سورية: اغتيالات في درعا وتواصل الاحتجاجات بالسويداء لليوم الرابع

10 فبراير 2022
تتواصل الاغتيالات في محافظة درعا جنوبي سورية (Getty)
+ الخط -

تتواصل الاغتيالات في محافظة درعا جنوبي سورية، في ظل الفلتان الأمني الذي تعيشه المحافظة هناك. يأتي ذلك فيما تتواصل الاحتجاجات المرتبطة بتدهور الأوضاع المعيشية في محافظة السويداء جنوبي سورية، وسط تعاطف ودعم من قوى سياسية ومجتمعية داخل المحافظة وخارجها.

وقُتل الشاب محمد قسيم البردان متأثراً بجراحه التي أصيب بها، إثر هجوم برصاص مجهولين استهدف سيارة كانت تقلّه مع اثنين آخرين، في بلدة عتمان شمالي مدينة درعا، اليوم الخميس.

وذكر "تجمع أحرار حوران" أنه أصيب خلال عملية الاغتيال، كل من مصعب البردان ومحمد فريد البردان بجروح متفاوتة، نُقلا على إثرها إلى المشفى، ويتحدّر الأشخاص الثلاثة من مدينة طفس غربي درعا.

وكان قتل أمس الأربعاء عدد من الأشخاص خلال عمليات اغتيال جديدة في محافظة درعا.

وبحسب مصادر لـ"العربي الجديد" في درعا، فإن شادي بجبوج، الملقّب بـ"العو"، القيادي في مليشيا محلية تابعة للأمن العسكري قتل جراء انفجار عبوة ناسفة أثناء مروره بسيارته بالقرب من مفرق خربة غزالة بمدينة درعا. كما قتل الشاب رامي الجوخدار، مساء أمس الأربعاء، جراء استهدافه بإطلاق نار مباشر من قبل مجهولين في بلدة اليادودة بريف درعا الغربي. ويتحدر الشاب من محافظة حمص، وهو عنصر سابق في أحد فصائل الجيش الحر.

وقتل أيضا الشاب منير سالم العباس المفعلاني، بعد استهدافه بالرصاص من قبل مجهولين في مدينة نوى غرب محافظة درعا. في حين داهمت قوات النظام عدة منازل في المدينة، واعتقلت شاباً كان يعمل في صفوف الجيش الحر قبل سيطرة النظام على المحافظة، يدعى خالد القبلاوي.

احتجاجات في السويداء

وفي محافظة السويداء المجاورة، تتواصل الاحتجاجات الشعبية لليوم الرابع على التوالي، وذلك بعد القرارات الأخيرة التي اتخذتها حكومة النظام السوري باستبعاد بعض الشرائح من الدعم لبعض المواد الأساسية.

وذكر مراسل "العربي الجديد" في السويداء أن العديد من الأشخاص تجمعوا، اليوم الخميس، في ساحة الطائفة في محافظة السويداء، قبل أن يتوجهوا إلى ساحة السير وسط المدينة، وذلك في إطار الاحتجاجات الشعبية المتواصلة على قرارات النظام الأخيرة، استبعاد بعض الشرائح من بطاقات الدعم للمواد الأساسية وخاصة الخبز.

وكان النظام السوري أرسل، أمس، تعزيزات عسكرية إلى محافظة السويداء، في محاولة لقمع هذه الاحتجاجات، فيما قطعت سلطات النظام شبكة الإنترنت عن أجزاء من المدينة.

احتجاجات في السويداء جنوبي سورية ومخاوف من عنف النظام

وكانت قوات النظام استقدمت قبل أيام مزيداً من التعزيزات العسكرية ونشرت عناصرها بالقرب من مؤسسات النظام الحكومية، إضافة إلى نشر القناصة على أسطح تلك الدوائر، بالتزامن مع خروج المدنيين في مظاهرات ووقفات احتجاجية. 

وتزعم مصادر مقربة من النظام أن هذه التعزيزات تستهدف ملاحقة "عصابات الخطف"، وليس المحتجّين المطالبين بتحسين الأوضاع الاقتصادية والمعيشية. 

عبر الرئيس الروحي لطائفة المسلمين الموحدين الدروز، الشيخ حكمت الهجري، عن دعمه للمتظاهرين

وفي تطور لافت، عبّر الرئيس الروحي لطائفة المسلمين الموحدين الدروز، الشيخ حكمت الهجري، عن دعمه للمتظاهرين، وقال في بيان له إن "التظاهر السلمي حق مشروع للمواطنين الذين يطالبون بحقوقهم".

ونقلت شبكة "السويداء 24" عن "مصادر مقربة من الرئاسة الروحية" قولها إن الشيخ الهجري يؤيد "أي حراك سلمي، يطالب بالحقوق المشروعة، مع المحافظة على مؤسسات الدولة". 

من جهتها، عقدت الهيئة السياسية في الائتلاف الوطني السوري، اجتماعاً استثنائياً لمناقشة الوضع في السويداء، بحضور أعضاء من الهيئة العامة وممثلين عن المنطقة.

ووجّه رئيس الائتلاف سالم المسلط التحية لأهل السويداء، معبراً عن "فخره بالوعي الذي يملكونه"، ولفت إلى أن السوريين جددوا التأكيد على رغبتهم في إسقاط نظام الأسد.

ورأى المسلط أن التظاهرات ستنتشر مجدداً في جميع أرجاء البلاد، وأن "هذا النظام مصيره السقوط، ولا يمكن أن يستمر في ارتكاب الجرائم بحق الشعب السوري".

كما رحبت "الهيئة السياسية في محافظة إدلب" شمال غرب سورية بالحراك الشعبي في محافظة السويداء. وقالت "الهيئة"، في بيان، إنها "تبارك الحراك الشعبي المطلبي الذي يقوم به أهلنا في السويداء، مؤكدين أن الحرية والكرامة وبقاء سورية موحدة لا يمكن أن يتحقق باستمرار حكم نظام الأسد الذي سخّر الدولة ومقدراتها لخدمته".

 وصدرت بيانات تأييد أخرى أيضا للحراك الشعبي في السويداء عن "تيار مواطنة نواة وطن" و"تيار مستقبل كردستان سورية" و"المجلس السوري للتغيير، منصة عفرين" و"حزب اليسار الديمقراطي السوري".

المساهمون