لندن: سوناك يزور كنيساً تأييداً لإسرائيل.. وآلاف يتضامنون مع الفلسطينيين أمام سفارة الاحتلال
زار رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك، مساء أمس الاثنين، كنيساً يهودياً شمالي مدينة لندن، للتعبير عن تضامنه ووقوف بلاده مع الاحتلال الإسرائيلي، في الوقت الذي تواصل فيه قوات الاحتلال الإسرائيلي قصفها للمدنيين في قطاع غزّة المحاصر مخلفة مئات الضحايا، منهم 150 طفلاً بحسب تصريحات لـ"يونيسف"، صباح اليوم الثلاثاء. مع ذلك علت في شوارع لندن الأصوات المتضامنة مع فلسطين.
وقال سوناك في تجمّع ليهود بريطانيين مناصرين لإسرائيل داخل كنيس "فنشلي يونايتد"، حيث رفعت أعلام إسرائيليّة: "الأشخاص الذين يدعمون (حماس) يتحملون المسؤوليّة الكاملة عن هذا الهجوم المروع... إنهم ليسوا مقاتلين من أجل الحريّة، إنهم إرهابيون".
وأضاف سوناك، متحدثاً من على منصّة الكنيس ومرتدياً "الكيباه" أن "الأيام القادمة ستكون صعبة. عندما نقول إننا نقف مع إسرائيل فنحن نعني ذلك. لا اليوم أو غداً فقط، بل دوماً. وأنا سأقف معكم أيها المجتمع اليهودي البريطاني، لا اليوم أو غداً فقط، بل دوماً". واختتم خطابه القصير بقوله بالعبريّة: "شعب إسرائيل حي".
وشارك في الصلاة الحاخام الأكبر في بريطانيا السير إفرايم ميرفيس، الذي قال إن اليهود البريطانيين "متحدون مع شعب إسرائيل".
The people who support Hamas are fully responsible for this appalling attack.
— Rishi Sunak (@RishiSunak) October 9, 2023
They are not militants. They are not freedom fighters.
They are terrorists.
My message tonight from Finchley United Synagogue where I joined @chiefrabbi in vigil with local communities. pic.twitter.com/7eBJ6catbr
تظاهرة أمام السفارة الإسرائيلية
وكان آلاف البريطانيين قد تظاهروا مساء أمس الاثنين أمام السفارة الإسرائيليّة في لندن، منددين بالهجمات الإسرائيليّة على قطاع غزة، واصفين ما يحصل من اعتداءات بـ"جرائم حرب". وقدّرت بعض وسائل الإعلام أعداد المشاركين بعشرة آلاف، لبّوا دعوة حركات التضامن البريطانيّة مع فلسطين للتظاهر، إضافة لدعوات أطلقتها مؤسسات وحركات عربيّة وإسلاميّة بريطانيّة.
وتأتي التظاهرة رغم تهديدات أطلقتها وزيرة الداخلية البريطانية سويلا برافرمان، المعروفة بتصريحاتها المعادية للاجئين، بالتعامل بحزم مع أيّ تظاهرة داعمة لحركة حماس، مشدّدة على ضرورة "استخدام السلطات الأمنية للقانون بلا هوادة، في مواجهة تظاهرات مماثلة".
ومن المتوقع أن يكون هناك تظاهرة ضخمة أخرى في لندن، يوم السبت المقبل، بدعوة من حركات التضامن، تنطلق من أمام "بي بي سي بورتلاند بلاس"، تحت عنوان "نتظاهر من أجل فلسطين.. لإنهاء العنف والأبرتهايد".
كما شهدت، الأحد، مدن بريطانيّة عدّة تظاهرات داعمة للفلسطينيين في مانشستر وبيرنغهايم وبرايتون، بمشاركة المئات. واعتقلت الشرطة البريطانيّة ثلاثة مواطنين في التظاهرة المناهضة للاحتلال أمام السفارة الإسرائيليّة، يوم أمس الاثنين.
"The occupation. Shut it down!
— PSC (@PSCupdates) October 9, 2023
The border wall. Shut it down!
The seige of Gaza. Shut it down!
The whole damn system. Shut it down!" pic.twitter.com/kka0OPOelX
الحكومة البريطانيّة تدعو المسافرين للتبليغ عن "الإرهاب"
وتناقلت وسائل إعلام عربيّة صورة إعلان في مطار هيثرو في لندن، تدعو فيه الحكومة البريطانيّة المسافرين القادمين من إسرائيل للتبليغ عن أي حدث "إرهابي" حصل معهم أو شهدوه، وتقديم معلومات بذلك للجهات المسؤولة، مع توجيههم لموقع الحكومة البريطانيّة الرسمي في الشبكة المخصص للتبليغ عن الأحداث "الإرهابيّة".
وبحسب المنشور، الذي ذكر المسافرين الذين تواجدوا في دولة الاحتلال فقط، ولم يشر إلى الذين كانوا بالأراضي الفلسطينيّة المحتلة أو قطاع غزّة، فإن الحقائق التي يتم جمعها قد يتم مشاركتها مع شركاء دوليين بهدف إجراء التحقيقات.
وبحسب موقع الحكومة البريطانيّة المخصص للتبليغ، فإن عملية التبليغ يمكن أن تشمل "المقالات أو الصور أو الخطب أو مقاطع الفيديو التي تروج للإرهاب أو تشجع على العنف، والمواقع التي أنشأتها المنظمات الإرهابيّة أو المتطرفة، وفيديوهات الهجمات الإرهابيّة".
الإعلام البريطاني
وتواصل الصحف البريطانيّة تغطيتها بشكل موسع اللأحداث المتسارعة في الأراضي الفلسطينيّة المحتلة، بعد أربعة أيّام على انطلاق عمليّة "طوفان الأقصى"، وما زالت الأخبار القادمة من قطاع غزة تتصدر الصفحات الأولى.
وعنونت صحيفة "ذا غارديان" الخبر الرئيسي "إسرائيل تفرض حصاراً شاملاً على غزة وحماس تهدد الأسرى"، وأرفقت الخبر بصورة للحظة تدمير طائرات إسرائيليّة منازل فلسطينيّة. وعنونت صحيفة "فاينانشال تايمز" صفحتها الأولى بـ "إسرائيل تفرض حصاراً على غزّة"، مع صورة تظهر حجم الدمار الذي أحدثه القصف الإسرائيلي في القطاع.
"ذا ديلي تلغراف" عنونت صفحتها الأولى: "إسرائيل: لا خيار سوى محاصرة غزة"، مع صورة لمنازل اشتعلت فيها النيران بعد قصف طائرات إسرائيليّة، فيما نشرت صحيفة "ذا صن" صورة لآثار قصف إسرائيلي، برفقة تعليق يقول: "البداية فقط".
صورة لعائلة إسرائيليّة زعم أن جميع افرادها قتلوا احتلت موقعها على الصفحة الأولى لـ"ذا تايمز" التي عنونت خبرها بـ "حماس: أسير واحد سوف يقتل بعد كل ضربة جوية لغزة"، بينما نشرت "ذا ميترو"، التي توزع مجاناً في وسائل النقل العموميّة، صورة لطفلة فلسطينيّة وسط دمار الأبراج في غزة، مع تعليق يقول: "جهنم"، وفي عنوانها الفرعي كتبت: "غزة تواجه حصارا شاملا بعد هجمات 11 سبتمبر على إسرائيل".
أما "ذا ديلي ميل" اليمينيّة، فنشرت على صفحتها الأولى صورة لتظاهرة تضامن مع فلسطين أمام سفارة إسرائيل في لندن، عنونتها بـ "كيف يمكن لليسار البريطاني خلق أعذار لمجموعات تقتل النساء والأطفال؟".
من المتوقّع أن تُلقي الأحداث في الأراضي الفلسطينية المحتلة، في الأيام المقبلة، بظلالها على الساحة البريطانية، إذ إنّ المملكة المتحدة من الجهات البارزة في دعم إسرائيل، وتضم في الوقت نفسه مجموعات تضامن شعبية قوية مع فلسطين. وطرحت الحكومة البريطانية، في الأشهر الماضية، مقترح قانون "إشكالياً" لتجريم حركة مقاطعة إسرائيل في بريطانيا، ومن المرجّح أن يستمرّ الجدال الداخلي حول القانون في ظلّ الأحداث الجارية.