- القوات الإسرائيلية تمنع قوات حفظ السلام الأممية من أداء مهامها، وتفرض حصاراً على القرى، مما يثير احتجاجات محلية تطالب بتدخل دولي وعربي.
- اجتماع بين أهالي القرى وضباط الاحتلال أسفر عن اتفاق لبقاء السكان في منازلهم وتسليم الأسلحة الثقيلة، مع ضمانات بعدم الفوضى وحماية الممتلكات.
قالت مصادر من بلدتي الحرية ورسم الرواضي في محافظة القنيطرة، جنوبي سورية، إن قوات الاحتلال الإسرائيلي، أمرت السكان، اليوم الخميس، بإخلاء منازلهم إلا أنهم رفضوا.
وقال أحد سكان قرية رسم الرواضي لـ"العربي الجديد"، طالباً عدم ذكر اسمه، إن "جنود الاحتلال يحاولون طردنا من منازلنا بالقوة بعد أن يئسوا من إقناعنا بالنزوح طوعاً"، مطالباً "المجتمع الدولي بالتحرك لمساعدة أهالي القنيطرة في وجه آلة الاحتلال الإسرائيلية، وإجبارها على التراجع إلى حدود اتفاقية عام 1974". وأشارت مصادر في حديث لـ"العربي الجديد"، إلى أن القوات الإسرائيلية تمنع قوات حفظ السلام الأممية من أداء مهامها الرادعة لأي عمليات عسكرية على جبهة الجولان، وفق قرارات الهدنة في عام 1974.
وناشد أهالي القرى والبلدات السورية في القنيطرة المحافل الدولية لردع إسرائيل عن عمليات التوغل التي وصفوها بالعدوانية، مطالبين بالانسحاب التام من هذه المناطق.
وقال مصدر آخر من القنيطرة لـ"العربي الجديد"، إن "هناك نوايا للخروج باحتجاجات رافضة للتوغل الإسرائيلي الأخير، والمطالبة بتدخل دولي وعربي وإقليمي للضغط على المحتلين"، مشدداً على أنّ "هذا المشهد القاتم مرفوض جملة وتفصيلاً، وهو استغلال لضعف الشعوب وانتهاك لحرياتهم، وهذه القوات وآلياتها تشكّل خطراً على أهالي القنيطرة وسورية عموماً".
وعن تطورات المشهد، لفت المصدر إلى أن "هذه القوات تتمركز أمام مبنى المحافظة في مدينة البعث، وتفرض حصاراً على قرى الحميدية والصمدية والحرية ورسم الرواضي، وتضايق السكان وتطبق عليهم منع تجوال، وتمنع الإعلاميين من البث والتصوير، وأحياناً ترهبهم بالرصاص الذي يرهب صوته أطفالنا"، مضيفاً: "لقد أطفأوا شعورنا بالفرحة والخلاص من المستبد بشار الأسد، لم ننعم بفرحة هذه اللحظة حتى غزتنا قواتهم، بحجة تأمين حدودها".
وكان وفد من أهالي قرى وبلدات القنيطرة قد التقى الثلاثاء مع ضباط من قوات الاحتلال الإسرائيلي في مديرية الصحة بالتنسيق مع قوات الإندوف، وذلك بعد توغل قوات الاحتلال في قرى "الحرية، الحميدية، الصمدية، رسم الرواضي"، وبناءً عليه تقرر بقاء الأهالي في بيوتهم مع تسليم أي سلاح ثقيل عن طريق المجتمع المحلي لقيادة الشرطة، مع التأكيد على منع الفوضى والحرص على أملاك القاطنين.
من جانب آخر، يزعم جيش الاحتلال أن التوغل لا يعدو كونه إجراء احترازياً لتأمين الحدود، وأن احتلال المحافظة ليس مطروحاً، في حين تحدثت مصادر إعلامية عن نزوح عدد من سكان المدينة باتجاه قرية خان أرنبة مع بداية التوغل خوفاً من الاعتقال، الأمر الذي شككت مصادر "العربي الجديد" به، معتبرة أن ما حدث عبارة عن حركات نزوح فردي إن حدثت.
بدورها، تحدّثت صحيفة "الثورة" المحلية عن اتفاق أهلي لشقّ طريق غرب قرية كودنة حتى لا تدخل قوات الاحتلال القرية، ما يضمن تسهيل تقديم الخدمات لأهالي القرية والقرى المجاورة، ويسمح لهم بالتجوال داخل قراهم وممارسة أعمالهم اليومية، مُشيرةً إلى أنّ الاتفاق قضى بضرورة إعادة الدوام في مبنى المحافظة خلال أيام، وضرورة الحصول على ضمانات بتراجع قوات الاحتلال حتى جسر المشتل.