئة (في المحافظات خارج الإقليم)، لذلك وقفنا ضد هذا القانون، ولم نصوت عليه".

وبخصوص تحديد رئيس إقليم كردستان العراق نيجيرفان البارزاني يوم 18 أكتوبر/تشرين الأول المقبل موعداً لانتخابات برلمان كردستان، يقول عبد الواحد: "ما يهمنا أن تجرى انتخابات في كردستان هذا العام، بغض النظر عن الملاحظات الكبيرة التي لدينا على مفوضية الانتخابات في الإقليم، وأيضاً قانون الانتخابات والدوائر الانتخابية وغيرها، لكن الأولوية لنا هي إجراء الانتخابات، شرط أن تجرى هذه السنة".

"مافيات" تسيطر على كردستان

ويصف عبد الواحد الإقليم بأنه مسيطر عليه من قبل "مافيات" في أربيل والسليمانية. ويوضح أنه "إذا كنت تعيش في كردستان فأنت تعلم ما إذا كان هناك حكم للمافيا أم لا. هنا يقتل المواطن لأن أنوار سيارته اصطدمت بسيارة أمامه تخص نجل مسؤول معين مثلاً. هنا تُستخدم السلطة لمصالح عدة عائلات وأسر سياسية".

وبخصوص ملف النفط الذي يُعد أبرز نقاط الخلاف بين بغداد وأربيل، يرى عبد الواحد أن عملية بيع النفط واستخراجه ونقله واسترجاع العائدات المالية، يجب أن تكون "موحدة بيد الحكومة العراقية في بغداد، واتفاق بغداد وأربيل، يعني وصول حصة مالية أكبر لكردستان، فضلاً عن أن الرواتب تُسلم للموظفين الأكراد في وقتها دون تأخير".

ويتابع: "نريد أن تكون المؤسسات في العراق ككل قوية، ويجب أن يكون لدينا حكم رشيد في الإدارة والاقتصاد، وفي النظام القضائي، والتوزيع العادل للثروة على المواطنين. التعليم والصحة والجامعات وجميع المؤسسات يجب أن تتحسن وتخرج من أيدي الأحزاب، ويجب أن تكون الأسلحة في أيدي الدولة وليس في يد الجماعات المسلحة".

وبشأن الاجتماعات التي يعقدها عبد الواحد باستمرار مع السفراء والقناصل الأجانب، ومدى إمكانية استغلالها، وهل هذه اللقاءات واضحة، يقول رئيس حراك "الجيل الجديد" إن "مواقفنا واضحة جداً، فنحن ضد الفساد في العراق وإقليم كردستان وأي مكان آخر، ورؤيتنا للوفود الدبلوماسية غرضها عرض وجهات نظرنا.

المجتمع الدولي لعب دوراً جيداً

ويضيف: نعتقد أن المجتمع الدولي لعب دوراً جيداً في إقليم كردستان والعراق، ولولا المجتمع الدولي لما كان إقليم كردستان هذا قائماً لمدة 32 سنة. لذلك نحن نتحدث باستمرار مع منظمات المجتمع الدولي والمبعوثين الدوليين حول الفساد في إقليم كردستان، ونعتقد أن بإمكانهم لعب دور إيجابي. وحين يزوروننا، أو نذهب إليهم، فذلك من أجل هذا الموضوع، والجميع يعلم أنه لا يمكننا استبعاد العلاقات الخارجية من التغييرات التي تحدث في العراق والإقليم.

عبد الواحد: تقارير منظمات حقوق الإنسان ووسائل الإعلام بخصوص أوضاع الحريات والحقوق المدنية في الإقليم حقيقية

وحول خطاب "الجيل الجديد" في المرحلة المقبلة، وخاصة بالانتخابات القادمة، يقول عبد الواحد إنه يعمل على "ضمان تصويت جميع المتظاهرين لحراك الجيل الجديد، لذلك فإن خطابنا في الإقليم، هو أن جميع الأصوات المحتجة يجب أن تصوّت للجيل الجديد، حتى يكون لنا هذه المرة نصف المقاعد في البرلمان (عدد النواب 111) من أجل تشكيل حكومة الإقليم".

ويلفت عبد الواحد، رداً على سؤال حول دور "الجيل الجديد" في البرلمان العراقي حيث يمتلك 9 مقاعد، إلى أن دور الحراك هو ضد كل من يريد التحرك من جانب واحد مرة أخرى، وإصدار بعض القوانين السيئة التي تتعارض مع مطالب القوى المدنية، ويعتمد ما إذا كان صوتنا ضعيفاً أو قوياً على حجم مقاعدنا، فلدينا تسعة مقاعد من أصل 329 في البرلمان، وقد لعبنا دوراً أكبر بكثير، وسنتحمل مسؤولية أكبر مما يمكننا تحمله.

ويشير إلى أن "التقارير التي تصدرها منظمات حقوق الإنسان ووسائل الإعلام بخصوص أوضاع الحريات والحقوق المدنية في الإقليم، حقيقية، بل إنها جزء مما يعيشه المواطن الكردي، في ظل سلطة الأحزاب الحاكمة في إقليم كردستان". ويضيف أنه "في مرات عديدة أنذرنا حكومة الإقليم، بأن دول الغرب كانت تدعمهم لوجود هامش بسيط من الديمقراطية في كردستان، وإذا انتهى هذا الهامش فسيتخلى الدعم الغربي عن الإقليم".

المساهمون